مصر: 13 حالة انتحار و18 احتجاجاً عمالياً في فبراير

07 مارس 2019
ارتفاع معدلات الانتحار (Getty)
+ الخط -
قال برنامج حرية تعبير العمال والحركات الاجتماعية، التابع للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (منظمة مجتمع مدني مصرية)، اليوم الخميس، إن الانتحار هرباً من الظروف المعيشية كان أكثر الوسائل الاحتجاجية التي لجأ إليها المصريون خلال فبراير/شباط الماضي، طبقاً للمؤشر الشهري للاحتجاجات العمالية واﻻجتماعية في مصر.

ورصد البرنامج 46 احتجاجاً اجتماعياً وعمالياً خلال شهر فبراير، من بينها 18 احتجاجاً عمالياً ومهنياً، إلى جانب 28 احتجاجاً اجتماعياً، تضم 13 حالة انتحار و3 محاولات للانتحار، هرباً من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعانيها الشعب المصري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار إلى أن الشنق جاء كأولى وسائل الانتحار بنحو 7 حالات، ثم القفز من أماكن مرتفعة في المرتبة الثانية بنحو 4 حالات، إذ رصد البرنامج انتحار شيماء. ح (32 عاماً)، بإلقاء نفسها أمام قطار مترو الأنفاق في محطة ساقية مكي بالجيزة، نتيجة عجزها عن تدبير الحد الأدنى لاحتياجات أطفالها الأربعة، وتراكم الديون عليها بعد طلاقها من زوجها.

كما انتحر وليد. ع (25 عاماً)، بشنق نفسه داخل شقته التي أعدها للزواج في منطقة البدرشين جنوب الجيزة، لعجزه عن سداد ثمن حمار سرقه أخوه من الجيران، وكذلك إبراهيم. إ (29 عاماً) الذي يعمل سائقاً على مركبة "توكتوك"، وانتحر بحرق نفسه بسبب عدم قدرته على توفير نفقات الزواج بقرية تابعة لمحافظة الدقهلية.

وانتحر شنقاً كل من طه. ع (29 عاماً) بقرية تابعة لمحافظة الشرقية، لمروره بضائقة نفسية ومادية، والسيد. م في أعلى سقف مخزن "الكافيه" الذي يعمل به بضاحية عين شمس، شرقي القاهرة، بعد شروع مالكه في طرده من العمل، وإبراهيم. م (40 عاماً) داخل شقته بمحافظة الدقهلية، عقب مروره بضائقة مالية.

وانتحر كذلك إيهاب. ص (35 عاماً)، بشنق نفسه بقرية تابعة لمحافظة الشرقية لمروره بضائقة مالية، ومغنم. م (32 عاماً)، بشنق نفسه في غرفة نومه بمركز الصف بالجيزة، لخلافات مع زوجته بسبب ضائقة مالية، و حنان. م (47 عاماً)، بالقفز من شرفة شقتها بالطابق الخامس في حي دار السلام بالقاهرة، لعدم قدرتها على تجهيز بناتها للزواج.

وانتحر أيضاً ن. ن (37 عاماً)، بتناول مبيد حشري (توكسفين) بقرية تابعة لمحافظة المنيا، لعدم قدرته على الزواج كونه يُعاني من ظروف مادية صعبة، بالإضافة إلى عامل يومي في العقد الرابع من العمر، بإلقاء نفسه من الطابق الثالث من عقار سكني بحي مصر القديمة، نتيجة خلافات مع زوجته بسبب صعوبة ظروفه المادية.

وتخلص العامل العشريني جمعة. ع من حياته شنقاً داخل غرفته بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة لمروره بأزمة مالية، علاوة على انتحار سمير. إ (55 عاماً)، والذي يقيم بمنطقة دار الرماد بمدينة الفيوم، ويعمل "فني هندسي بمستشفى الصدر"، وذلك بتناول مادة سامة لمروره بضائقة مالية.

وعن التوزيع الجغرافي للاحتجاجات، أفاد البرنامج بأن محافظة القاهرة تصدرت الاحتجاجات العمالية والاجتماعية بنحو 13 احتجاجاً، تليها محافظة الجيزة بنحو 6 احتجاجات، في حين تصدر قطاع الغزل والنسيج قائمة الاحتجاجات، تلاه قطاع النقل والمواصلات، ثم قطاعات الصحافة والنشر، والمياه والصرف الصحي، والكهرباء، على الترتيب.

