وقال النازح أبو هاشم حسن لـ"العربي الجديد" إن "حياة النزوح صعبة جدا؛ من الإقامة في خيمة تفتقر لأبسط الضروريات، وتصبح مصدر خطر خلال فصل الشتاء، في ظل قساوة البرد وغزارة الأمطار، إلى عدم توفر فرص الشغل والعجز عن تأمين الاحتياجات".
وأضاف حسن "صحيح أننا عدنا إلى مدينتنا ومنازلنا والحمد الله، لكنتي تركت بعض أغراضي في الخيمة التي كنا بها، فلا ندري متى ينكث النظام باتفاقه مع الروس، فمازلنا لا نشعر بالاستقرار".
من جهته، قال أبو عمر الشامي، النازح من ريف دمشق إلى معرة النعمان، لـ"العربي الجديد" إن "هناك عائلات نزحت خلال الفترة الماضية، تعود إلى المعرة لكنها عودة حذرة، كما أن هناك أسراً لم تستقر بشكل كامل، وهي بين إياب وذهاب".
وأضاف "النازحون متخوفون من عودة القصف وغدر النظام والروس، بخاصة مع استهداف المعرة بصاروخ أول أمس". ولفت إلى أنه يوجد في المعرة عدد لا بأس به من الأهالي، والمجلس المحلي شكّل لجان إحصاء وهي الآن تحصي بشكل دقيق. وذكر أن "المواد الغذائية متوفرة، لكن بكميات محدودة، بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الهجمة الأخيرة عليها، بالرغم من أن الحركة هذا الأسبوع أفضل من الأسبوع الماضي".
أما محمد المعراوي، من أبناء معرة النعمان والذي نزح إلى إدلب خلال الفترة الماضية، فقد قال لـ"العربي الجديد": "عدت إلى المعرة منذ أسبوع، لكن في اليوم الذي وصلت فيه كانت هناك قذائف، فتوجهت إلى بلدة حزانو".
وأضاف "هناك محاولات خجولة للعودة. وأعتقد أن حوالي 5 آلاف شخص عادوا إلى ديارهم. لكن هناك تخوفاً من أمرين: الأول القذائف العشوائية، والثاني عدم طمأنة الناس بتهدئة رسمية تريح البال وتقنع الأهالي بالعودة والاستقرار". وبيّن أن "الحالة الإنسانية للنازحين صعبة جدا، فهناك من لا يزالون يبيتون في الأراضي الزراعية ولا يستطيعون تأمين منزل يأويهم، لعدم قدرتهم على دفع التكاليف".
من جهته، قال رئيس المجلس المحلي في معرة النعمان الشيخ بلال الذكرة، لـ"العربي "الجديد"، إن "الحياة شبه طبيعية في المعرة، وتقريبا عاد نحو 80 في المائة من النازحين إلى المدينة".
وأضاف "بشكل عام الأمور جيدة في المدينة، فالناس فتحت محالها التجارية، والحركة في السوق ممتازة، وجميع المنشآت الصحية والخدمية فتحت أبوابها، إلى جانب المدارس والجمع التربوي". ولفت إلى أن عدد سكان المعرة اليوم نحو 80 ألف نسمة، في حين كان قبل الهجمة الأخيرة نحو 125 ألف نسمة".
وأوضح الذكرة أن "الناس حذرون ولديهم مخاوف بشكل دائم، إذ يجهلون ما يمكن أن يحدث مستقبلا، ولا يوجد أحد يشرح لهم حقيقة الوضع". وذكر أنه "لا يوجد منزل في المعرة إلا وقد تضرر سواء كليا أو جزئيا، فعلى الأقل تحطم به زجاج النوافذ والأبواب، وترتفع النسب في منازل أخرى لتكون نسبة الأضرار أكثر من 50 في المائة، وهناك نحو 10 في المائة من المنازل دمرت بشكل كامل".