يعاني أهالي السويداء من سوء شبكة المواصلات، وعدم تغطيتها للمدينة بالكامل، إذ تكاد غالبية خطوط النقل تتوقف نهائياً بعد الرابعة عصرا، ما يشل الحركة في المدينة، ويزيد الأعباء المالية على الأهالي.
وقال جميل الحلبي، الموظف في القطاع العام والأب لأربعة أولاد، في حديث مع "العربي الجديد": "أعيش مع أسرتي في السويداء الغربية، المواصلات سيئة جدا، قد أنتظر مع أولادي، وخاصة أيام المدرسة، على قارعة الطريق نصف ساعة ليأتي باص من القرى أو سيارة، ما يضطرنا للمشي حتى نصادف سيارة بطريقنا، وبعض الأحيان نصل إلى مركز المدينة ولا تدركنا سيارة، وهذا يستغرق منا أن نسير ما بين 20 و30 دقيقة صعودا".
وأضاف "المشكلة الأكبر أن راتبي 45 ألف ليرة سورية (85.5 دولارا)، أحتاج يوميا 400 ليرة (0.76 دولار) ذهاباً ومثلها في العودة، أي 800 ليرة، وهذا يعني أنني أدفع شهرياً أكثر من 17 ألف ليرة مقابل أجور الطريق (32.3 دولارا)، ولم نتحدث بعد عن مصروف الأولاد، أيام كثيرة أحاول العودة سيرا على الأقدام، بالرغم من البرد في الشتاء والحرارة المرتفعة في الصيف، هذا إن لم يكن لدينا واجب اجتماعي أو زيارة للسوق، ما يزيد من فاتورة النقل أيضاً، ولولا أني أعمل في عمل خاص وكذلك زوجتي لكان من المستحيل أن نستطيع ركوب سيارة الأجرة".
من جانبه، قال جهاد شقير، وهو موظف في الخدمات، في حديث مع "العربي الجديد": "راتبي 35 ألف ليرة (66.5 دولارا)، متزوج وليس لدي أطفال، وأعيش في منزل بالإيجار، زوجتي موظفة أيضا وراتبها يماثل راتبي تقريبا، أستقل يوميا أربعة سرفيسات (وسيلة نقل) ذهابا وإيابا للعمل، إضافة للسير نحو كيلومتر، وأحتاج يوميا لمائتي ليرة (0.38 دولار) لذلك".
وأضاف "أشعر بالخجل من هذه الحسبة، فإلى جانب أن العملة لم تعد ذات قيمة إلا أنها غير متوفرة أيضا، فراتبي الشهري قد يوازي سعر حذاء، ولا يكفي لشراء بدلة جيدة". ويتابع "بعد الساعة الرابعة يجب أن تنسى مسألة السرفيس، فيصبح التنقل حصرا بالسيارة، والمسافات المتباعدة في المدينة وطبيعتها الجبلية تجعل مسألة قطعها سيراً صعبة جدا، فأضطر لأخذ سيارة أجرة، التي أصبحت تتقاضى سعراً مقطوعاً على الطلب القريب داخل المدينة أي نحو 2 كلم 500 ليرة (0.95 دولار)، بزيادة 25 في المائة عما كانت تتقاضاه قبل أزمة الوقود التي بدأت منذ عدة أشهر، إذ يضطر مالك السيارة أو السائق للوقوف ساعات طويلة للحصول على مخصصاته من الوقود".
وتساءل شقير: لماذا ليس في السويداء نقل داخلي كما في هو الحال في أحياء دمشق كلها، ويخدم حتى ساعات متأخرة من الليل؟
وأشار إلى "تجربة طبقت في السويداء بتسيير باص في أحد أحياء المدينة الشرقية، ولكن يضطر الإنسان للانتظار نحو ساعة لاستخدامه، فهو الباص الوحيد على الخط".
من جانبه، قال مصدر مطلع على أزمة المواصلات في السويداء، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب شخصية، في حديث مع "العربي الجديد": "مشكلة النقل في السويداء معقدة نوعا ما، مع لحظ أن أكثر من 45 في المائة من أصحاب الدخل في السويداء هم موظفون، في حين تقدر نسبة البطالة بنحو 24 في المائة، ما يعني أن غالبية السكان يعانون من وضع اقتصادي سيئ".
وأضاف "السويداء قرية كبيرة تعتمد على التجارة، وعلى الوافدين إليها من أريافها، إضافة إلى الموظفين، ولكن حركة هؤلاء تنتهي مع انتهاء الدوام الرسمي في الثالثة من بعد الظهر، وغالبا وسائل النقل العامة والخاصة تتوقف عن العمل لعدم الجدوى المادية".
وأوضح أن "وسائل النقل العامة التابعة لشركة النقل الداخلي غير موجودة في السويداء، وهناك 6 باصات نقل داخلي ركنت منذ سنوات في مرأب مجلس المدينة، بحجج عدة، منها عدم وجود سائقين، أو عدم توفر المازوت، ومنها أن هناك تهديدات لسائقيها في حال وضعوها على خطوط (السرافيس)، حتى لا تنافس عمل السرفيس، بسبب قدرتها الاستيعابية الأكبر، وتعرفتها الأقل".