خرجت، اليوم الأربعاء، دفعة جديدة من نازحي مخيم الركبان، الواقع على الحدود السورية الأردنية، في عمق بادية حمص، والمحاصر من قبل القوات النظامية والروس، باتجاه مناطق النظام، في وقت يستمر فيه تدهور الوضع الإنساني داخل المخيم.
في السياق قال الناشط الإعلامي في مخيم الركبان، عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إن "20 شاحنة تحمل بداخلها نحو 150 شخصاً، خرجت باتجاه مناطق النظام، مقدّراً عدد من تبقى في المخيم بين 10 إلى 15 ألف شخص، من أصل أكثر من 46 ألف شخص".
وتابع "قسم من النازحين الذين سبق أن خرجوا من المخيم باتجاه مناطق النظام ما زالوا في مراكز الإيواء، ومنهم من تجاوز ثلاثة أشهر هناك، أما البقية فقد توجهوا إلى مناطقهم، بالإضافة إلى قيام النظام بتجنيد الشباب، بالرغم من منحهم مهلة 6 أشهر للالتحاق".
ونفى الناشط وجود "حالات اعتقال"، موضحا بالمقابل أن "مراكز الإيواء هي أشبه بالمعتقلات، والعمل فيها متواصل لاستقطاب الشباب وإخلاء المخيم بشكل كامل، فزمن الاعتقالات العشوائية انتهى، وبدلا منه يمكن الاستفادة من الشباب في المعارك".
بدوره قال الناشط الإعلامي، عماد غالي، لـ"العربي الجديد"، "يتكرر خروج دفعات صغيرة من مخيم الركبان، مثل الدفعة التي خرجت اليوم أو أقل، من قبل أناس تسلل اليأس إلى نفوسهم من طول الانتظار للخروج إلى الشمال السوري، وخاصة في ظل الحصار الشديد المفروض عليهم، وهم يعلمون جيدا أنهم ينتقلون من موت إلى آخر".
ولفت إلى أن "الأوضاع الإنسانية في المخيم سيئة جدا، فالنظام يمنع عبر حصاره دخول أي مساعدات، من الأدوية وحليب الأطفال ومختلف المواد الغذائية، كما أن الطحين يدخل بكميات قليلة جدا، عبر مهربين، وفي حال تم إلقاء القبض عليهم يتم إعدامهم ميدانيا رميا بالرصاص".
وأضاف "حتى المهربون القادرون على الوصول إلى المخيم، يكون لهم ارتباط خاص مع ضباط في النظام، فيدفعون رشاوى مادية ليدخلوا وبشكل محدود، قد يكون في الأسبوع مرة أو في الأسبوعين مرة، وهؤلاء لديهم مطامع بفوارق الأرباح المالية الكبيرة بين مناطق النظام والمخيم، التي تباع فيه المواد بأضعاف سعرها الحقيقي".
وذكر أن "الدفعة التي خرجة اليوم من المخيم، تنتمي في المجمل إلى قبيلة بني خالد، المنتشرة في ريف حمص، وقد بقي من أبناء القبيلة في المخيم ما بين 500 إلى 700 شخص".
يشار إلى أن جزءاً كبيراً ممن يزالون في مخيم الركبان يطالبون بفتح طريق آمن لهم للخروج إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، في حين أن هناك من ينتقل إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية عبر مهربين في البادية، مقابل مبالغ مالية كبيرة.