يوم رياضي في قطر

12 فبراير 2019
من اليوم الرياضي العام الماضي (العربي الجديد)
+ الخط -


تحتفل قطر، اليوم، باليوم الرياضي الذي يعدّ عطلة رسمية. ويتوافد آلاف المواطنين والمقيمين منذ ساعات الصباح الأولى إلى كورنيش الدوحة، والحي الثقافي "كتارا" والقرية الرياضية "اسباير"، إضافة إلى مقارّ الأندية والحدائق للاحتفال.

ويدخل الاحتفال باليوم الرياضي هذا العام، الذي أصبح تقليداً سنوياً، عامه الثامن، وتتحوّل العاصمة الدوحة والمدن القطرية الأخرى إلى ملعب مفتوح، يمارس فيه المواطنون والمقيمون من مختلف الأعمار الرياضة بكافة أنواعها.

وصدر قرار أميري عام 2011، حدّد الثلاثاء الثاني من شهر فبراير/ شباط من كل عام يوماً رياضيّاً للدولة، ويُعتبر اليوم إجازة رسمية بهدف التشجيع والترويج لأسلوب حياة صحّي. وتسعى قطر في اليوم الرياضي إلى توسيع قاعدة المشاركة الفعّالة في الرياضة والنشاط البدني، وإتاحة الفرصة أمام أفراد المجتمع لممارسة الأنشطة المختلفة، إضافة إلى نشر ثقافة ممارسة الرياضة والنشاط البدني.

وتعزّز الاحتفالات باليوم الرياضي من أهداف الرؤية الوطنية لـ "قطر 2030"، إضافة إلى حرص الدولة والتزامها بتطبيق "البرنامج الأولمبي المدرسي"، الذي يشجّع التلاميذ على ممارسة الرياضة لتكون جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. ويُشارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في فعاليات اليوم الرياضي، إضافة إلى رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمسؤولين كافة.

وتحرص وزارة الثقافة والرياضة القطرية، على تشجيع الاتحادات واللجان الرياضية التابعة لها، لفتح أبوابها والمشاركة في اليوم الرياضي للدولة، والمساهمة في نشر الوعي العام بالحركة الأولمبية، تناغماً مع الشعار الأولمبي "الرياضة للجميع".

وشهد اليوم الرياضي العام الماضي إقبالاً كبيراً من المواطنين، على الرغم من هطول الأمطار. وخرج الناس إلى الساحات العامّة، وشملت فعاليات اليوم الرياضي أنشطة عديدة، منها ركوب الدراجات، والسباحة، وكرة القدم، وكرة السلة، وكرة المضرب، والتايكواندو، وعروض الدفاع عن النفس، والكرة الطائرة الشاطئية، ومسابقات رياضية مائية، وأنشطة وفعاليات في الصالات المغلقة للأندية والاتحادات. وفي منطقتي أسباير والحي الثقافي (كتارا)، أقيمت 151 فعالية متنوعة لأكثر من 135 جهة من مؤسسات وشركات حكومية وخاصّة، ونواد رياضية ومراكز شبابية ومدارس وغيرها، لضمان مشاركة أكبر عدد من زوّار ومرتادي تلك الأماكن. واعتاد المسؤولون القطريون الحضور في هذا اليوم، والمشاركة مع الناس في الفعاليات والمنافسات التي تشهدها البلاد.



صدى دولي

ولقيت التجربة القطرية بتخصيص يوم رياضي للدولة، صدىً دوليّاً. وأقرت الأمم المتحدة يوماً عالميّاً للرياضة في السادس من إبريل/ نيسان من كل عام، بدءاً من عام 2015. كما خصص الاتحاد الأوروبي يوماً رياضياً، بدءاً من عام 2015. وحصلت قطر في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 2010، على شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022، خلال تصويت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ما اعتبر أول إنجاز عربي من نوعه. كما فازت قطر في الأول من فبراير/ شباط الجاري، ببطولة كأس أمم آسيا للمرة الأولى في تاريخها.

