سلبت الحرب في سورية عشرات آلاف المواطنين أجزاءً من أجسادهم، وتركتهم في مواجهة حياة فيها من الصعوبات الكثير، في بيئة غير مجهزة للأشخاص ذوي الإعاقة، فبات حلمهم الحصول على طرف اصطناعي لا أكثر
في ظل النقص في الإمكانات لدى غالبية مراكز الأطراف الاصطناعية في المناطق الخاضعة للمعارضة في سورية، وتذبذب الدعم الذي يتراجع يوماً بعد آخر، بات حلم الحصول على طرف اصطناعي عزيزاً، فالأشخاص الذين بات لديهم بتر بسبب الحرب كثيرون جداً.
يقول جهاد الحلبي (25 عاماً)، الذي فقد ساقيه بانفجار عبوة ناسفة قبل نحو عام ونصف العام في الشمال السوري، لـ"العربي الجديد": "أصعب ما في الحياة هو العجز. عندما هجّرنا من بلدتنا وخسرنا منزلنا وأرضنا، كنت مؤمناً بأنني قادر على متابعة الحياة، لكن بعد تعرّضي للحادث وخسارة رجليّ، اسودت الدنيا في وجهي، فقد جلست في الكرسيّ، وزدت أعباء أسرتي بدلاً من مساعدتها". يضيف: "سجلت في عدة مراكز للحصول على طرفين اصطناعيين منذ أشهر، وإلى اليوم أنتظر تحديد موعد لي، إذ لم أحصل على موعد بعد، ولا أملك سوى الأمل، فوضعنا المادّي لا يسمح لي بتركيب الطرفين على حساب عائلتي".
صعوبات
أما أبو إحسان، الذي يعمل في محل لبيع للأدوات الصحّية، وكان قد أصيب بطلق ناري في الفخذ اليمنى، انقطع بسببه الشريان والعصب الوركي ما تسبب بهبوط قدم وفقدان الإحساس من الركبة حتى القدم، والتهاب حادّ وتقرحات في القدم، وخضع لعدة عمليات جراحية لكن من دون أي جدوى، فقد بترت ساقه من الركبة في نهاية المطاف كما يقول لـ"العربي الجديد". يضيف: "سجلت في مركز يقع بمنطقة باب الهوى للحصول على طرف اصطناعي، وأعطيت موعداً عقب خمسىة أشهر، وعندما ذهبت في الموعد لأخذ القياس، قرروا إجراء عمل جراحي لي لتصحيح البتر، وبالفعل أجريت العملية، وعلى إثرها جرى إعطائي موعداً عقب تسعة أشهر، وبعد انقضائها راجعتهم وأخذوا القياس لي، لكنّ الطرف لم يجهز، ما تطلّب مراجعتهم عدة مرات، حتى حصلت في النهاية عليه مجاناً". يتابع: "مضى على تركيب الطرف نحو عام، لكنّي ما زلت أشعر بألم عند المشي. وبالرغم من ذلك، فقد سهّل الطرف الاصطناعي حركتي كثيراً". يلفت أبو إحسان إلى أنّ هناك "ضغطاً على المراكز المجانية لتركيب الأطراف الاصطناعية، ما قد يجعل الشخص ينتظر عدة أشهر، وغالباً ما يتحمل الأشخاص ممن لديهم بتر ذلك، لعدم توفر الإمكانات المادّية لشراء طرف اصطناعي".
اقــرأ أيضاً
من جانبه، يقول المعالج الفيزيائي ومدرب الأشخاص الذين لديهم بتر محمد شيخ الحدادين، لـ"العربي الجديد" من إدلب: "هناك أعداد كبيرة جداً ممن لديهم بتر يحتاجون لأطراف اصطناعية. واقعهم مؤلم لأنّنا نسيناهم، فلهم الحق بالحياة مثلنا تماماً، ولهم نصيب من الوظائف بمختلف المجالات، لكنّنا تجاهلناهم وزدنا من معاناتهم بأسلوبنا الأناني وبنظراتنا الضعيفة، فهم قادرون على أن يفعلوا المستحيل ولديّ البراهين، ففي منتصف الشتاء الماضي، دربت السبّاح والغطاس عاصي دركوشي، علماً أنّ لديه بتراً في الساق". يضيف: "حصولهم على طرف اصطناعي بات حلماً بالنسبة لهم، فمعظمهم فقد ساقه منذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى الآن لم يستطع الحصول على طرف. لا إحصاء دقيقاً لعددهم في إدلب، لكنّه رقم كبير". يلفت إلى أنّ "الصعوبات التي يواجهونها تبدأ بالحصول على الطرف، وبعده العمل، وبعده قبول المجتمع لهم، فإلى اليوم لا نملك أيّ مرفق مجهز هندسياً للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، أكان محلاً تجارياً أم عيادة أم مؤسسة أخرى".
