إجلاء عشرات الآلاف من جنوب شرق أستراليا بسبب حرائق الغابات

04 يناير 2020
حرائق غابات أستراليا مشتعلة منذ أربعة أشهر (أليكس إلينغاسن/Getty)
+ الخط -
أخلى عشرات الآلاف من السكان بيوتهم السبت، في جنوب شرق أستراليا بسبب الحرائق الكارثية التي يتوقع أن تؤدي الأحوال الجوية إلى تفاقمها، بعدما حولت منتجعات سياحية مكتظة في هذه الفترة من العام إلى مناطق مقفرة.
وأعلنت الطوارئ في جنوب شرق البلاد، وأصدرت السلطات أمرا الجمعة، لحوالى مائة ألف شخص بإخلاء ثلاث ولايات. وقالت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، غلاديس بيريجيكليان، محذرة: "اليوم يتعلق الأمر بإنقاذ أرواح".
وأكد قائد فرق الإطفاء في الولاية، شين فيتسيمونز: "شهدنا رحيل عشرات الآلاف من الأشخاص. رسالتنا هي أن نتأكد من إجلائكم أمس. الانتظار يعني المجازفة. الانتظار لنصف ساعة أخرى يعني مجازفة أكبر".
قال جوناثان هاو من مركز الأرصاد الجوية إن الأحوال الجوية ستكون السبت "مماثلة" لما كانت عليه الجمعة "إن لم تكن أسوأ مما شهدناه في ليلة رأس السنة". وأضاف أن "رياحا غربية شديدة وجافة ستؤجج الحرائق المستعرة أصلا، وتهدد السكان الذين واجهوا دمارا واسعا".
وأخلى السياح وسكان جنوب شرق البلاد مواقع الاصطياف أو منازلهم. وشهدت الطرق السريعة التي تربط بين المدن الساحلية صفوفا طويلة من السيارات، في سيدني ومدن أخرى. وقال فيتسيمونز إن السبت سيكون يوما "طويلا" وصعبا.
ويتوقع أن ترافق درجات الحرارة المرتفعة التي بلغت 40 درجة مئوية، رياح عاتية يمكن أن تؤجج مئات من حرائق الغابات التي تشهدها البلاد منذ أربعة أشهر، وتعذرت السيطرة على معظمها حتى الآن.
واستدعى رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، نحو 3000 من جنود الاحتياط مع تصاعد خطر حرائق الغابات ومقتل شخصين آخرين، وقال إنه تم تأكيد مقتل 23 شخصًا هذا الصيف، آخرهم اثنان في حريق على طريق سريع في جزيرة كانغارو قبالة ساحل جنوب أستراليا.
وأضاف موريسون في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: "نواجه وضعا بالغ الصعوبة خلال الـ24 ساعة المقبلة. في الآونة الأخيرة، خاصة على مدار هذا الأسبوع، رأينا الكارثة تتصاعد إلى مستوى جديد تمامًا".
كما أكد أن زيارته المقررة إلى الهند واليابان في وقت لاحق هذا الشهر تم تأجيلها، وقد تعرض موريسون لانتقادات شديدة بسبب قيامه بإجازة أسرية في هاواي حين اندلعت أزمة حرائق الغابات في ديسمبر/كانون الأول.

الكنغر الأسترالي يهرب من حرائق الغابات (سعيد خان/فرانس برس) 


من جانبها، قالت وزيرة الدفاع، ليندا رينولدز، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء جنود الاحتياط بهذه الطريقة في الذاكرة الحية، وأعتقد أنها المرة الأولى في تاريخ أمتنا.
وخصصت الحكومة 20 مليون دولار أسترالي (14 مليون دولار) لاستئجار أربع طائرات إطفاء طوال فترة الأزمة، وتم نشر سفينة هبوط رصيف مزودة بمروحيات للمساعدة في عمليات الإجلاء من المناطق التي دمرتها الحرائق.
وفي مدينة بيتمنز باي السياحية التي تضج بالحركة عادة ويلفها دخان الحرائق القريبة، أغلقت المحلات التجارية والحانات ويسود صمت غريب وقلق. وبات المكان الوحيد الذي يدل على وجود حياة فيها مركز لاستقبال الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم وصل إليه مئات السكان الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم ليقيموا في خيام أو بيوت متنقلة.
وقالت سيدة من هؤلاء وصلت مع زوجها مساء الجمعة، إن المكان أشبه "بمخيم للاجئين". وقد فر ميك كامينز (57 سنة) وزوجته إلى هذا المكان عندما دمر الحريق قريتهم ليلة رأس السنة. وقال: "قالوا لنا اخرجوا. ذهبنا إلى الشاطئ، ووصلت ألسنة اللهب إلى التلال. كنت هنا عندما حدثت حرائق 1994، وتصورت أنها الأقسى، لكنها كانت أشبه بحفل شواء" بالمقارنة مع ما يحدث الآن.

إجلاء الآلاف في أستراليا بسبب حرائق الغابات (دومينيك أوبرين/getty) 


وذكرت السلطات السبت، أن الحرائق دمرت محمية فليندرز تشيز بالكامل تقريبا في جزيرة الكنغر التي تضم هذا الحيوان وحيوان الكوالا، وفي منتجع مالاكوتا قامت البحرية الأسترالية بإجلاء ألف شخص من السكان والسياح طوقتهم الحرائق، ولجأ بعضهم إلى الواجهة البحرية منذ ليلة رأس السنة لحماية أنفسهم.
وتمكنت أيلويز غيفني (26 سنة) من الفرار بمواكبة الشرطة بعدما أمضت أربعة أيام بلا كهرباء أو هاتف أو إنترنت. وقالت إن "ألسنة اللهب اقتربت إلى نقطة تبعد خمسين مترا عن بيتنا. اضطررنا للمرور عبرها بالسيارة لأن هذا كان الطريق الوحيد. علقنا بلا تيار كهربائي لأربعة أيام. لدينا خمسة أطفال، ولم يعد لدينا مواد غذائية".

(فرانس برس، رويترز)
المساهمون