قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة، إنها طلبت من قوات "سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، تخصيص موقع على الطريق إلى مخيم الهول يمكن فيه تقديم مساعدات للمدنيين، الذين يفرّون إلى المخيم في أجواء شديدة البرودة هرباً من المعارك.
وأوضح المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين أندريه ماهيسيتش، أن "توفير ممر آمن للمدنيين أمر بالغ الأهمية، ويجب ضمانه لتقديم مساعدات ضئيلة، هذا إن قدمت، على الطريق لأولئك الذين يكابدون الجوع والبرد، وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال".
وقالت منظمة الصحّة العالمية أمس الخميس، إن هناك تقارير عن وفاة ما لا يقل عن 29 من الأطفال وحديثي الولادة في "مخيم الهول"، المكتظ بالنازحين شمال شرق سورية خلال الأسابيع الثمانية الماضية، أغلبهم نتيجة الانخفاض الحادّ في درجة حرارة الجسم والتعرض للبرودة.
ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى الدخول لمخيم الهول دون عوائق، وقالت إن الوضع أصبح "خطيراً" بالنسبة لـ33 ألف شخص يعيشون في برد قارس، دون خيام أو أغطية أو تدفئة.
وأضافت أن كثيرين ساروا لأيام بعد فرارهم من القتال في دير الزور. "كثيرون ممن وصلوا حديثاً يعانون من سوء التغذية والإرهاق، بعد سنوات عاشوها في ظروف بائسة تحت حكم تنظيم داعش. العراقيل البيروقراطية والقيود الأمنية تحول دون وصول المساعدات الإنسانية للمخيم والطرق المحيطة".
ومخيم الهول هو واحد من ثلاثة مخيمات أعيد افتتاحها على الحدود السورية العراقية، وأنشئ المخيم إبان حرب الخليج عام 1991 جنوبي بلدة الهول، ووفّر مكاناً آمناً لأكثر من 15 ألفاً من اللاجئين العراقيين والفلسطينيين، الذين أجبرتهم القوات الأميركية على مغادرة الكويت آنذاك.
وقال النازح منصور الجراد من ريف دير الزور، والمقيم في المخيم منذ عام تقريباً، لـ"العربي الجديد"، إن "المخيم عبارة عن سجن كبير، فالقوات التابعة للوحدات الكردية تطوّقه من كل جانب، وغالباً ما يتم بث شائعات تشير إلى أن الخدمات تقدم للنازحين على أكمل وجه. في حين أن المنظمات موجودة بالاسم فقط في المخيم، وهي لا تقدم ما يحتاج إليه النازحون فعلياً، وخاصة في هذه الأوضاع المناخية، إذ نحتاج إلى أغطية وعوازل للخيم".
أما الناشط محمد العبد الله، من مدينة البوكمال جنوب شرقي دير الزور، فقال لـ"العربي الجديد": "أتواصل باستمرار مع أقرباء لي في مخيم الهول، وهم يؤكدون أن الأوضاع صعبة، وخاصة مع اشتداد الريح الباردة التي تضرب الخيام، أما الخدمات فهي سيئة، والاستغلال المادّي يطاول كافة العوائل النازحة في المخيم الذي يعدّ الأفضل من بين سلسلة مخيمات للنازحين، توجد بريف الحسكة تعرف بمخيمات الموت".
(العربي الجديد)