يتابع أنّ "الأشخاص ممن لديهم بتر في إدلب يعانون من غياب المركز المتخصص بالأطراف الاصطناعية المجانية، فهناك مراكز في ريف حلب الشمالي مثل جرابلس وعفرين، ومؤخراً خرج مركز باب الهوى عن الخدمة، بسبب غرقه بالمياه". يتابع: "تشهد مراكز تركيب الأطراف هناك ازدحاماً كبيراً، ما يتسبب بتباعد المواعيد، بالإضافة إلى عدم جودة الطرف بعد تركيبه في الغالب. لكن من لديهم بتر يتحملون وينتظرون، إذ لا بديل لهم، في ظل فقر حالهم".
عملية طويلة
من جهته، يقول رئيس قسم الأطراف في "المشروع الوطني في الداخل السوري" عبد الرحيم خلوف، لـ"العربي الجديد": "بعد غرق مركزنا في باب الهوى جراء مياه الأمطار بداية العام الجاري، نعمل حالياً على استئناف العمل في مركز جديد في مدينة إدلب سيفتح أبوابه في فترة قريبة، بالإضافة إلى مركز في مدينة الباب (حلب)". يضيف: "كان لدينا في المركز قبل أن يغرق نحو 450 شخصاً لديه بتر، يمتد دورهم على سبعة أشهر، وكنا نقدم نحو 70 طرفاً اصطناعياً شهرياً، والحاجات تتزايد وخصوصاً أنّنا متوقفون عن العمل منذ أشهر، في وقت كان يدخل إلى المركز شهرياً ما بين 70 و100 حالة جديدة".
يلفت إلى أنّ "الشخص الذي لديه بتر واحد، يحتاج إلى عدة أطراف، فبعد أول طرف بستة أو ثمانية أشهر يحتاج إلى طرف جديد، حين يأخذ الطرف المبتور حجمه النهائي. أما الأطفال فيحتاجون كلّ ستة أشهر إلى تبديل الطرف، لأنّ أجسادهم تنمو ويطول العظم، ومنهم من يجري عمليات تصحيح بتر، فطرف اصطناعي واحد لا يعني أنّ العملية انتهت، بل هناك طريق طويل". يضيف: "يغيب الإحصاء الدقيق لعدد الأشخاص ممن لديهم بتر، وإن كانت بعض التقارير تشير إلى 200 ألف شخص في سورية ككلّ. من جهتنا، تمكنّا في المركز من تركيب أطراف اصطناعية لنحو خمسة آلاف شخص".
يتابع أنّ "شكوى المرضى تتمحور حول سوء الأطراف المجّانية فجميعها ميكانيكي، في حين هناك أطراف هيدروليكية وأطراف إلكترونية وأطراف ذكية، كما أنّ في الداخل السوري نوعين من العاملين في الأطراف الاصطناعية؛ إذ هناك الأكاديميون المتخصصون، وهناك التقنيون ممن خضعوا فقط لدورات تدريب ولا يحملون شهادة علمية، بالإضافة إلى اختلاف جودة الموادّ التي تدخل إلى سورية، فمثلاً تغيب الموادّ الألمانية ذات الجودة العالية". وحول التنسيق بين المراكز لتسجيل المرضى، يقول: "نعاني من غياب التنسيق بين المراكز، فهناك مرضى مسجلون في أكثر من مركز، وقد يركّب لهم طرف من أكثر من مركز، وهذه المشكلة لم نستطع أن نجد لها حلاً، والأمر يحتاج إلى جهة أو منظمة تهتم بتنظيم المسألة، وبالرغم من إنجاز دراسة في هذا الخصوص، فهي لم تنفذ".
