سوق خيري لتوفير العلاج لمرضى الثلاسيميا في الموصل

25 فبراير 2019
علاج الثلاسيميا مكلف (فيسبوك)
+ الخط -
شهدت مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، شمالي العراق، تجربة جديدة تمثلت في إنشاء سوق خيري، في بناية إحدى الكليات وسط المدينة، يعود ريعه لأشخاص يوفرون العلاج لمرضى الثلاسيميا.

وشهد السوق رواجاً كبيراً على مدى يومين بسبب تنوّع بضائعه، فضلاً عن رخص أثمان المواد المعروضة للبيع، وفقا لما أكده عمار صالح، وهو أحد الداعمين لتجربة إنشاء السوق.
وقال لـ"العربي الجديد": "إن جميع المبالغ المحصّلة كأرباح من بيع بضائع السوق تذهب لعلاج مرضى الثلاسيميا في الموصل"، موضحا أن المدينة فقدت عدداً غير قليل من أبنائها المصابين بهذا المرض، نتيجة عدم وفر الأدوية.

وأضاف أن "ما يميّز السوق هو رخص أثمان المعروض فيه، بالمقارنة مع الأسواق الأخرى"، مبينا "أن الموصليين يقصدون هذا السوق لسببين: أولهما المساهمة ولو بشكل بسيط في دعم المرضى، فضلاً عن توفر البضائع بأثمان منخفضة".

واعتبر مدير السوق الخيري في الموصل، أحمد هشام، أن "هذه التجربة تمثل عملاً إنسانياً قام بها أهالي الموصل من أجل زرع الثقة والاحترام والعمل الخيري لدى الشباب الموصلي"، موضحا، خلال مقابلة مع تلفزيون محلي، أن هذا العمل سيؤدي بالنتيجة إلى تنمية القدرات الإنسانية.






كما أكد صلاح الحمداني، وهو مسؤول محلي في الموصل، أن "السوق الخيري الذي افتتح مؤخرا بمساهمة من بعض سكان المدينة يمثل عملاً كبيراً في هذه المرحلة المهمة التي تلي التخلص من تنظيم "داعش" الإرهابي، موضحا لـ"العربي الجديد" أن الجهود الذاتية التي شهدها السوق جاءت في وقت تخلّت فيه مؤسسات الدولة العراقية عن واجبها في دعم المصابين بأمراض خطيرة، ومنها الثلاسيميا.



وعبّر عن أمله في أن يجد السوق الدعم المطلوب من قبل مؤسسات المجتمع المدني والأشخاص الميسورين مادياً في الموصل، مؤكدا أن الحياة بدأت تعود إلى الموصل شيئاً فشيئاً بعد أن سرقها تنظيم "داعش" لأكثر من ثلاث سنوات.

من جهته، أوضح علاء الحيالي، وهو أحد الأطباء العاملين في دائرة صحة الموصل، أن كثيرا من المرضى يتوفون شهريا بسبب نقص الأدوية. مشيراً، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى عدم وجود مراكز كافية لعلاج المصابين بالأمراض الخطيرة.

وبيّن أن عدداً كبيراً من المرضى يضطرون للسفر إلى إقليم كردستان من أجل تلقي العلاج هناك، مؤكدا وجود نقص واضح في الأدوية التي لا تتوفر إلا في السوق السوداء بأسعار باهظة.
المساهمون