نزوح جديد من جسر الشغور خشية تكرار مجزرة الأمس

15 مايو 2019
القصف خلف دمارا هائلا في جسر الشغور (فيسبوك)
+ الخط -
يعيش أهالي مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، اليوم الأربعاء، حالة من الذعر عقب مجزرة قام بها الطيران الحربي السوري أمس، وخلفت قتلى وجرحى، ولم يغب دوي صافرات الإنذار منذ الصباح الباكر للتحذير من التحليق الكثيف للطيران الحربي والمروحي في الأجواء.

وقال محمود شريقي، من جسر الشغور، لـ"العربي الجديد"، إنه "يسود المدينة شعور بالخوف يتزامن مع حركة نزوح، في ظل دمار المنازل والمدارس والمحال التجارية. ضربت الغارة السوق قبل موعد الإفطار مباشرة، فوقعت مجزرة لأشخاص كانوا يشترون حاجيات لوجبة الإفطار".

ولفت شريقي إلى أن "الحركة في المدينة اليوم شبه متوقفة، وفي حين تتوفر المواد الغذائية إلا أن حركة البيع محدودة، وتتواصل حركة النزوح بشكل متقطع. لم يعد هناك ما يحمي الناس، فالصواريخ والقذائف تدمر الأقبية أيضا، والناس سلمت أمرها إلى الله بعد مضي أكثر من شهر على بدء القصف الذي دمر كل الشوارع الرئيسية في المدينة".

وقال أبو محمد، الذي يعمل في القطاع الصحي بجسر الشغور، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع الطبي سيئ لأسباب عدة منها نقص الدعم، وعدد كبير من الكادر الطبي يعمل بشكل تطوعي. هناك إمكانيات لإجراء عمليات جراحية، لكن هناك شح كبير في الأدوية، وتصلنا حالات صحية وإصابات من الريف الغربي ومن الريف الجنوبي ومن قلعة المضيق والغاب لقرب المسافة".

ولفت إلى أن "الوضع الانساني سيئ للغاية في المدينة، وخاصة بالنسبة للنازحين من مختلف المحافظات، وتأمين الحاجات الأساسية صعب، فالمياه يجب شراؤها عبر الصهاريج الخاصة، والمواد الغذائية مكلفة، ولا توجد مساعدات إنسانية تذكر. خلال الساعات الماضية نزح كثيرون. تلجأ العائلات إلى أقاربها أو أصدقائها بانتظار أن تخف وتيرة القصف لتعود إلى منازلها".
وأوضح الصحافي المقيم في جسر الشغور، محمد خضير، لـ"العربي الجديد": "هناك جمود في الحركة بعد مجزرة أمس، وشهدت المدينة حركة نزوح عقب المجزرة، وتوجه غالبية النازحين إلى ريفي جسر الشغور الشرقي والشمالي، إضافة إلى المناطق الحدودية، والمخيمات الموجودة في الريف الغربي للمدينة".

وأضاف أن "هناك غيابا للدعم الطبي، ويتم تحويل الحالات الحرجة إلى المشافي المتواجدة في الريف الشمالي للمدينة. الأهالي الباقون في جسر الشغور أمضوا يومهم بين منازلهم والأقبية بسبب كثافة الطيران في الأجواء، وغالبية الناس حاجاتهم الأساسية غير متوفرة، ويفطرون على قليل من الخبز والتمر. عدد سكان المدينة كان يقدر بنحو 5 آلاف عائلة، أما اليوم فالعدد لا يزيد عن ألفي عائلة".


المساهمون