موعد إلكتروني
بدوره، يقول مدير مكتب الداخل في منظمة "بلسم"، المكلف بالإشراف على "مركز بلسم للأطراف الاصطناعية وتقويم العظام" فادي عبد الخالق، لـ"العربي الجديد": "تتأثر الخدمات بمدى توفر الدعم، فنحن نقدم الأطراف السفلية والجبائر البلاستيكية، أما الأطراف العلوية فلا نقدمها، بالرغم من توفر الخبرات، وذلك بسبب عدم توفر الموادّ الأولية والآلات اللازمة".
يضيف: "قدم المركز خلال العام الماضي 2018 نحو 300 طرف للأطفال والنساء، في حين كان عدد المسجلين لدينا 480 حالة، وقد سجل لدينا منذ بداية العام الجاري نحو 100 حالة جديدة". يتابع أنّ "أهم الحاجات هي المعدّات الجديدة، لنتمكن من تطوير خط للأطراف العلوية، في وقت نعمل بجهود تطوعية منذ بداية العام، بسبب توقف الدعم. وبالرغم من الوعود فهي لم تتحقق. تذبذب الدعم وانقطاعاته المتكررة، يمنع في كثير من الأحيان متابعة الحالات، التي بدأنا معها". ويقول: "هناك صعوبة جديدة أمام المرضى، وهي مسألة الوصول إلى المركز، ففي ما سبق كنا نتعاون مع منظمات الإسعاف لنقل الحالات، لكنّ توقف الدعم عنها منذ بداية العام، يحول دون وصول الحالات من الأماكن البعيدة جغرافياً".
اقــرأ أيضاً
يوضح عبد الخالق أنّهم في المركز يعتمدون آلية تسجيل الحالة على موقع المنظمة، فيجري تحديد موعد، ويأتي الشخص إلى المركز وتنظم له إضبارة، ثم يجري تقييم الحالة عبر الطبيب المتخصص في العظم، وفني الأطراف، والمتخصص النفسي، فإذا كان المريض غير جاهز يحوّل بحسب حاجته إلى جراحة عظمية أو مركز العلاج الفيزيائي. أما إذا كان جاهزاً فيحوّل لأخذ القياس، وبعدها بعدة أيام يعود إلى المركز للتجريب فيركّب له الطرف ويجري التدريب عليه، وهنا تختلف المدة بحسب الاستجابة وقد تصل إلى 45 يوماً، يبقى خلالها في مركز الإقامة، الذي توقف حالياً عن العمل بسبب انقطاع الدعم".
من جانبها، لا تملك وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، أيّ معلومات حول مسألة تركيب الأطراف الاصطناعية في مناطق شمال سورية بحسب ما يفيد به "العربي الجديد" مصدر مسؤول في الوزارة.
يقول جهاد الحلبي (25 عاماً)، الذي فقد ساقيه بانفجار عبوة ناسفة قبل نحو عام ونصف العام في الشمال السوري، لـ"العربي الجديد": "أصعب ما في الحياة هو العجز. عندما هجّرنا من بلدتنا وخسرنا منزلنا وأرضنا، كنت مؤمناً بأنني قادر على متابعة الحياة، لكن بعد تعرّضي للحادث وخسارة رجليّ، اسودت الدنيا في وجهي، فقد جلست في الكرسيّ، وزدت أعباء أسرتي بدلاً من مساعدتها". يضيف: "سجلت في عدة مراكز للحصول على طرفين اصطناعيين منذ أشهر، وإلى اليوم أنتظر تحديد موعد لي، إذ لم أحصل على موعد بعد، ولا أملك سوى الأمل، فوضعنا المادّي لا يسمح لي بتركيب الطرفين على حساب عائلتي".
