ويرى الخوري ابراهيم فرح من مدينة أنطاكية التركية، أن البدء ببناء الكنيسة، خطوة مهمة من شأنها أن تنمي العيش المشترك في تركيا التي تحرص على منح الحرية للأديان.
ويضيف فرح لـ"العربي الجديد" أن منطقة يشيل كوي في إسطنبول، يقطنها غالبية مسيحيي إسطنبول الذين يقتربون من 20 ألفاً، لذا تلبي الكنيسة حاجة مكانية، لممارسة العبادة للطائفة السريانية التي تقيم صلواتها باللغة الآرامية، لغة السيد يسوع المسيح.
ويشير الخوري فرح إلى أنه من المتوقع الانتهاء من بناء الكنيسة خلال عامين، وهي ستُموّل-على الأرجح- من أبناء الطائفة السريانية، المقيمين في إسطنبول والمغتربين.
وكان الرئيس التركي قد وضع حجر الأساس للكنيسة أمس في مراسم رسمية بمنطقة "يشيل كوي" على الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول، بحضور مسؤولين أتراك ورجال دين مسيحيين.
وقال أردوغان إن الكنيسة تعد ثراء جديداً يضاف إلى ثراء إسطنبول، حيث من واجب الجمهورية التركية تلبية الاحتياجات للطائفة السريانية لممارسة عبادتها، والسريان هم أبناء قدامى لهذه المنطقة، مؤكداً "لا تنسوا أنّ هذا البلد ملك للجميع. وكل أولئك الذين يرتبطون بتركيا ويساهمون فيها ويخلصون لها هم مواطنون كاملون. ليس هناك أي عائق أمامهم، لا في السياسة ولا في التجارة ولا في أي قطاع آخر".
وكان أردوغان ورئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، قد افتتحا مطلع العام الفائت، الكنيسة الحديدية على شاطئ بلاط في إسطنبول ليقام فيها بحسب مصادر لـ"العربي الجديد" صلوات عيد الميلاد وصلاة عيد الغطاس وهو ذكرى عمادة السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.
— Ekrem İmamoğlu (@ekrem_imamoglu) August 3, 2019
|
وفي حين يقدر مختصون أن نسبة المسيحيين في تركيا لا تتجاوز 0.2% من أصل السكان الذين يزيدون على ثمانين مليون نسمة، لم يزل في تركيا 349 كنيسة، بقيت حتى اليوم.
وتحرص تركيا، بحسب مراقبين، ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، على إعادة حقوق الأقليات الدينية وترميم أماكن عبادتها، من السريان إلى اليهود واليونانيين.
وتم خلال حكم العدالة والتنمية إعادة عدّة مبانٍ إلى هذه الأقليات، فيما تواصل الحكومة سياسة ترميم المباني التاريخية المهجورة. وفي عام 2013، أعيدت قطعة أرض بمساحة 59 ألف متر مربع في وسط إسطنبول للكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، كانت تعود ملكيتها في الأصل للمؤسسة التي تدير الكنيسة.
وأكد الرئيس التركي، في غير مناسبة، أن "حرية العبادة ولأي دين، هي مسؤولية الدولة" داعياً إلى ضرورة توفير دور عبادة ولجميع الأديان، حتى في المطارات والملاعب التركية.
وسبق أن دعا أردوغان، إلى تخصيص أماكن عبادة لمنتسبي الأديان السماوية الثلاثة في جميع الملاعب والمطارات، مشيراً العام الماضي خلال مشاركته ببرنامج رياضي على قناة "إن تي في "التركية، إلى إنشاء أماكن عبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود داخل استاد فاتح تريم بمنطقة باشاك شهير بمدينة إسطنبول، مبيناً "أقول دائماً لأصدقائي إنه يجب تخصيص مسجد للمسلمين في المطارات، إضافة لأماكن عبادة للمسافرين المسيحيين واليهود".
— Vaziyet (@vaziyetcomtr) August 4, 2019
|
ويلخص أردوغان رؤيته "نحن لا يهمنا إن كانوا سيؤدون العبادة أم لا، بل أنا أقتدي في هذا الشأن بالسلطان عبد الحميد (1842-1918)، فعلى سبيل المثال عندما تزورون دار العجزة تشاهدون المسجد وبجانبه مصلى كنسي صغير وكنيس يهودي، ما يعني أن السلطان عبد الحميد عندما أمر بإنشاء دار العجزة بمنطقة "أوك ميداني" في إسطنبول، لم يهتم بالمسنين المسلمين فقط، وإنما اهتم أيضاً بمسني الأديان الأخرى الذين يقصدون المكان".