وينظر محققو الأمم المتحدة حاليا في الاتهامات الواردة في التقرير السري لمكتب الأخلاقيات. وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت عام 2018 وقف كامل تمويلها للأونروا، بحجم نحو 300 مليون دولار. وأكدت "الأونروا" أنها تتعاون بشكل كامل مع التحقيق الجاري ولا يمكنها إصدار أي تعليق قبل انتهائه.
ويشير تقرير لجنة الأخلاقيات الذي حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه إلى انتهاكات خطيرة للأخلاقيات "ذات مصداقية" يطاول بعضها المدير العام للوكالة بيار كرانبول.
ويشمل التقرير كذلك اتهامات لبعض كبار مسؤولي الوكالة بالتورط في "سلوك جنسي غير لائق ومحاباة وتمييز وغيرها من ممارسات استغلال السلطة لمنافع شخصية وقمع المخالفين بالرأي تحقيقا لأهداف شخصية".
وبحسب أونروا، فإن مسؤولا فيها ورد اسمه في التقرير استقال بسبب "سلوك غير لائق" على صلة بالتحقيق، كما استقالت مسؤولة أخرى "لأسباب شخصية".
وأعلنت الوكالة الأممية لوكالة الأنباء الفرنسية أنها "على الأرجح إحدى أكثر الوكالات الأممية الخاضعة للمراقبة بسبب طبيعة النزاع والبيئة المعقدة والمسيسة التي تعمل فيها".
وتابعت "خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، واجهت الوكالة ضغوطا مالية وسياسية لكن فريق عملها تحمل ذلك وتمكن من تقديم خدمات إلى 5.4 ملايين لاجئ فلسطيني خلال أزمة مالية كبرى غير مسبوقة في تاريخ الوكالة الذي يناهز 70 عاما".
وأُرسل تقرير لجنة الأخلاقيات إلى الأمين العام للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول، ومن ذلك الحين زار محققو المنظمة الدولية مكاتب الوكالة في القدس وعمان لجمع المعلومات المتعلقة بهذه الاتهامات، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة.
وقال كرانبول في بيان لوكالة الأنباء الفرنسية: "إذا توصل التحقيق الجاري، متى أنجز، إلى نتائج تقتضي تدابير تصحيحية أو إجراءات إدارية أخرى، فلن نتردد في اتخاذها".
من جانبه، أعرب جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، عن قلقه بهذا الشأن. فكتب في تغريدة عبر تويتر "قلق للغاية بشأن التهم الموجهة ضد أونروا"، مطالبا بإجراء "تحقيق كامل وشفاف من جانب الأمم المتحدة".
يندد تقرير لجنة الأخلاقيات بعدد صغير من كبار المسؤولين معظمهم من الأجانب "تتمركز السلطة والنفوذ بأيديهم تمكنوا من الالتفاف على ضوابط الأمم المتحدة".
ويقول التقرير إن كرانبول نفسه متورط عاطفيا مع زميلة تم تعيينها في عام 2015 واستحدث لها وظيفة "كبيرة المستشارين" بعد أن طلب "إجراءات سريعة" للغاية لتوظيفها. وقد سافرت معه في رحلات درجة رجال الأعمال في جميع أنحاء العالم، وفقا للتقرير.
وتراجعت مساعدات الأمم المتحدة إلى الفلسطينيين بشكل كبير إثر توقف الولايات المتحدة عن مساهمتها في هذه المساعدات.
كما خفضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 بأكثر من 500 مليون دولار مساعداتها إلى الفلسطينيين، فضلا عن توقفها عن دعم الوكالة.
وتتهم الإدارة الأميركية وإسرائيل الأونروا بإدامة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. لكن الوكالة تعترض على ذلك مؤكدة أن "الخدمات التي تقدمها للفلسطينيين لن تكون متاحة بدونها".
وبعد بدء الأزمة المالية أنشأ كرانبول وحدة لجمع الأموال خارج الآليات التقليدية وأوضح التقرير أنه "لم يجمع سوى مبالغ بسيطة، لكن ذلك مكنه في الوقت نفسه من مواصلة السفر مع شريكته".
ويتهم التقرير أيضا بشكل منفصل مساعدة كرانبول بالتلاعب وأنها خلقت وظيفة لزوجها بأجر مرتفع وذلك خلال الأزمة المالية عام 2018.
ويؤكد التقرير أن أسلوب إدارتها كان متسلطا، وقد أبعدت أولئك الذين لم يحظوا بإعجابها عن صناعة القرارات، وتجنبت الضوابط والتوازنات". واستقالت المرأة من أونروا الخميس الماضي في ما وصفته الوكالة "لأسباب شخصية". لم تتمكن وكالة الأنباء الفرنسية من الحصول على تعليق منها.
ويصف التقرير مسؤولا كبيرا آخر بأنه متسلط على الموظفين ويتصرف وكأنه "رجل عصابات" و"بلطجي". وأكدت الوكالة "فصل هذا المسؤول مؤخرا عن الوكالة بسبب سلوكه غير اللائق". وللرجل علاقة بالتحقيق لكن لم يتسن الحصول على تعليق منه.