عاد إلى الواجهة مؤخراً تطبيق "أبشر" الذي أوجدته وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، وذلك بعدما وجّه أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين رون وايد، رسالة إلى رؤساء مجلس إدارة آبل وغوغل لسحب التطبيق وإلغائه من متجر التطبيقات.
جاءت رسالة وايد بناءً على تحقيق صحافي أعدته "بيزنيس إنسايدر"، حول تقييد حرية الحركة والتنقل لدى النساء في المملكة وإمكانية تعقبهن من الرجال "الوصايا عليهن"، بحسب نظام الوصاية الذي لا يزال قائماً في السعودية.
بحسب هذا النظام، يتم التعامل مع النساء في السعودية على أنهن قاصرات، مهما كان عمرهن. هن بحاجة إلى وصيّ ذكر إذا أردن السفر، أو الخروج، أو الذهاب إلى المستشفى أو حتى تجديد الأوراق الثبوتية. إنه نظام عبودية بوجه حداثي، ويتم الترويج له تحت عباءة الدين.
في التطبيق الذي تم تحميله أكثر من أربعة ملايين مرة، يمكن للرجال أن يضعوا معلومات عن النساء (الزوجات أو البنات أو الأخوات) مثل رقم وثيقة السفر أو بطاقة الهوية، وأن يتعقبوا ويقيدوا النساء وحركتهن، ولا سيما إذا أردن السفر. يمكن للرجال أن يحددوا عدد المرات التي يمكن للنساء السفر فيها، وتاريخ ومدة كل رحلة سفر. وهكذا، يتحكم الرجال بمصائر وقرارات النساء في السعودية ويقيدون حريتهن، وذلك بتآمر مع المنظومة الأمنية والإجرائية حيث توظف كلها في خدمة قمع النساء وتقييدهن وقهرهن. ترتبط شبكة المعلومات هذه مع الجهات الأمنية على الحدود والمطارات، ويكفي أن تصل رسالة نصّية للرجال بأن النساء (بحسب رقم الوثيقة) يردن السفر، ليتم "الانقضاض" عليهن.
التطبيق موجود في السعودية منذ زمن. وهو بظاهره بريء، إذ يمكّن المواطنين والمواطنات من دفع الفواتير وتجديد الأوراق وخلافه. لكنه عاد إلى الواجهة مؤخراً، بعد استطاعة بعض النساء والشابّات الشجاعات مثل رهف القنون وشهد المحيميد وغيرهما، الهرب من ظلم وعنف أسرهن ومن نظام التعقب الإلكتروني. وقد أشارت نساء إلى أن محاولة الهرب في ظل وجود تعقب للبصمة الإلكترونية تصبح أصعب بكثير. وتشير التقارير إلى أن أكثر من ألف امرأة في السعودية يحاولن الهرب والسفر سنوياً، بسبب ظلم وتعسف الأسر والعنف الذي يقع عليهن من الأوصياء الذكور. وإذا لم تنجح محاولة هرب النساء، فإن مصيرهن يصبح مجهولاً. وتشير النساء اللواتي استطعن الهرب بأنه على الأرجح يتم قتلهن.
اقــرأ أيضاً
لا يتوانى النظام الذكوري في تطويع نفسه وأدواته، لإحكام السيطرة على النساء وعلى مصائرهن. قد تكون السعودية من أفدح نماذج هذا النظام الذكوري المتسلط؛ وطوبى لمن استطاعت التفوق عليه، أمل الاحتفال بالقضاء عليه بشكل كلّي كرمى لجميع النساء.
*ناشطة نسوية
جاءت رسالة وايد بناءً على تحقيق صحافي أعدته "بيزنيس إنسايدر"، حول تقييد حرية الحركة والتنقل لدى النساء في المملكة وإمكانية تعقبهن من الرجال "الوصايا عليهن"، بحسب نظام الوصاية الذي لا يزال قائماً في السعودية.
بحسب هذا النظام، يتم التعامل مع النساء في السعودية على أنهن قاصرات، مهما كان عمرهن. هن بحاجة إلى وصيّ ذكر إذا أردن السفر، أو الخروج، أو الذهاب إلى المستشفى أو حتى تجديد الأوراق الثبوتية. إنه نظام عبودية بوجه حداثي، ويتم الترويج له تحت عباءة الدين.
في التطبيق الذي تم تحميله أكثر من أربعة ملايين مرة، يمكن للرجال أن يضعوا معلومات عن النساء (الزوجات أو البنات أو الأخوات) مثل رقم وثيقة السفر أو بطاقة الهوية، وأن يتعقبوا ويقيدوا النساء وحركتهن، ولا سيما إذا أردن السفر. يمكن للرجال أن يحددوا عدد المرات التي يمكن للنساء السفر فيها، وتاريخ ومدة كل رحلة سفر. وهكذا، يتحكم الرجال بمصائر وقرارات النساء في السعودية ويقيدون حريتهن، وذلك بتآمر مع المنظومة الأمنية والإجرائية حيث توظف كلها في خدمة قمع النساء وتقييدهن وقهرهن. ترتبط شبكة المعلومات هذه مع الجهات الأمنية على الحدود والمطارات، ويكفي أن تصل رسالة نصّية للرجال بأن النساء (بحسب رقم الوثيقة) يردن السفر، ليتم "الانقضاض" عليهن.
التطبيق موجود في السعودية منذ زمن. وهو بظاهره بريء، إذ يمكّن المواطنين والمواطنات من دفع الفواتير وتجديد الأوراق وخلافه. لكنه عاد إلى الواجهة مؤخراً، بعد استطاعة بعض النساء والشابّات الشجاعات مثل رهف القنون وشهد المحيميد وغيرهما، الهرب من ظلم وعنف أسرهن ومن نظام التعقب الإلكتروني. وقد أشارت نساء إلى أن محاولة الهرب في ظل وجود تعقب للبصمة الإلكترونية تصبح أصعب بكثير. وتشير التقارير إلى أن أكثر من ألف امرأة في السعودية يحاولن الهرب والسفر سنوياً، بسبب ظلم وتعسف الأسر والعنف الذي يقع عليهن من الأوصياء الذكور. وإذا لم تنجح محاولة هرب النساء، فإن مصيرهن يصبح مجهولاً. وتشير النساء اللواتي استطعن الهرب بأنه على الأرجح يتم قتلهن.
لا يتوانى النظام الذكوري في تطويع نفسه وأدواته، لإحكام السيطرة على النساء وعلى مصائرهن. قد تكون السعودية من أفدح نماذج هذا النظام الذكوري المتسلط؛ وطوبى لمن استطاعت التفوق عليه، أمل الاحتفال بالقضاء عليه بشكل كلّي كرمى لجميع النساء.
*ناشطة نسوية