جاء ذلك في حديث أجرته "الأناضول" مع راديكا كوماراسوامي، أحد أفراد البعثة، على هامش مؤتمر عقد في مدينة نيويورك الأميركية على مدى ثلاثة أيام واختتم أعماله يوم الأحد الماضي تحت عنوان "الحماية والمسؤولية في ميانمار".
وأفادت كوماراسوامي أن "المعطيات التي حصلت عليها البعثة أثناء التحقيق، تبين ارتكاب عناصر من جيش ميانمار فظائع بحق أطفال الروهينغا".
وأضافت أن "بعض الأطفال فصلهم الجيش عن أسرهم، فيما رمي بعضهم الآخر في النار وهم أحياء. هذا أمر مخيف".
وذكرت المسؤولة الأممية أن المؤتمر دعا إلى مقاطعة ميانمار بسبب عمليات "التطهير العرقي"، المرتكبة من قبل الجيش والمليشيات الطائفية البوذية بحق الأقلية المسلمة.
وعبرت عن "القلق" إزاء عودة التحركات العسكرية مجدداً، مشيرة إلى "ارتفاع عدد المدنيين الهاربين من ميانمار، بما يتراوح بين 250 و300 ألف من مسلمي إقليم الراخين".
وسلطت كوماراسوامي الضوء على المصاعب والتحديات التي تواجه مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، واعتبرت أهمها "غياب التعليم".
وذكرت أن "الشباب لا يجدون أعمالاً، لأنهم لا يستطيعون التحرك خارج مدينة كوكس بازار، ولا يفعلون شيئاً سوى الجلوس طوال اليوم، هم في وضع مؤلم".
وأكدت أنه "لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر"، وتساءلت "ما المستقبل الذي ينتظر هؤلاء؟ سيتوجهون إلى التطرف بشكل طبيعي، عندها سنشتكي". وطالبت المجتمع الدولي بـ "التنبه إلى هذا الأمر".
وأضافت: "مسلمو الراخين في ميانمار يتعرضون بشكل حقيقي للعنصرية. لون بشرتهم ودينهم مختلفان".
تجدر الإشارة إلى أن البعثة الأممية المعنية في ميانمار قدمت في سبتمبر/ أيلول 2018 تقريراً مؤلفاً من 444 صفحة إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
ودعا التقرير إلى التحقيق مع جنرالات جيش ميانمار بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب.
ومنذ أغسطس/ آب 2017، أسفرت جرائم تستهدف الروهينغا المسلمين في إقليم أراكان، من قبل جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل الآلاف منهم، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى الجارة بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار الروهينغا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، وتصنفهم الأمم المتحدة على أنهم "الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم".