وصدر القرار القضائي عن المحكمة الابتدائية بمدينة الكاف شمال غربي تونس، على أن ينفذ فورا، بعد طلب قدم إلى المحكمة من مندوبة حماية الطفولة، على أن يتم تعميم قرار المنع على الجهات القضائية والأمنية، وفرع الهيئة المستقلة للانتخابات.
وقالت مندوبة حماية الطفولة بالكاف، هدى عبودي، لـ"العربي الجديد"، إن "مهمة مندوب الطفولة التعهد بالطفولة المهددة، ويكون ذلك بناء على إشعار أو من تلقاء نفسه كلما لاحظ أي تجاوزات أو تهديدات من شأنها المسّ بالطفولة. في هذا الملف، تم التحرك بعد تداول صور أطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم استغلالهم في الحملات الانتخابية الخاصة بالترشح للرئاسة".
وأوضحت عبودي أن "الصور المتداولة جرى التقاطها في محافظة الكاف، وتكرر الأمر في عدد من المحافظات الأخرى، وتحول إلى ظاهرة تمس سلامة الأطفال البدنية والمعنوية، وتشكل جريمة استغلال واضحة"، مشيرة إلى أنهم بادروا بتقديم ملف إلى قاضي الأسرة مرفق بالصور، وتم صدور قرار قضائي يمنع استغلال الأطفال في حملات الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وأثار مقطع فيديو لأطفال تونسيين ضجة واسعة بسبب استغلالهم في المطالبة بإطلاق سراح المرشح الرئاسي نبيل القروي، الموقوف على ذمة قضايا فساد، وعبرت وزارة المرأة والطفولة التونسية في بيان، عن استنكارها لاستغلال الأطفال في التعبئة لغايات تخص طرفا سياسيا، وفي المسّ الصريح بهيبة السلطة القضائية بطريقة متعمدة.
وشددت الوزارة على ضرورة التوجه إلى القضاء لمحاسبة المتورطين في الأمر، ودعت الأولياء إلى عدم الزج بأطفالهم في السياسة، وعدم إقحامهم في الحملات الانتخابية لحمايتهم من التوظيف السياسي الذي يهدد سلامتهم البدنية والمعنوية.
وكتبت النائبة هاجر بالشيخ، في تدوينة عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن "ما حصل جريمة"، متساءلة "كيف يجنّدون الأطفال لسبّ وشتم القضاء من أجل نبيل القروي"، داعية النيابة العمومية إلى التحرك.