ويشكل التشجيع والترويج لأسلوب حياة صحّي في قطر تحديّاً كبيراً أمام السلطات، في بلد ترتفع فيه نسب الإصابة بمرض السكّري والبدانة والسرطان بشكل مقلق. ووفقاً لدراسة أجرتها الجمعية القطرية للسكّري عام 2012، بلغت نسبة الإصابة بالسكّري في قطر 16.7 في المائة، فيما بلغت نسبة الأطفال المصابين بالمرض 23 لكل 100 ألف طفل. وحذر الاتحاد الدولي لمرض السكّري، من أن ربع القطريين معرّضون للإصابة بمرض السكّري بحلول عام 2030.

وكان استطلاع للرأي أجرته وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية العام ما قبل الماضي، قد أظهر أن 71 في المائة من سكان قطر يمارسون أنشطة رياضية. وشارك في الاستطلاع 1749 شخصاً بينهم 620 قطريّاً بنسبة 35 في المائة و1129 مقيماً بنسبة 65 في المائة.



وقال نحو 71 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم يمارسون شكلاً من أشكال الرياضة، في مقابل 29 في المائة قالوا إنهم لا يمارسونها. وعزا 43 في المائة ممن لا يمارسون الرياضة من القطريين إلى غياب أوقات الفراغ، فيما أجاب 18 في المائة بأنهم لا يمارسونها لعدم وجود مرافق رياضية قريبة من مساكنهم.

وبحسب مسؤولين قطريين، فإن نتائج إطلاق اليوم الرياضي بدأت تظهر بوضوح في المجتمع. وثبتت المؤسسات يوماً في الأسبوع لممارسة الرياضة. وبدأت بعض المؤسسات تبني مراكز تدريب خاصّة بها، فضلاً عن بعض الوزارات التي بدأت تخصص غرفاً للتدريب على غرار تلك الموجودة في الأندية الرياضية.

ابتكار

وكان رئيس لجنة اليوم الرياضي للدولة، ورئيس الاتحاد القطري للرياضة للجميع، عبد الرحمن الدوسري، قد أعلن أهمّ الفعاليات الرياضية التي تقدمها وزارة الثقافة والرياضة والاتحاد القطري للرياضة للجميع، خلال اليوم الرياضي للدولة المقرّر اليوم. وقال الدوسري إن الفعاليات ستكون مبتكرة هذا العام، ومنها سباق المرح أو سباق البالونات في حديقة البدع، الذي سيتيح المجال لكافة أفراد المجتمع للمشاركة فيه. وسينطلق المهرجان الساعة الثامنة والنصف صباحاً في حديقة البدع. أضاف أنه ستكون هناك فعاليات مميزة في أسباير، وهي منشأة رياضية مجهزة بكافة الإمكانيات المتاحة للنشاطات الرياضية، وكذلك في كتارا والكورنيش.

يستمتعون بيومهم (العربي الجديد) 


كما أن كل الأندية القطرية ستكون ساحات مخصصة للعديد من الفعاليات الرياضية، وكذلك الحدائق العامّة الموجودة ستكون مهيأة لاستقبال الأحداث الرياضية في اليوم الرياضي.
وأشار الدوسري إلى وجود مؤشرات خطيرة لعدم الاهتمام بممارسة الرياضة، ما يؤثر على الصحّة، إذ إن دائرة الخطورة لإصابة الأطفال بالسكّري تجاوزت 25 في المائة وهي نسبة كبيرة جداً. وبلغ عدد الأطفال المصابين بالسكّري 17 في المائة. كما أن نسبة السمنة عالية جداً، وهي بوابة لأمراض كثيرة ومتعددة. لذلك، أصبحت الرياضة مطلباً أساسياً في ظل تطور وتغير نمط وأسلوب حياتنا اليومي.

