الحشرات جزء من عالمنا البري والمائي منذ وجوده. ولكل حشرة خصائصها وميزاتها التي تجعلك تفكّر وتحلّل. فمثلاً البعوض يعشق العقص عند اكتمال القمر، الفراشات تأكل من رجليها، والنحل حيوان يعشق الرقص.
مع الثورة الزراعية ومن ثم الثورة الصناعية، وغزو الإسمنت الذي غطّى التربة حيث تضع الحشرات عموماً بيوضها أو بسبب المبيدات الزراعية واستخدامها بكثافة، جرى القضاء على حشرات ضارة وغير ضارة.
تمر الحشرات بشكل عام بثلاث مراحل وهي مرحلة البيوض، ثم مرحلة اليرقات، ومن ثم مرحلة الاكتمال. حين تظهر معظم الحشرات يكون ظهورها عادة بأعداد كبيرة، وتظهر كي تتغذى وتتلاقح وتتكاثر وتحافظ على نسلها. ذلك المشهد ليس بعيداً عن ذاكرة اللبنانيين، ففي إبريل/نيسان الماضي شاهد اللبنانيون الفراشات بكثرة وما لبثوا أن ودّعوها حتى ظهرت الخنافس السوداء وانتهى المطاف بالحشرة المعروفة محلياً بالـ"نمنم" (البقّ).
هذه الحشرات وغيرها هي حشرات ربيعية تنتظر درجات حرارة مرتفعة نسبياً، وكذلك الشمس والرطوبة حتى تخرج من المرحلة المعروفة بـ"السبات الطويل" الخاصة بها للبحث عن الغذاء وأماكن التكاثر.
"النمنم" كانت آخر هذه "المفاجآت". فقد استطاعت هذه الحشرة بذكائها (الحشرات تملك القدرة على تنبؤ أحوال الطقس) عبور العراق فسورية وحطت رحالها في لبنان بانتظار مطر يونيو/حزيران. فالنمنم تظهر بعد موجة من الحر والجفاف تليها تقلبات جوية ومطر... وهو تماماً ما حصل في الأسبوع الماضي.
اقــرأ أيضاً
حالة "الهلع" عند بعض المواطنين من هذه الحشرة كانت مضحكة مبكية، في ظل انتشار المعلومات غير الدقيقة حولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومن دون التأكد من صحتها. ما دفع أحدهم إلى استبدال "وردة صباح الخير" على مجموعة العائلة على تطبيق "واتساب" بصورة لحشرة النمنم بعدما كتب تحتها "هذا آخر صباح الخير، ستأكلنا هذه الحشرات"!
الحقيقة أن الحشرات ليست بهذا الخطر. الحشرات هي كائنات حية تخرج لتكمل دورتها البيولوجية وتختبئ من الشتاء، لذلك ليس من الضروري مكافحتها بالمبيدات السامة، وخاصة أن مناخنا ملوّث ولم يعد يحتمل المزيد من التلوث بسبب زيارة قصيرة للحشرات. وفي حال الضرورة يمكن استبدال تلك المبيدات بالفخاخ اللاصقة الصفراء التي تجذب الحشرات وتقتلها بطريقة غير ملوثة للبيئة. كما أن الحشرات بشكل عام تنجذب للإنارة فمن المستحسن إطفاء الأضواء الخارجية وإقفال النوافذ لتجنّب دخولها إلى البيوت. كما أن ارتداء الألوان الفاتحة قد يجذب هذه الحشرات فيستحسن عدم ارتدائها في أماكن وجودها.
لا تخافوا من الحشرات. لا تسمموها ولا تقتلوها. هي موجودة لأسباب عدة وهي ركيزة أساسية للنظام البيئي. فإذا قضينا على الحشرات، انهارت الدورة البيئية كأحجار الدومينو وانتهى بنا العالم!
(متخصص في الحشرات)
مع الثورة الزراعية ومن ثم الثورة الصناعية، وغزو الإسمنت الذي غطّى التربة حيث تضع الحشرات عموماً بيوضها أو بسبب المبيدات الزراعية واستخدامها بكثافة، جرى القضاء على حشرات ضارة وغير ضارة.
تمر الحشرات بشكل عام بثلاث مراحل وهي مرحلة البيوض، ثم مرحلة اليرقات، ومن ثم مرحلة الاكتمال. حين تظهر معظم الحشرات يكون ظهورها عادة بأعداد كبيرة، وتظهر كي تتغذى وتتلاقح وتتكاثر وتحافظ على نسلها. ذلك المشهد ليس بعيداً عن ذاكرة اللبنانيين، ففي إبريل/نيسان الماضي شاهد اللبنانيون الفراشات بكثرة وما لبثوا أن ودّعوها حتى ظهرت الخنافس السوداء وانتهى المطاف بالحشرة المعروفة محلياً بالـ"نمنم" (البقّ).
هذه الحشرات وغيرها هي حشرات ربيعية تنتظر درجات حرارة مرتفعة نسبياً، وكذلك الشمس والرطوبة حتى تخرج من المرحلة المعروفة بـ"السبات الطويل" الخاصة بها للبحث عن الغذاء وأماكن التكاثر.
"النمنم" كانت آخر هذه "المفاجآت". فقد استطاعت هذه الحشرة بذكائها (الحشرات تملك القدرة على تنبؤ أحوال الطقس) عبور العراق فسورية وحطت رحالها في لبنان بانتظار مطر يونيو/حزيران. فالنمنم تظهر بعد موجة من الحر والجفاف تليها تقلبات جوية ومطر... وهو تماماً ما حصل في الأسبوع الماضي.
حالة "الهلع" عند بعض المواطنين من هذه الحشرة كانت مضحكة مبكية، في ظل انتشار المعلومات غير الدقيقة حولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومن دون التأكد من صحتها. ما دفع أحدهم إلى استبدال "وردة صباح الخير" على مجموعة العائلة على تطبيق "واتساب" بصورة لحشرة النمنم بعدما كتب تحتها "هذا آخر صباح الخير، ستأكلنا هذه الحشرات"!
الحقيقة أن الحشرات ليست بهذا الخطر. الحشرات هي كائنات حية تخرج لتكمل دورتها البيولوجية وتختبئ من الشتاء، لذلك ليس من الضروري مكافحتها بالمبيدات السامة، وخاصة أن مناخنا ملوّث ولم يعد يحتمل المزيد من التلوث بسبب زيارة قصيرة للحشرات. وفي حال الضرورة يمكن استبدال تلك المبيدات بالفخاخ اللاصقة الصفراء التي تجذب الحشرات وتقتلها بطريقة غير ملوثة للبيئة. كما أن الحشرات بشكل عام تنجذب للإنارة فمن المستحسن إطفاء الأضواء الخارجية وإقفال النوافذ لتجنّب دخولها إلى البيوت. كما أن ارتداء الألوان الفاتحة قد يجذب هذه الحشرات فيستحسن عدم ارتدائها في أماكن وجودها.
لا تخافوا من الحشرات. لا تسمموها ولا تقتلوها. هي موجودة لأسباب عدة وهي ركيزة أساسية للنظام البيئي. فإذا قضينا على الحشرات، انهارت الدورة البيئية كأحجار الدومينو وانتهى بنا العالم!
(متخصص في الحشرات)