صعوبات
أما أبو إحسان، الذي يعمل في محل لبيع للأدوات الصحّية، وكان قد أصيب بطلق ناري في الفخذ اليمنى، انقطع بسببه الشريان والعصب الوركي ما تسبب بهبوط قدم وفقدان الإحساس من الركبة حتى القدم، والتهاب حادّ وتقرحات في القدم، وخضع لعدة عمليات جراحية لكن من دون أي جدوى، فقد بترت ساقه من الركبة في نهاية المطاف كما يقول لـ"العربي الجديد". يضيف: "سجلت في مركز يقع بمنطقة باب الهوى للحصول على طرف اصطناعي، وأعطيت موعداً عقب خمسىة أشهر، وعندما ذهبت في الموعد لأخذ القياس، قرروا إجراء عمل جراحي لي لتصحيح البتر، وبالفعل أجريت العملية، وعلى إثرها جرى إعطائي موعداً عقب تسعة أشهر، وبعد انقضائها راجعتهم وأخذوا القياس لي، لكنّ الطرف لم يجهز، ما تطلّب مراجعتهم عدة مرات، حتى حصلت في النهاية عليه مجاناً". يتابع: "مضى على تركيب الطرف نحو عام، لكنّي ما زلت أشعر بألم عند المشي. وبالرغم من ذلك، فقد سهّل الطرف الاصطناعي حركتي كثيراً". يلفت أبو إحسان إلى أنّ هناك "ضغطاً على المراكز المجانية لتركيب الأطراف الاصطناعية، ما قد يجعل الشخص ينتظر عدة أشهر، وغالباً ما يتحمل الأشخاص ممن لديهم بتر ذلك، لعدم توفر الإمكانات المادّية لشراء طرف اصطناعي".
من جانبه، يقول المعالج الفيزيائي ومدرب الأشخاص الذين لديهم بتر محمد شيخ الحدادين، لـ"العربي الجديد" من إدلب: "هناك أعداد كبيرة جداً ممن لديهم بتر يحتاجون لأطراف اصطناعية. واقعهم مؤلم لأنّنا نسيناهم، فلهم الحق بالحياة مثلنا تماماً، ولهم نصيب من الوظائف بمختلف المجالات، لكنّنا تجاهلناهم وزدنا من معاناتهم بأسلوبنا الأناني وبنظراتنا الضعيفة، فهم قادرون على أن يفعلوا المستحيل ولديّ البراهين، ففي منتصف الشتاء الماضي، دربت السبّاح والغطاس عاصي دركوشي، علماً أنّ لديه بتراً في الساق". يضيف: "حصولهم على طرف اصطناعي بات حلماً بالنسبة لهم، فمعظمهم فقد ساقه منذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى الآن لم يستطع الحصول على طرف. لا إحصاء دقيقاً لعددهم في إدلب، لكنّه رقم كبير". يلفت إلى أنّ "الصعوبات التي يواجهونها تبدأ بالحصول على الطرف، وبعده العمل، وبعده قبول المجتمع لهم، فإلى اليوم لا نملك أيّ مرفق مجهز هندسياً للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، أكان محلاً تجارياً أم عيادة أم مؤسسة أخرى".
يتابع أنّ "الأشخاص ممن لديهم بتر في إدلب يعانون من غياب المركز المتخصص بالأطراف الاصطناعية المجانية، فهناك مراكز في ريف حلب الشمالي مثل جرابلس وعفرين، ومؤخراً خرج مركز باب الهوى عن الخدمة، بسبب غرقه بالمياه". يتابع: "تشهد مراكز تركيب الأطراف هناك ازدحاماً كبيراً، ما يتسبب بتباعد المواعيد، بالإضافة إلى عدم جودة الطرف بعد تركيبه في الغالب. لكن من لديهم بتر يتحملون وينتظرون، إذ لا بديل لهم، في ظل فقر حالهم".
عملية طويلة
من جهته، يقول رئيس قسم الأطراف في "المشروع الوطني في الداخل السوري" عبد الرحيم خلوف، لـ"العربي الجديد": "بعد غرق مركزنا في باب الهوى جراء مياه الأمطار بداية العام الجاري، نعمل حالياً على استئناف العمل في مركز جديد في مدينة إدلب سيفتح أبوابه في فترة قريبة، بالإضافة إلى مركز في مدينة الباب (حلب)". يضيف: "كان لدينا في المركز قبل أن يغرق نحو 450 شخصاً لديه بتر، يمتد دورهم على سبعة أشهر، وكنا نقدم نحو 70 طرفاً اصطناعياً شهرياً، والحاجات تتزايد وخصوصاً أنّنا متوقفون عن العمل منذ أشهر، في وقت كان يدخل إلى المركز شهرياً ما بين 70 و100 حالة جديدة".