كما أعلن تطبيقاً إلكترونياً جديداً للاتحاد القطري للرياضة للجميع. وقال: "هذا التطبيق في تطور مستمر، ونسعى لأن يكون المنصة الإلكترونية الأولى لا فقط في قطر، بل على مستوى المنطقة، حتى يتمكن شباب قطر من التعرف إلى أماكن الرياضة المتاحة، وحجز تذاكر لممارسة رياضتهم المفضلة".

وأكد الدوسري أنّ هناك خطة طموحة في التطبيق. "نتابع حالتك الصحّية ويكون هناك تنسيق بيننا وبين مركز الرعاية الأولية للصحّة وبين مستشفى سبيتار. ونقدم لك كل 6 أشهر تقريراً صحّياً رياضياً عن حالتك إذا كنت مسجلاً في هذا التطبيق، ونقدّم لك النشاطات المناسبة لعمرك وصحّتك. كما أن هناك جوائز قيّمة لمستخدمي هذا التطبيق".

وتستخدم في اليوم الرياضي مختلف منشآت الدولة الرياضية، من أندية وملاعب وحدائق أولمبية، إضافة إلى المنشآت العامّة مثل الكورنيش، والحدائق العامّة، في مشهد يُشبه تماماً "الكرنفال الرياضي".

وفي نسخة هذا العام من اليوم الرياضي في قطر، تُنظّم خمس جهات فعاليات مشتركة، هي: جامعة قطر، وقوة الأمن الداخلي (لخويا)، وكلية المجتمع، والمؤسسة العامّة للحي الثقافي (كتارا)، ووزارة البلدية والبيئة.

كثير من الحماس (العربي الجديد) 


الواجهة البحرية

وتنظّم مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) فعاليات؛ تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة العاشرة مساءً، على الواجهة البحرية. كما ستكون الفعاليات الرياضية متنوعة لتناسب أعمار مختلف أفراد الأسرة القطرية والمقيمين في الدولة.

وتشارك أكثر من 50 جهة رسمية تمثل الوزارات والهيئات الرسمية والاتحادات الرياضية، إضافة إلى المؤسسات والشركات الخاصة. وتذكر كتارا أن عدد الفعاليات الرياضية التي يحتضنها الحيّ الثقافي في اليوم الرياضي، يصل إلى 70 فعالية متنوعة، تشمل مختلف ألوان الرياضة والنشاط الحركي، وتتميز بالتنوع وتلبّي رغبات وميول مختلف فئات المجتمع وأفراد العائلة، وذلك بمشاركة العديد من الاتحادات الرياضية القطرية، ليتاح للجميع ممارسة ألعابهم المفضلة بمناخ استثنائي ومثالي.

كما تُقدم "أسباير زون" هذا العام فعاليات متميزة، تحت إشراف مدربات ومدربين متخصصين، إضافة إلى تقديم رياضات الشرق والغرب معاً، في حين ستتولى الأكاديمية تعريف الزائرين بنشاطاتها المختلفة التي تقدّمها على مدار العام، إلى جانب إبراز فائدة الرياضة للإنسان.
وتنظّم فعاليات متنوّعة في "أسباير"، خصوصاً الأمهات والفتيات داخل الصالة المغطاة، وذلك لتعلّم عدد من الرياضات تحت إشراف مدربات ومتخصصات في عدد من الألعاب، منها الجمباز وكرة السلة. ومن المقرر أن تشهد فعاليات اليوم الرياضي في مؤسسة "أسباير زون" مشاركة ما يزيد عن 37 جهة من مختلف جهات الدولة العامة والخاصة، لمختلف مؤسسات الدولة الاجتماعية، كمؤسسة قطر للعمل الاجتماعي وعائلتها من المراكز التابعة لها، وكذلك مركز قطر للسمع والنطق، والجمعية القطرية للتوحد. كما تقام صباحاً فعالية رياضة المشي "الاسكندنافي"، تحت إشراف مدربين، وهي فعالية تشمل الرجال والسيدات ما فوق الـ 18 عاماً.