يستمر تدفق النازحين الفارّين من مناطق الصراع بين مقاتلي تنظيم "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية" في آخر معاقل التنظيم بريف دير الزور الشرقي، باتجاه مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، الذين وصل عددهم إلى نحو 38 ألف نازح وفق تقديرات إدارة المخيم.
ونقلت مصادر إعلامية محلية، أن عدد النازحين الواصلين للمخيم بلغ 25 ألفاً من مناطق الباغوز والشعفة وغيرهما، التي كانت تعتبر خطوط المعارك الرئيسة بين "داعش" و"قوات سورية الديموقراطية"، قبل تراجع التنظيم إلى منطقة محدودة جغرافياً وتعتبر المربع الأخير له حالياً في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن قافلة مساعدات إنسانية مكونة من خمس شاحنات وصلت إلى المخيم، وأن إحصائية صدرت عن إدارة المخيم أخيراً أكدت أن عدد النازحين فيه تجاوز 38 ألف نازح من بينهم عوائل من العراق. وكانت التقديرات السابقة تشير إلى وجود نحو 20 ألف نازح فيه قبل بدء المعارك ضد تنظيم "داعش" في منطقة هجين.
وبالنسبة للنازحين المقيمين في المخيم، قال حمزة أبو محمد، وهو من ريف دير الزور لـ"العربي الجديد" اليوم الجمعة: "الأمور ليست جيدة هنا في المخيم، وتقوم المنظمات الإنسانية بتقديم جزء بسيط من المساعدات في الوقت الحالي للنازحين الجدد، وتزوّدهم المنظمات التابعة للأمم المتحدة بالأغطية والخيم". وأوضح أن "المشكلة الكبرى تكمن في ما يواجهه النازحون مع وصولهم للمخيم، وطريقة إيواء الناس ريثما يخضع الشبان للتحقيق عند مقاتلي الوحدات الكردية، بحجة انتماء بعضهم لتنظيم داعش، وغالباً ما يقضون أياماً في نقاط تحقيق أو غيرها".
وأضاف أبو محمد: "الطريق ليس سهلاً مطلقاً للوصول للمخيم، فليس هناك آلية لإخلاء الأهالي الفارّين من مناطق الصراع، وإنما يدفعون أجوراً غالية للسيارات التي تقلّهم للمخيم، ومنهم من يضطر للسير مسافات طويلة جداً حتى يصل، وهناك جوانب استغلال كثيرة للنازحين سواء على الطرق أو حتى داخل المخيم".
كما أوضح الناشط محمد العبد الله من دير الزور لـ"العربي الجديد"، أن "المشكلة تكمن في سيطرة المليشيات والوحدات الكردية على المخيم والتحكم بحركة الخروج والدخول منه وإليه، فضلاً عن القضايا التي تتعلق بالسماح أو عدم السماح للنازحين بالدخول إلى المخيم ومغادرته، وهذا الأمر يقلق النازحين ويبقيهم خائفين باستمرار، والحلّ الأمثل في الوقت الحالي هو إشراف الأمم المتحدة بالكامل على مخيم الهول، وباقي المخيمات المقامة في مناطق سيطرة الوحدات الكردية".
وتابع العبد الله: "الكثير من المشاكل والصعوبات يواجهها النازحون في هذه المخيمات، التي باتت تعرف بمخيمات الموت مثل انتشار الأمراض والأوبئة فيها، بالرغم من تصريح الوحدات الكردية الدائم بأن الأمور جيدة ضمن هذه المخيمات، لكن الواقع هو العكس فوضع الأهالي فيها سيئ بكل المقاييس".
وتعرف المخيمات المنتشرة في ريف الحسكة ومناطق من الرقة بمخيمات الموت، نظراً للظروف السيئة التي يعيشها النازحون فيها تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" والمنظمات المدنية التابعة لها، وعدم إطلاق يد المنظمات العالمية للعمل فيها بحرية.