جددت عصابة من المسلحين في مدينة السويداء جنوب سورية نشاطها، بعد توقّف مؤقت، إثر اعتقال قوات النظام والد متزعم العصابة والإفراج عنه لاحقا بوساطة وجهاء محليين.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن العصابة التي يقودها فداء العنداري، عاودت، مساء أمس الجمعة، نشاطها في مدينة السويداء، إذ قامت بنصب حاجز وسط المدينة واختطفت ستة مدنيين، من بينهم أربعة ينحدرون من مدينة دمشق.
وأوضحت المصادر، أن الأربعة المختطفين المنحدرين من دمشق هم من التجار، وكانوا قادمين بهدف شراء محاصيل التفاح من مزارعي السويداء.
وتمت عملية نصب الحاجز من قبل عصابة الخطف عند دوار العنقود، الواقع على مدخل مدينة السويداء، حيث تم احتجاز التجار الأربعة مع سيارتين ونقلوا إلى مكان مجهول.
وجاءت تلك العملية في ظل غياب كامل لقوات أمن النظام السوري التي تسيطر على المدينة، بمشاركة مليشيات محلية تابعة لها.
ولم تتوقف عمليات الخطف في السويداء التي تشهد انفلاتا أمنيا منذ سنوات، إذ يقوم مجهولون، بشكل متكرر، باختطاف مدنيين وطلب فدية مالية مقابل الإفراج عنهم في وقت لاحق، إلا أن المصادر أكدت أن عصابة فداء العنداري تمارس نشاطها بشكل علني وتتنقل في المدينة بكل أريحية وتقوم بالاختطاف في وضح النهار.
وأضافت أن أفراد العصابة ينتمون لأكثر من عائلة وهم معروفون، إلا أنه لا أحد يقوم بردعهم، مشيرة إلى أن الفصائل أو العائلات الكبيرة المسلحة في السويداء تقف مكتوفة الأيدي أمام حركة هذه العصابة.
وكانت تلك العصابة قد اختطفت، في فبراير/شباط الماضي، خمسة عشر عنصرا من عناصر قوات الأمن التابعة للنظام السوري، بالإضافة إلى عدد من المدنيين في محافظة السويداء، وذلك على خلفية اعتقال عصام هلال العنداري، والد فداء العنداري الذي يتزعم عصابة الخطف.
وبوساطة من وجهاء محليين، قامت قوات النظام بإطلاق سراح العنداري الأب مقابل إطلاق العصابة سراح عناصر النظام، فيما بقي المدنيون مختطفين لدى العصابة.
وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، إن العصابة التي يتزعمها فداء العنداري مرتبطة بأشخاص في قوات النظام، ولديهم اتصالات مع الحواجز الواقعة على طريق دمشق درعا السويداء.
وأوضح المصدر أن تلك العصابة تنصب الحواجز في كل مرة يمر فيها تاجر قادم من دمشق أو ريف دمشق، وذلك يشير إلى تلقيها معلومات من قبل الحواجز المنتشرة على الطريق.
وأضاف أن العنداري شريك مع أشخاص متنفّذين، إذ لا يقوم أحد بصده، على الرغم من أن عصابته لا يتجاوز عددها عشرة أشخاص، بينما توجد فصائل بالآلاف وهي مدججة بالسلاح من المفروض أن مهمتها حماية السويداء.
وذكر أن العصابة "تقوم باستهداف شخصيات نوعية وتتلقى مبالغ مالية طائلة مقابل الإفراج عن المختطف، تصل أحيانا إلى خمسين مليون ليرة سورية".
وشهدت السويداء عموما، خلال السنوات الماضية، المئات من حالات الخطف، معظمها تمت على يد عصابات مجهولة تتمركز في أماكن مجهولة أيضا، وتم الإفراج عن معظم المختطفين مقابل دفع مبالغ مالية من قبل ذويهم، وذلك بعد عمليات تهديد ذوي المختطف بتصفيته.