القضاء الإيطالي يفتح تحقيقاً يطاول سالفيني بسبب سفينة مهاجرين

17 اغسطس 2019
العراقيل السياسية تبقي المهاجرين في البحر (ألمو كالفو/فرانس برس)
+ الخط -
أطلق مدّعون عامّون إيطاليون تحقيقاً بشبهة الخطف واستغلال السلطة، عقب قرار وزير الداخلية اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، منع سفينة إغاثة على متنها مهاجرون تم إنقاذهم، من الرسوّ في المرافئ الإيطالية.

وفيما لا تزال سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" راسية على مسافة قريبة من جزيرة لامبيدوسا (جنوب)، وعلى متنها 106 من البالغين فضلاً عن اثنين من الفتيان، بعد أن سُمح لـ27 قاصراً بمغادرتها اليوم السبت، أرسل مدّع عام في صقلية الشرطة القضائية إلى مقر خفر السواحل في روما في إطار التحقيق.

وأخذت الشرطة سجلات الاتصالات بين وزير الداخلية وأجهزة الإنقاذ، من أجل التحقق من سلسلة الأوامر لمعرفة من يمنع السفينة من الرسوّ، بحسب ما ذكرت صحيفة "ريبوبليكا اليسارية". وجاء القرار عقب قيام قوة خفر السواحل، أمس الجمعة، بخطوة غير مسبوقة بالكتابة لسالفيني أنّه "ليس هناك عوائق من أي نوع تمنع الرسوّ من دون تأخير".

بدوره طلب المكتب الوطني لتنسيق عمليات البحث والإنقاذ من وزير الداخلية، أن يخصص بصورة عاجلة مرفأً آمناً. وأجلت إيطاليا عدداً من الأشخاص الذين هم بحاجة لعلاج طبي وغالبية القاصرين على متن السفينة "أوبن آرمز"، لكن سالفيني يرفض السماح للسفينة بالرسوّ رغم موافقة عدد من الدول الأوروبية على استقبال المهاجرين على متنها.

وقال قبطان السفينة التي تشغلها منظمة "بروأكتيفا أوبن آرمز" مارك ريغ، أمس الجمعة، إنّ المهاجرين الذين تم إنقاذهم بعد أن فروا من ليبيا التي تعيث بها الفوضى "منهارون نفسياً". والمهاجرون على متن السفينة وغالبيتهم أفارقة، انتشلتهم سفينة الإغاثة من قوارب في البحر المتوسط هذا الشهر، حيث تشجع الظروف الجوية المزيد منهم على الإبحار من ليبيا. وسُمح لـ27 قاصراً على متن السفينة لا يرافقهم وليّ أمر، بمغادرة السفينة بحسب ما قالت المنظمة الخيرية الإسبانية المشغلة للسفينة.


وكتبت منظمة "بروأكتيف أوبن آرمز" على "تويتر"، "سيقوم خفر السواحل في لامبيدوسا بإجلائهم" بعد أن سمح سالفيني على مضض بنزولهم.

في المقابل قال سالفيني، في رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، إنه سيسمح للقاصرين "المفترضين" بمغادرة السفينة رغم أن خطوة كتلك "لا تتفق مع توجهي".

وغرّد سالفيني على "تويتر" أنّه لو عادت السفينة إلى إسبانيا قبل 16 يوماً "لكنتم في الديار". وأضاف أنّ "معركة المنظمة غير الحكومية سياسية وحتماً ليست معركة إنسانية، تستخدم فيها حياة المهاجرين". وكان كونتي صرح الخميس، بأنّ فرنسا وألمانيا ورومانيا والبرتغال وإسبانيا ولوكسمبورغ وافقت على استقبال المهاجرين.



وبات مصير المهاجرين على متن "أوبن آرمز" في قلب أزمة سياسية في إيطاليا. في وقت سابق هذا الشهر، وقّع سالفيني مرسوماً يحظر دخول السفينة إلى المياه الإيطالية، بهدف الحفاظ على النظام العام، كما قال. غير أنّ "بروأكتيفيا" قدمت استئنافاً لدى محكمة إدارية علقت، الأربعاء، ذلك المرسوم. ثم وقع سالفيني مرسوماً جديداً يمنع دخول السفينة، لكن في مؤشر على تراجع سلطته، منعت وزيرة الدفاع الإيطالية القرار.

وأعلنت إليزابيتا ترينتا من حركة "خمس نجوم"، التي تمتاز بصلاحية إلغاء مرسوم سالفيني، أنها قررت رفض ذلك. وتبحث سفينة إنقاذ أخرى هي "أوشن فايكينغ" التي تشغلها منظمة "إس.أو.إس ميديتيرانيه" ومنظمة "أطباء بلا حدود"، وعلى متنها أكثر من 350 مهاجراً عن مرفأ يستقبلها.

(فرانس برس)
المساهمون