كوارث طبيعية تضرب إيران: سيول جارفة وعواصف وزلازل

إلا أن الفيضانات والسيول التي تغرق أنحاء مختلفة من إيران منذ أسبوعَين تتصدر الأحداث، وما زالت مستمرة على خلفيّة هطول الأمطار الغزيرة غير المعهودة منذ عقود في البلاد.

وحتى اللحظة خلفت هذه السيول 45 قتيلاً في مختلف أنحاء إيران، بالإضافة إلى خسائر وأضرار كبيرة بالبنى التحتية والطرق والبيوت والمصانع وخطوط إمداد مياه الشرب والغاز والكهرباء، وكذلك المعالم الأثرية والتاريخية.

وفي السياق، أعلن وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، اليوم الاثنين، أن 400 مدينة وقرية في 15 محافظة إيرانية تتعرض لسيول من جراء الموجة الجديدة من الأمطار الغزيرة التي تجتاح البلاد منذ أمس، الأحد.

وقال رحماني فضلي، وفقا لوكالة "تسنيم" الإيرانية، إن السيول قطعت 78 طريقاً بين المدن و2199 طريقاً للقرى، مضيفاً أنها دمرت أيضاً 84 جسراً خلال اليومين الأخيرين. وأوضح أن الأمطار الغزيرة أدت إلى فيضان 141 نهراً في 15 محافظة في إيران، ما تسبب بسيول جارفة و409 انهيارات أرضية.

كما تسببت السيول والأمطار في قطع مياه الشرب وتمديدات الكهرباء وخطوط الاتصال عن المئات من القرى الإيرانية.

ولفت الوزير الإيراني إلى أن الفيضانات شردت 60 ألف عائلة، تم إيواؤها في أماكن خاصة بشكل مؤقت، داعياً المواطنين الإيرانيين إلى أخذ الحيطة والحذر والتعاون مع السلطات والعمل بمقتضى تحذيراتها.

من جهتها، أعلنت السلطات الإيرانية المدنية والعسكرية حالة الطوارئ والنفير العام في مختلف أجهزتها وألغت إجازات جميع المسؤولين والموظفين خلال احتفالات رأس السنة الإيرانية الجديدة التي بدأت في الواحد والعشرين من مارس/آذار الماضي.

كما دعا جهاز إدارة الأزمات في إيران المواطنين الإيرانيين، ولا سيما في المحافظات التي تتعرض لأمطار غزيرة وسيول، إلى تجنب السفر خلال الأيام القادمة، والبقاء في منازلهم والذهاب إلى الأماكن الأكثر أمانا.

وأعلنت السلطات الإيرانية في وقت سابق، حالة الطوارئ في أكثر من عشرين محافظة إيرانية ورفعتها إلى الدرجة الحمراء (القصوى) في محافظة لرستان، غربي البلاد، والتي أغرقت السيول عددا من مدنها، منها مدينة خرم آباد، عاصمة المحافظة، وبلدختر ومعمولان جراء فيضان أنهرها.

وأكدت محافظة لرستان على ضرورة إخلاء 150 ألف شخص من الأحياء الواقعة على ضفاف نهري مدينة خرم آباد، وإخلاء أجزاء كبيرة من المدينتين الأخريين. كما ناشدت السلطات المحلية عبر مكبرات الصوت والإذاعات المحلية سكان هذه الأحياء إلى مغادرة منازلهم واللجوء إلى أماكن أكثر أمانا.

وفي السياق، صرح عضو البرلمان الإيراني عن مدينة بلدختر البالغ عدد سكانها 35 ألف نسمة في محافظة لرستان، أن "الأوضاع في مدينتي بلدختر ومعمولان وصلت إلى درجة الأزمة، حيث تحاصر السيول سكانهما والمياه غمرت المنازل"، مضيفا أن "الأهالي لجأوا إلى أسطح البيوت، والظروف الجوية لا تسمح باستعمال المروحيات لإنقاذهم والإمكانيات ليست كافية لإنقاذهم".

كما أعلنت السلطات المحلية في لرستان عن انقطاع جميع خطوط الاتصال السلكي واللاسلكي مع مدينة بلدختر بسبب الأجواء الجوية السيئة، ما أدى إلى انقطاع الأنباء الواردة منها بشأن أوضاعها.

وأغلقت الثلوج الكثيفة طرق المواصلات لعدد كبير من القرى في محافظات أخرى في غرب إيران، مثل كردستان وهمدان وزنجان. كذلك أدت الأمطار الغريزة في شمال العاصمة طهران إلى انهيار مبنى في منطقة فرحزاد، تسبب في جرح ثلاثة أشخاص.

ومن جهة أخرى، ضربت عدة زلازل، ظهر اليوم الاثنين، محافظتي إيلام وكرمانشاه، غربي البلاد، كان أشدها بقوة 5.2 على مقياس ريختر.

وأعلنت السلطات المحلية في كرمانشاه إرسال فرق التفحص إلى مركز الزلزال في منطقة سومار على حدود المحافظتين، قائلة إنها لم تتلق تقارير عن وجود خسائر في الأرواح والممتلكات.

كما ضربت عاصفة رملية وصفت بغير المسبوقة بسرعة رياح تصل إلى 130 كلم، مدينة نايين في محافظة أصفهان، وسط إيران، وأدت إلى إغلاق طرق المدينة وخسائر في الممتلكات. وضربت عاصفة أخرى بسرعة 100 كلم مدينة أردستان في المحافظة، قالت السلطات المحلية إنها لم تتحول إلى عاصفة رملية بسبب الأمطار الأخيرة ولم تخلف خسائر.

وعلى صعيد متصل، أعلنت السفارة الإيرانية لدى المملكة المتحدة أن الصليب الأحمر البريطاني أبلغها باستعداده لإرسال مساعدات عاجلة لمواجهة تداعيات السيول في إيران، داعياً منظمة الهلال الأحمر الإيراني إلى تزويده بقائمة تضم الاحتياجات العاجلة والمعدات اللازمة لمساعدة منكوبي الفيضانات.

وفي الإطار، أعلنت تركيا، أمس الأحد، عن تقديمها مساعدات مختلفة لمنكوبي الفيضانات والسيول. وصرّح رئيس وفد الهلال الأحمر التركي إلى إيران، أنيل كوجه بال، لوكالة "فارس" الإيرانية، بأنّ خمس شاحنات مساعدات إنسانية أرسلت إلى إيران لمصلحة 320 أسرة من منكوبي السيول، تضمّ 320 خيمة و500 سرير و100 طرد صحي و1300 بطانية و360 نوعاً من مستلزمات المطبخ و60 مدفأة غاز. وقد أكدت وكالة "فارس" أنّ تلك الشاحنات وصلت يوم الأحد إلى الأراضي الإيرانية من معبر بازرغان الحدودي.