تتواصل محاكمة المواطن الكندي جوشوا بويل (35 عاماً) في أوتاوا بـ 19 تهمة وجهت إليه، منها إساءة المعاملة والضرب والاعتداء الجنسي والحبس القسري لزوجته الأميركية كاتلين كولمان. وعادت أخبار الزوجين لتتصدر عناوين الصحف مجدداً، بعدما شغلت قصتهما الرأي العام في 2012، حين وقعا في أسر مجموعة من حركة "طالبان" أثناء قيامهما برحلة إلى أفغانستان.
وتستكمل محاكمة جوشوا بويل هذا الأسبوع، بعدما قبض عليه في ديسمبر/ كانون الأول 2017، وأنكر جميع التهم الموجهة إليه، فأُطلق سراحه من السجن في يونيو/ حزيران 2018 بشروط صارمة، وأفرج عنه بكفالة تشمل العيش مع والديه في أونتاريو، ووضع سوار في كاحله لتتبع حركته عبر GPS.
يشار إلى أن الزوجين بقيا في الأسر خمس سنوات، أنجبا خلالها ثلاثة أطفال، وتمكنت القوات الباكستانية من إنقاذهم في أغسطس/ آب 2017. وبعد عودتهما ادعت الزوجة كاتلين (33 عاماً) أنها تعرضت لعنف زوجها الجسدي والمعنوي قبل زواجهما وخلال فترة الاحتجاز في أفغانستان، وبعد فك أسرهم وعودتهم إلى كندا.
وكسرت كولمان صمتها مع استمرار زوجها بتعنيفها، وهي التي كانت تظن أن سوء معاملته لها اشتد بسبب صعوبة سنوات الاحتجاز في أفغانستان. وشهدت كولمان أمام المحكمة أمس الجمعة، أن بويل كان يسيطر عليها أثناء أسرهم. وقالت لصحيفة "الغارديان" إن سلوكه "كان يشبه سلوك الخاطفين".
وتابعت: "لم أكن أعارضه أبدًا حتى في أبسط الأمور، وفي الماضي، أوضح لي أنه لا يشعر بأي ذنب حين يؤذيني". وشرحت للمحكمة أنه كان يضربها إذا رفضت ممارسة الجنس معه، وبأنه يحتفظ بالحبال في حقيبة له، وكان يقيد رجليها ويديها ويربطها إلى السرير ويعتدي عليها.
— Canoe (@Canoe) ٢٧ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
يوم 25 مارس/ آذار الجاري، أخذت المحكمة شهادة الضابط في الشرطة الكندية، شين هندرسون، الذي تلقى ليل 30 ديسبمر/ كانون الأول 2017 اتصالاً عبر خدمة اتصالات الطوارئ من المتهم جوشوا بويل، وكان يستنجد لإنقاذ زوجته كاتلين كولمان، مدعياً أنها غادرت المنزل بعدما حبست نفسها في الغرفة وأخبرته بأنها أخذت دواءً منوماً بنيّة الانتحار.
وقال للضابط أيضاً بأنها تعاني من اضطراب في الشخصية، اضطراب ما بعد الصدمة، و"عدم الاستقرار العقلي الشديد" وغيرها من الأمور. وعند حضور الضابط نفسه إلى المكان قال الزوج بأن زوجته لا تقوم بواجباتها كما يجب.
شهادة الزوجة كاتلين كولمان
قالت الزوجة الأميركية كاتلين كولمان (33 عاماً) في شهادتها أمام المحكمة، في جلسة سابقة يوم الأربعاء 27 مارس الجاري، بأن زوجها عاملها بالسوء خلال وقوعهما بالأسر في أفغانستان، وكان يرغمها على البقاء في غرفة أرضها ترابية، وهي عبارة عن مكان للغسل ومرحاض في الوقت نفسه. وقالت إنه بحلول ربيع 2017، بدأ زوجها باحتجازها ومنعها عن أطفالها والإساءة لها بدنياً ونفسياً. كان لديهما ثلاثة أطفال صغار، وتابعت: "سمح لهم جوش (جوشوا) في بعض الأحيان بزيارتي أو كان بإمكاني الخروج لزيارتهم، ولكن في الغالب كانت الزيارات تنتهي بسرعة"، بحسب قولها. وأضافت: "كانت حجته أنني لا أعرف كيف أتحدث مع الأطفال، وأنني أسوأ أم على الإطلاق".
— Saleem Mehsud (@SaleemMehsud) ١٢ أكتوبر ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتابعت أمام المحكمة: "كانت تلك أحلك فترة في حياتي كلها". وحين أطلق سراحهم على يد القوات الباكستانية في أغسطس/ آب 2017، قالت كاتلين: "اعتقدت أن جوش سيتوقف عن الاعتداء علي، وبأن الأمور ستسير نحو الأفضل".
وأوضحت أنها عانت من "عنف جسدي" من خاطفيها في أفغانستان، وكذلك من زوجها بويل، على الرغم من أن الخاطفين كانوا يفصلون بين الزوجين على فترات، وكانت تراه في أوقات قليلة.
— Naila Inayat नायला इनायत (@nailainayat) ١٤ أكتوبر ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقالت للمحكمة أنه في غضون أسابيع من عودتهم من الأسر إلى كندا، كانوا يقيمون في فندق أمباسي في أوتاوا، وبدأت دورة العنف المألوفة القديمة مرة أخرى، من الإساءة اللفظية والبدنية، مشيرة إلى أن العنف تضمن اللكمات والصفع والدفع ومحاولة الخنق وحتى العض، وإجبارها على تناول الأدوية المنوّمة.
علاقة مضطربة
تعرف جوشوا بويل إلى كاتلين كولمان عبر الإنترنت وكانا بعمر المراهقة، واستمرت علاقتهما عن بعد هو في كندا وهي في ولاية بنسلفانيا الأميركية دون أن يلتقيا وجهاً لوجه. وكانت تلك السنوات عبارة عن معارك ووفاق وتقلبات، وخلالها أخبر جوشوا كاتلين عن أكثر من علاقة عاطفية يقيمها مع فتيات كانت تنتهي دوماً بالفشل، ليحدثها بعد كل انفصال عن يأسه ورغبته بالموت. وكان الأمر يؤثر على كاتلين التي بدأت بإيذاء نفسها، وخصوصاً أنه مرات يؤكد لها أنه يحبها وبعدها يقلل من شأنها وأهميتها بالنسبة له، وذلك بحسب صحيفة "ناشيونال بوست".
— Shama Junejo (@ShamaJunejo) ١٤ أكتوبر ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
عام 2008 أخبرها أنه ينوي الزواج بالجهادية زينب خضر، وهي من مواليد 1979، والابنة البكر لأحمد الخضر المهاجر المصري الكندي، ويشار إليه بأنه إرهابي وعضو بارز في تنظيم "القاعدة". كانت زينب في تلك الفترة في كندا، عادت من أفغانستان مع أمها عام 2005، وتزوجت أكثر من مرة، بحسب الصحيفة ذاتها. وتابعت كاتلين بأن جوش لم يلبث أن أعاد الاتصال بها وطلبها للزواج، وقال بأن زواجه بزينب كان الهدف منه مساعدة عائلة خضر.
— BCvanguard (@BCvanguards) ٢٥ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
في نهاية المطاف، تزوجا في كوستاريكا في يوليو/ تموز 2011، وبعد ثلاثة أشهر ضللها حول الغرض من رحلة يريد أن يقوم بها برفقتها إلى آسيا الوسطى، وبالفعل ذهبا إلى قرغيزستان، وكانت كولمان حاملاً ومن هناك دخلوا أفغانستان.