السيول تدمّر مخيمات تأوي آلاف النازحين العراقيين

11 ابريل 2019
آثار السيول على مخيمات النازحين في العراق (فيسبوك)
+ الخط -
تسببت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة، التي شهدتها محافظة نينوى شمال العراق خلال الأيام الماضية، بأضرار كبيرة في مخيمات النازحين إذ غرقت وتلفت خيامها التي تأوي آلاف العائلات، فاضطرت لمغادرة مناطقها خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، في ظل غياب الحلول الحكومية لإنهاء معاناتهم.

وأكد مدير مخيم الخازر، توانا جمعة لـ"العربي الجديد"، أن "المخيم تعرض لأضرار كبيرة بسبب الأمطار والسيول التي تعرضت لها الموصل خلال الأيام الماضية. إدارة المخيم شكلت فريقاً لمعالجة المشاكل في المخيم، الذي يضم نحو 1300 عائلة نازحة من الموصل والقرى التابعةِ لها"، لافتاً إلى الحاجة لتوفير خيام للنازحين الذين تعرضت خيامهم لأضرار، والعمل على توفير مساعدات عاجلة للعوائل.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى، حسام الدين العبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأوضاع الإنسانية صعبة جداً على النازحين في نينوى، وعلى الحكومة أن تعمل على إعمار مناطقهم لإعادة الأهالي إليها"، مشيراً إلى أن "مخيمات نينوى تضم أكثر من 15 ألف نازح، ومجلس نينوى يعمل على معالجة الأضرار بالتنسيق مع دائرة الهجرة والمهجرين والمنظمات الدولية، من خلال توفير خيام بديلة لتلك التي تعرضت لأضرار بسبب الأمطار".

ولفت إلى أن "الحل يكمن في إعادة النازحين إلى منازلهم، وطيّ صفحة النزوح التي تعدّ الكبرى في تاريخ العراق".

وقال النازح إدريس أحمد، من مخيم حسن شام في محافظة إربيل عاصمة إقليم كردستان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النساء والأطفال أكثر المتضررين من موجة السيول، والحكومة والمنظمات المدنية لم يفعلوا شيئاً، فلا مساعدات ولا إغاثة، ونطالب بالعودة إلى منازلنا التي تم إعلان تحريرها من داعش قبل عامين. نحن حالياً في العراء بعد غرق المخيمات بفعل الأمطار والسيول".

وناشد النازح العراقي الحكومة، العمل بسرعة من أجل إعادة النازحين إلى مناطقهم وتعويضهم. "لا نعلم أين الوعود والمليارات التي نسمع أنها خصصت للنازحين، ويبدو أنها ذهبت للفاسدين".


وقال مدير مخيمات إربيل رشيد درويش سفتي، إن عاصفة قوية ضربت مخيمي حسن شام والخازر، ما دفع إلى نقل العوائل التي تضررت خيامها إلى مكان آخر، مبيناً أن العاصفة تسببت بدمار كبير لخيام النازحين، وتتواصل الجهود من أجل مواجهة الأضرار وتقديم مساعدات عاجلة للنازحين.
وعبّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في العراق، عن قلقه من تأثير السيول والفيضانات على المحافظات العراقية، موضحاً في بيان أن "تأثير الفيضانات تراجع في محافظة كركوك، وتعاظم في محافظات صلاح الدين، والسليمانية، وديالى، وواسط، وميسان، وتم تشكيل خلايا للأزمات في المحافظات المتضررة، والمنظمات الإنسانية تواصل تقييم الأوضاع بالتعاون مع الجهات الحكومية".



وكشفت جمعية الهلال الأحمر العراقية الخميس في بيان، عن "تضرر 2300 عائلة في عموم العراق نتيجة السيول، منها 13 عائلة تهدمت منازلها بشكل كامل في إحدى قرى محافظة ميسان، التي تصدرت أعداد المتضررين بأكثر من 500 عائلة، وفي صلاح الدين تضررت 300 عائلة وفي واسط تضررت 100 عائلة".

وأوضح البيان أن "السيول أدت إلى أضرار مادّية هائلة فيما لم تسجل الفرق الميدانية أضراراً بشرية، وقمنا بتوزيع مساعدات على أكثر من 2250 عائلة متضررة شملت طروداً غذائية، ولوازم إغاثة، وعدداً من خيام الإيواء، فضلاً عن موادّ التنظيف والإسعافات الأولية".

المساهمون