يلفت إلى أنّ "الشخص الذي لديه بتر واحد، يحتاج إلى عدة أطراف، فبعد أول طرف بستة أو ثمانية أشهر يحتاج إلى طرف جديد، حين يأخذ الطرف المبتور حجمه النهائي. أما الأطفال فيحتاجون كلّ ستة أشهر إلى تبديل الطرف، لأنّ أجسادهم تنمو ويطول العظم، ومنهم من يجري عمليات تصحيح بتر، فطرف اصطناعي واحد لا يعني أنّ العملية انتهت، بل هناك طريق طويل". يضيف: "يغيب الإحصاء الدقيق لعدد الأشخاص ممن لديهم بتر، وإن كانت بعض التقارير تشير إلى 200 ألف شخص في سورية ككلّ. من جهتنا، تمكنّا في المركز من تركيب أطراف اصطناعية لنحو خمسة آلاف شخص".
يتابع أنّ "شكوى المرضى تتمحور حول سوء الأطراف المجّانية فجميعها ميكانيكي، في حين هناك أطراف هيدروليكية وأطراف إلكترونية وأطراف ذكية، كما أنّ في الداخل السوري نوعين من العاملين في الأطراف الاصطناعية؛ إذ هناك الأكاديميون المتخصصون، وهناك التقنيون ممن خضعوا فقط لدورات تدريب ولا يحملون شهادة علمية، بالإضافة إلى اختلاف جودة الموادّ التي تدخل إلى سورية، فمثلاً تغيب الموادّ الألمانية ذات الجودة العالية". وحول التنسيق بين المراكز لتسجيل المرضى، يقول: "نعاني من غياب التنسيق بين المراكز، فهناك مرضى مسجلون في أكثر من مركز، وقد يركّب لهم طرف من أكثر من مركز، وهذه المشكلة لم نستطع أن نجد لها حلاً، والأمر يحتاج إلى جهة أو منظمة تهتم بتنظيم المسألة، وبالرغم من إنجاز دراسة في هذا الخصوص، فهي لم تنفذ".
موعد إلكتروني
بدوره، يقول مدير مكتب الداخل في منظمة "بلسم"، المكلف بالإشراف على "مركز بلسم للأطراف الاصطناعية وتقويم العظام" فادي عبد الخالق، لـ"العربي الجديد": "تتأثر الخدمات بمدى توفر الدعم، فنحن نقدم الأطراف السفلية والجبائر البلاستيكية، أما الأطراف العلوية فلا نقدمها، بالرغم من توفر الخبرات، وذلك بسبب عدم توفر الموادّ الأولية والآلات اللازمة".
يضيف: "قدم المركز خلال العام الماضي 2018 نحو 300 طرف للأطفال والنساء، في حين كان عدد المسجلين لدينا 480 حالة، وقد سجل لدينا منذ بداية العام الجاري نحو 100 حالة جديدة". يتابع أنّ "أهم الحاجات هي المعدّات الجديدة، لنتمكن من تطوير خط للأطراف العلوية، في وقت نعمل بجهود تطوعية منذ بداية العام، بسبب توقف الدعم. وبالرغم من الوعود فهي لم تتحقق. تذبذب الدعم وانقطاعاته المتكررة، يمنع في كثير من الأحيان متابعة الحالات، التي بدأنا معها". ويقول: "هناك صعوبة جديدة أمام المرضى، وهي مسألة الوصول إلى المركز، ففي ما سبق كنا نتعاون مع منظمات الإسعاف لنقل الحالات، لكنّ توقف الدعم عنها منذ بداية العام، يحول دون وصول الحالات من الأماكن البعيدة جغرافياً".
يوضح عبد الخالق أنّهم في المركز يعتمدون آلية تسجيل الحالة على موقع المنظمة، فيجري تحديد موعد، ويأتي الشخص إلى المركز وتنظم له إضبارة، ثم يجري تقييم الحالة عبر الطبيب المتخصص في العظم، وفني الأطراف، والمتخصص النفسي، فإذا كان المريض غير جاهز يحوّل بحسب حاجته إلى جراحة عظمية أو مركز العلاج الفيزيائي. أما إذا كان جاهزاً فيحوّل لأخذ القياس، وبعدها بعدة أيام يعود إلى المركز للتجريب فيركّب له الطرف ويجري التدريب عليه، وهنا تختلف المدة بحسب الاستجابة وقد تصل إلى 45 يوماً، يبقى خلالها في مركز الإقامة، الذي توقف حالياً عن العمل بسبب انقطاع الدعم".
من جانبها، لا تملك وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، أيّ معلومات حول مسألة تركيب الأطراف الاصطناعية في مناطق شمال سورية بحسب ما يفيد به "العربي الجديد" مصدر مسؤول في الوزارة.