عائلة الأسير الفلسطيني حذيفة حلبية تقضي عيدها في خيمة الاعتصام

15 اغسطس 2019
والدة الأسير وابنته التي حرم من رؤيتها (العربي الجديد)
+ الخط -
أمام خيمة الاعتصام المقامة منذ نحو شهر في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، وقفت محاسن حلبية والدة الأسير المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، حذيفة حلبية، تحمل بين يديها حفيدتها مجدل التي لم تتجاوز ستة أشهر، تلك الخيمة كانت مكان قضائها هي وعائلتها كل أيام عيد الأضحى المبارك، تستقبل فيها الضيوف لا في بيتها.

كان حذيفة قد بدأ إضرابا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي بداية يوليو/ تموز الماضي، ضد استمرار اعتقاله الإداري منذ 10 يونيو/ حزيران 2018، أي ما مدته 14 شهرا من اعتقال بلا تهمة، وبدون موعد محدد للإفراج عنه.

وتقول والدته محاسن حلبية لـ "العربي الجديد"، وهي تحمل حفيدتها أثناء اعتصام نظمته العائلة، بالتعاون مع الفصائل في البلدة: "إضراب حذيفة وكل معاناته، ليرى طفلته مجدل التي ولدت قبل ستة أشهر، وهو في السجن وحرمه الاحتلال منها".

وتشير والدة حلبية إلى أنها قضت أيام العيد جميعها في خيمة الاعتصام، استقبلت ضيوفها هناك، وقضت العيد بين الدموع، والأسى، وذكريات مرض ابنها حذيفة طيلة سنوات عديدة، فقد مرت عليه ظروف صعبة، بسبب حروق طاولت 65 بالمائة من جسده، وسرطان أصابه شفي منه لاحقا، لكن الأصعب أنه الآن يعاني لوحده، "كنا في السابق نواسيه في المشفى، ولكننا الآن لا نعرف شيئا عن وضعه الصحي ، وهذا الأصعب".

تجمع الأهالي أمام خيمة الاعتصام مساء أمس الأربعاء، في مشهد يتكرر منذ إقامة الخيمة إسنادا لحذيفة، لكنها لم تعد تقتصر على التضامن معه، بل ترفع بداخلها أيضا صور الأسير إسماعيل خلف المضرب منذ 23 يوليو/ تموز الماضي، والذي اعتقل في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، اعتقالا إداريا أيضا بلا تهمة، ويقبع الآن في زنزانة انفرادية في سجن النقب كما أفاد شقيقه إسلام لـ"العربي الجديد"، مؤكدا أن كل ما يطلبه إسماعيل هو تعهد بالإفراج عنه بعد انتهاء حكمه الإداري الأخير، وعدم تجديده، مشيرا إلى عدم قدرة المحامي على زيارته ومطالبا بالعمل على تحقيق مطلبه ومطلب باقي الأسرى المضربين.

إسناد الأسير حذيفة والأسرى (العربي الجديد) 

المعتصمون انطلقوا في مسيرة هتفت للأسرى، ووصلت إلى قرب جدار الفصل العنصري الذي تقيمه سلطات الاحتلال، وهناك أشعل الشبان الإطارات، ورشقوا شارعا لجيش الاحتلال بالحجارة، وقد اقتحم جيش الاحتلال شوارع بلدة أبو ديس، مطلقا القنابل الغازية والضوئية، ما تسبب باختناقات، وحريق في جزء من أحد منازل المواطنين.

هي فعاليات يؤكد مصعب حلبية شقيق الأسير حذيفة لـ"العربي الجديد"، أنها متواصلة منذ إضراب شقيقه، تهدف إلى تحريك ملف إضرابه، بعد أن وصل لحالة الخطر، دون أن تتحرك الجهات الرسمية، والجهات المختصة لإنقاذه، حسب وصفه.

أشعلوا الإطارات للاحتجاج على وضع الأسير (العربي الجديد)



واتهم حلبية الاحتلال بمحاولة اغتياله مرة أخرى عن طريق إهمال مطلبه البسيط وهو الإفراج عنه في 6 أكتوبر/تشرين الأول القادم، أي موعد انتهاء اعتقاله الإداري الحالي، وإصرار الاحتلال على تجديد أمر اعتقاله الإداري للمرة الرابعة على التوالي، لمدة شهرين إضافيين، مشيرا إلى محاولتين لاغتياله أثناء عمليات اعتقاله السابقة.

وأكد حلبية على خطورة وضع شقيقه، وخلال زيارة محامية مؤسسة الضمير الأخيرة له، تبين أنه يتقيأ الماء الذي يشربه ويعاني أوجاعا دائمة، داخل عيادة سجن الرملة حيث يقيد بالسرير هناك.

وكانت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان حذرت في بيان سابق، من خطورة الوضع الصحي للأسير حلبية، ودانت بشدة الاقتحام الذي نفذته الوحدات الخاصة لزنزانته، وما رافقه من انتهاكات بحق أسير مضرب عن الطعام لتحقيق مطالبه المشروعة، بما يخالف كافة المواثيق والأعراف الدولية.

وطالبت المؤسسة المجتمع الدولي والدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالضغط على دولة الاحتلال، لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير حذيفة والإفراج الفوري عنه، بعد تفاقم حالته الصحية، ولإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي.

ونقلت مؤسسة الضمير عن محاميتها، التي تمكنت من زيارته، أن حذيفة حضر للزيارة على كرسي متحرك، ومقيد اليدين والقدمين بالرغم من وضعه الصحي الصعب، وأنه لا يتناول الماء، ويعاني من ألم في الرأس والمعدة، وضيق في التنفس، وبالحاجة للتقيؤ إلا أنه لا يستطيع، كما بدأ يشعر بتشنجات في كافة أنحاء جسده، خاصة في يديه وقدميه ولسانه، ويعاني من دوار شديد يجعله غير قادر على الوقوف أو المشي، ويعاني من الأرق، حيث لا ينام سوى 3 – 4 ساعات في اليوم.

وكان حذيفة أفاد للمحامية في زيارتها الأخيرة له بأنه في يوم الخميس الماضي، اقتحمت وحدة اليماز زنزانته، وعملت على تفتيشها وتخريب محتوياتها، كما قام الجنود بشتمه والصراخ عليه، وإلقاء الماء والملح الموجود بزنزانته على الأرض، وجرى تهديده لوقف إضرابه، دون أدنى مراعاة لوضعه الصحي الخطير في شهره الثاني من الإضراب عن الطعام.

ويواصل ستة أسرى إضرابهم في سجون الاحتلال ضد سياسة الاعتقال الإداري، أقدمهم حذيفة حلبية، أما الباقون فهم أحمد غنام، وسلطان خلوف، وإسماعيل خلف، ووجدي العواودة، وطارق قعدان، فيتبعون أسرى آخرين أضربوا على دفعات، وحققوا ما يطلبونه من تحديد سقف زمني للإفراج عنهم، بدلا من سياسة التجديدات المتكررة لمدد الاعتقال الإداري التي تتعبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.