عشرة آلاف مصلّ أدوا صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي

06 ديسمبر 2019
ردّ على ممارسات الاحتلال في حقه (Getty)
+ الخط -

أدّى عشرة آلاف مصلٍ، اليوم الجمعة، صلاة الفجر، في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، استجابة إلى دعوات عائلات مدينة الخليل للصلاة فيه وإعماره، والرباط فيه حفاظاً عليه في وجه ممارسات الاحتلال بحقه من إجراءات أمنية مشددة واقتحامات للمستوطنين له طيلة العام.

وقال مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة لـ"العربي الجديد": "إنّ 10 آلاف مصلٍ أمّوا الحرم الإبراهيمي الشريف بصلاة فجر اليوم، من محافظة الخليل ومن المحافظات الأخرى، دعما للحرم الإبراهيمي رغم الأجواء الباردة، حيث لم يتبق اليوم، مكان في داخل الحرم الإبراهيمي إلا وامتلأ بالمصلين، وأديت الصلاة في أروقته وساحاته كذلك".

وأكد أبو سنينة أن ذلك يثبت أهمية الحرم الإبراهيمي كونه مكاناً أثريا تاريخيا ومقدسا لدى المسلمين، وسيبقى عامرا بأهله مرابطين ومدافعين عنه مهما كانت قسوة المحتل.

ومنذ نحو شهرين، تتزايد أعداد المصلين بعد الدعوات التي وجهتها عائلات الخليل لإعمار الحرم لأداء صلاة فجر الجمعة في الحرم، إلى جانب تنفيذ أنشطة وفعاليات لتفعيل هذه الفكرة، في ظل ما يشهده الحرم الإبراهيمي من إجراءات أمنية مشددة ومن اقتحامات للمستوطنين على مدار العام، وإغلاقه في أوقات محددة في وجه المصلين المسلمين وفتحه أمام المستوطنين.

وتعمل إدارة الحرم الإبراهيمي على إجراء ترتيبات لتنظيم واستقبال وفود المصلين، وتهيئة الحرم بالإنارة ونظافة حدائقه ومرافقه لاستيعاب كل هذه الأعداد، وتوفير طواقم طبية بالتعاون مع مؤسسات عدة في مدينة الخليل، إضافة إلى أن الأهالي كذلك يقدمون وجبات مختلفة للمصلين دعما وتشجيعا لهم، وتقدم تكية سيدنا إبراهيم الشوربة الشعبية المتوارثة لأجل ذلك.

وفي هذه الأيام لا تتعدى أعداد من يؤدون الصلوات العادية أرقام صلاة فجر الجمعة، فصلاة الجمعة مثلا هذه الأيام لا تتعدى أكثر من 1200 مصل، وقبل مجزرة الحرم الإبراهيمي كانت الأعداد تصل إلى نحو 5 آلاف مصل في صلاة الجمعة، أما بقية الصلوات فإن الأعداد لا تتعدى المئات، باستثناء شهر رمضان، إذ كانت الأعداد كبيرة قبل مجزرة الحرم الإبراهيمي.

وبعد أن وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 واستشهد فيها عشرات المصلين، بعدما قتلهم مستوطن وهم يؤدون صلاة الفجر، سعت سلطات الاحتلال إلى تقسيم الحرم، وفرض السيطرة عليه، ولا يسمح لأحد بدخوله إلا بعد مروره عبر حواجز أقامتها على مداخله.

وتغلق سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي كل عام 10 أيام بشكل كامل ولا تسمح لأحد بدخوله وتطرد موظفيه وسدنته، وتفتح المجال أمام اقتحامات المستوطنين، بحجة احتفالهم بما يسمى الأعياد اليهودية، لكنها ومنذ مطلع هذا العام أغلقته بشكل كامل 12 يوماً لغاية الآن أمام المصلين، وجرى اقتحام الحرم من قبل آلاف المستوطنين، وسط اعتداءات على أهالي البلدة القديمة من الخليل وبحماية قوات الاحتلال.

دلالات