ورصد البرنامج ظاهرة "فريدة" خلال الشهر الماضي، تمثلت في غلق أصحاب المحال التجارية، والورش الصناعية، لأبوابها في محافظات عدة، وتسريح الحرفيين، وعمال اليومية، بعد تردد أنباء عن نزول حملات تفتيشية من مصلحة الضرائب في القاهرة لفرض رسوم مالية، وتقديرات جزافية، على تلك المحال.

وتسببت هذه الأنباء في موجة من الغضب في محافظة دمياط، ثم اتسعت الموجة لتشمل محافظات كفر الشيخ، والدقهلية، والغربية، ما أحدث حالة من اﻻرتباك في الأسواق بتلك المحافظات. وحسب البرنامج، فإن شهر فبراير/شباط شهد 5 وقفات احتجاجية، و4 حالات للإضراب عن العمل، و4 حالات للاعتصام، وحالة واحدة للتجمهر.

ولفت البرنامج إلى تنظيم مجموعة من صحافيي الجرائد الحزبية وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحافيين، للمطالبة بسرعة إصدار التراخيص المطلوبة لإنشاء موقع إلكتروني لهم، وكذلك العاملون باتحاد عمال البحيرة، لعدم صرف الرواتب لأربعة شهور متتالية، أو صرف المنح عن العامين الماضيين، ما اضطر الأمين العام لاتحاد العمال لوعدهم بصرف مستحقاتهم.

كما نظم عمال مصنع الغزل والنسيج بمحافظة دمياط وقفة احتجاجية أمام الساحة الكبرى بالشركة، مطالبين بضرورة صرف رواتبهم المتأخرة بصورة عاجلة، وعمال مصنع "بيدكو إنترناشيونال" للغزل والنسيج بمدينة العاشر من رمضان بالشرقية، اعتراضاً على عدم صرف العلاوة السنوية، وحوافز الإنتاج للعمال، والمطالبة بعدم غلق المصنع.

ونظم عمال قرية "مجاويش" في منتجع الغردقة بالبحر الأحمر، وقفة احتجاجية مطالبين فيها بتثبيت عقودهم المؤقتة، ومعرفة مصيرهم بعد غلق القرية. بينما أضرب 200 عامل بالشركة العالمية للإنتاج والتصنيع الزراعي "فارما فريتس" بمحافظة الشرقية، للمطالبة بزيادة العلاوة الدورية من 12 في المائة إلى 18 في المائة.

وتوقف أكثر من 350 عاملاً وموظفاً ومهندساً من عمال وموظفي الشركة العربية للألومنيوم بمحافظة الإسماعيلية عن العمل، للمطالبة بإلزام الشركة بدفع العلاج لأي من العاملين وفقاً لقانون العمل، ودخل عمال مصنع (7) بشركة مصر للغزل والنسيج  بمحافظة الغربية في إضراب عن العمل، احتجاجاً على تأخر صرف المرتبات.


ووثّق البرنامج اعتصام العاملين بشركة "إكسبريس إنترناشيونال"، للمطالبة بزيادة الأجر والأرباح، وصرف علاوة "غلاء معيشة"، وعدد من محصلي العمولة بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة، للمطالبة بإقامة عقود عمل لهم بعد محاولتهم المتكررة لمقابلة رئيس مجلس الإدارة، وعدم تمكنهم من لقائه لعرض مشاكلهم.


كما اعتصم ما يقرب من 2000 موظف داخل مقر شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء بمدينة المنصورة بالدقهلية، احتجاجاً على تخفيض الحوافز، ومدّ ساعات العمل، ودخل العاملون بمستودعات شركة "إكسون موبيل مصر" في اعتصام بجراج الشركة بمنطقة جسر السويس، لرفض إدارة الشركة صرف تعويض عن مدة خدمتهم السابقة، عقب انتهاء تعاقدها مع الشركة الوسيطة.

وأخيراً، تجمهر العشرات من سائقي التاكسي في 11 فبراير/شباط الماضي، أمام مجلس مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، احتجاجاً على انتشار مركبات "التوكتوك" داخل المدينة، والمطالبة بتفعيل قرار توحيد اللون مع تاكسي طنطا، الأمر الذي دفع القيادات الأمنية بالمحافظة للتدخل لإنهاء الوقفة اﻻحتجاجية، وفقاً للبرنامج.