اختارت عائلات جزائرية أن تصطحب الأطفال والرضع خلال المشاركة في مسيرات الحراك الشعبي، في مشاهد تحمل دلالات سياسية واضحة على مدى سلمية الحراك.
وتظهر عائلات جزائرية برفقة أطفالها الذين يلتحفون العلم والرموز الوطنية في كثير من الشوارع والساحات بعد أن نجح الجزائريون في كسر حاجز الخوف الطويل في 22 فبراير/شباط الماضي، ما يساهم في توسيع قاعدة المشاركة، وزيادة عدد المتظاهرين، كما يدفع قوات الشرطة إلى تلافي استعمال العنف، إضافة إلى التزام السلمية من جانب المتظاهرين.
وفضّل عبد الله الذي يقيم في منطقة القبة أعالي العاصمة الجزائرية، أن يصطحب رضيعه البالغ من العمر سنة ونصف السنة معه إلى "ساحة أودان" وشارع ديدوش مراد، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه يقوم باصطحاب كل أطفاله للمشاركة في الحراك منذ الجمعة الثانية، "أتيح لأطفالي المشاركة في لحظة تاريخية مهمة ستؤثر في حياتهم ومستقبلهم، كما أن المشاركة تبث الوعي السياسي مبكرا فيهم حتى يطالبوا بحقوقهم، ولا يتخاذلوا عنها مثل جيلنا".
وفي ساحة البريد المركزي، قررت كثير من العائلات السماح لأطفالها بالمشاركة في الحراك الذي بدأ يأخذ أشكالا احتفائية، وبحسب عضو حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أرزقي بن يونس، فإن "هذه المشاهد أضافت خصوصية كبيرة للحراك، وأعطته بعدا احتجاجيا واحتفائيا".
وأوضح بن يونس لـ"العربي الجديد"، أن "اصطحاب الأطفال يعني أن الحراك سلمي، وهذا خلق حالة من الطمأنينة لدى العائلات للخروج والمشاركة واصطحاب الأطفال، وأن كل العائلة الجزائرية باتت معنية بالشأن العام".