شهداء فلسطين... 100 ألف قُتلوا منذ النكبة

13 مايو 2019
الحق الذي لا يموت (علي جاد الله/ الأناضول)
+ الخط -

في الذكري الحادية والسبعين للنكبة، كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنّ عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال منذ عام النكبة حتى اليوم وصل إلى 100 ألف شهيد تقريباً

أظهر تقرير إحصائي، اليوم الإثنين، أنّ عدد الشهداء في فلسطين منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، بلغ 10.853 شهيداً، خلال الفترة 29- 9- 2000 حتى 7- 5- 2019. وأشار تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عشية الذكرى الحادية والسبعين للنكبة، والذي وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد" إلى أنّ عدد الشهداء الفلسطينيين، والشهداء من العرب المدافعين عن الحق الفلسطيني (داخل فلسطين وخارجها) على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 وصل إلى نحو 100 ألف شهيد.




وأشار الإحصاء إلى أنّ العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية إذ سقط 2.240 شهيداً من بينهم 2.181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، أما خلال العام 2018 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 312 شهيداً من بينهم 57 شهيداً من الأطفال وثلاث سيدات، وما زال الاحتلال الإسرائيلي يحتجز جثامين 15 شهيداً.

احتلال ومجازر
بحسب التقرير الذي استعرضته رئيسة الإحصاء الفلسطيني، علا عوض، فإنّه خلال النكبة جرى تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1.300 قرية ومدينة فلسطينية. وانتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة، بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.

وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.

جدار الفصل العنصري في بيت لحم (أرتور ويداك/ Getty)












من جانب آخر، بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكل اليهود 8 في المائة فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون وكان نحو 31.5 في المائة منهم من اليهود. وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني، إذ تضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، فتدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي. وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي. وبهذا، تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي.

توزّع السكان
إلى ذلك، بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2018 نحو 13.1 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.48 ملايين نسمة) في فلسطين التاريخية (من بينهم 1.57 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).

وبلغ عدد السكان نهاية 2018 في الضفة الغربية (بما فيها القدس) 2.95 مليون نسمة، ونحو 1.96 مليون نسمة في قطاع غزة، وبلغ عدد السكان الفلسطينيين في القدس نحو 447 ألف نسمة من بينهم نحو 65 في المائة يقيمون في مناطق القدس التي ضمها الاحتلال إليه عنوة بعيد احتلاله الضفة الغربية عام 1967.

ويشكل الفلسطينيون نحو 49 في المائة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 51 في المائة من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85 في المائة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27 ألف كيلومتر مربع)، بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا تخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها. وتجدر الإشارة إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1.682 كيلومتراً مربعاً، من أرض فلسطين التاريخية ما نسبته 6.2 في المائة.




وأشارت سجلات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أنّ عدد اللاجئين المسجلين في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2018، هو نحو 6.02 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيش نحو 28.4 في المائة منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً للوكالة، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سورية، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "بحسب تعريف الأونروا" ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً.

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 أنّ نسبة اللاجئين الفلسطينيين تشكل 43 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين. وبلغت الكثافة السكانية في دولة فلسطين في نهاية العام 2018 نحو 816 فردا/ كم2 بواقع 522 فردا/ كم2 في الضفة الغربية و5.375 فردا/ كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66 في المائة من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، ويعتبر قطاع غزة من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم، مما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة في قطاع غزة.

استيطان
على صعيد آخر، بلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2017 في الضفة الغربية 435 موقعاً، من بينها 150 مستوطنة و116 بؤرة استيطانية يقيم فيها 653.621 مستوطناً، 47 في المائة من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس وقد بلغ عددهم نحو 306.529 مستوطناً من بينهم 225.335 مستوطناً في القدس. وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو 23 مستوطناً مقابل كلّ 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس، بنحو 70 مستوطناً مقابل كلّ 100 فلسطيني.

دعاء من قبة الصخرة لإنهاء الاحتلال (أحمد غرابلي/ فرانس برس) 












وعزل جدار الضم والتوسع أكثر من 12 في المائة من مساحة الضفة الغربية، مما أدى إلى فرض قيود على نحو 1.9 مليون نسمة يعيشون في مناطق قريبة من الجدار و/أو المستوطنات، نحو 400 ألف نسمة من بينهم يعيشون في مناطق (ج). كذلك، فإنّ الذي يحيط بالقدس يبلغ طول الجزء المكتمل منه 93 كيلومتراً ويعزل نحو 84 كيلومتراً مربعاً من مساحة محافظة القدس، في حين يبلغ طول الجزء غير المكتمل 46 كيلومتراً وسيعزل نحو 68 كيلومتراً مربعاً من مساحتها.

وبلغت مساحة مناطق النفوذ في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية 541.5 كيلومتراً مربعاً، في نهاية 2018، وتمثل ما نسبته نحو 10 في المائة من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري نحو 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية.

وتبلغ مساحة الأراضي المصنفة على أنّها عالية أو متوسطة القيمة الزراعية في الضفة الغربية نحو 2 مليون و72 ألف دونم، وتشكل نحو 37 في المائة من مساحة الضفة الغربية، لا يستغل الفلسطينيون منها سوى 931 ألفاً و500 دونم. وتعتبر انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي أحد أهم أسباب عدم استغلال الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، إذ تشكل المناطق المصنفة (ج) نحو 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة، الأمر الذي أدى إلى حرمان كثير من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها أو العناية بالمساحات المزروعة فيها، ما أدى الى هلاك معظم المزروعات في هذه المناطق، بالإضافة إلى تجريف المزروعات واقتلاع الأشجار إذ قام الاحتلال الإسرائيلي بتجريف واقتلاع 7.122 شجرة خلال العام 2018، وبذلك يبلغ عدد الأشجار التي تم اقتلاعها أكثر من مليون شجرة من العام 2000 حتى نهاية العام 2018، وجرى تحويل آلاف الدونمات للمستوطنين لزراعتها فبلغت المساحة المزروعة في المستوطنات الإسرائيلية في العام 2018 نحو 110 آلاف دونم غالبيتها من المزروعات المروية.

وتبلغ مساحة الأراضي التي يستغلها الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر في المناطق المصنفة (ج) نحو 2 مليون و642 ألف دونم وتشكل ما نسبته 76 في المائة من مجمل المساحة المصنفة (ج) التي تبلغ مساحتها الإجمالية 3 ملايين و375 ألف دونم، فيما تبلغ المساحة المصنفة (أ) نحو مليون دونم، وتبلغ المساحة المصنفة (ب) نحو مليون و35 ألف دونم، وتبلغ المساحة المصنفة "أخرى" نحو 250 ألف دونم.




وهدم الاحتلال 471 مبنى خلال العام 2018، من بينها 215 مبنى في محافظة القدس حيث جرى تهجير 217 فلسطينياً من بينهم 110 أطفال، كما قام الاحتلال الإسرائيلي في العام 2018 بإصدار أوامر بترحيل 12 تجمعاً بدوياً شرقي القدس تضم نحو 1.400 فلسطيني ضمن الجهود الرامية لتهويد القدس. وخلال العام 2018 قام الاحتلال بترخيص بناء 5.820 وحدة استيطانية. وأصدر الاحتلال في العام نفسه أوامر بهدم 546 مبنى في الضفة الغربية والقدس.