وأدى الإضراب عن الطعام الذي ينفذه معتصمون في مقر محافظة تطاوين جنوب تونس إلى تدهور الحالة الصحية للمحتجين وتسجيل حالات إغماء في صفوفهم، نتيجة الهبوط الحاد في الدورة الدموية ومستويات السكر في الدم، وفق ما أكده المدير الجهوي للصحة بتطاوين الدكتور إبراهيم غرغار.
وقال غرغار لـ"العربي الجديد"، إنّ المضربين عن الطعام في اعتصام الكامور نقلوا على جناح السرعة إلى الوحدات الصحية بالجهة بعد تسجيل إغماءات في صفوف بعضهم ما تطلب تدخلا طبيا عاجلا بوضعهم تحت المراقبة الطبية، وإحالة الناطق الرسمي باسم المعتصمين طارق الحداد إلى قسم الإنعاش بسبب مضاعفات في الكلية، وفق تأكيده.
وأضاف المسؤول الصحي، أنّ عددا من المضربين رفضوا فكّ الإضراب عن الطعام والخضوع للعلاج، ما تطلب مجهودا لإقناعهم بتناول العلاجات الأساسية على غرار "الغلوكوز" لضمان استقرار وضعهم وتجنب الإغماءات الناتجة عن هبوط معدل السكر في الدم والضغط، مؤكدا قرار السلطات الصحية وضع سيارة إسعاف ومرافق طبي للتدخل في الأوقات اللازمة.
وللأسبوع الثاني على التوالي ينفذ شباب من محافظة تطاوين جنوب غربي تونس، اعتصاماً في مقر المحافظة، احتجاجاً على تأخر السلطات المحلية في تنفيذ اتفاقات حول التشغيل، أعقبت احتجاج الكامور في عام 2017.
ورغم محاولات السلطات المركزية والجهوية، تهدئة الأوضاع داخل المحافظة، وفتح قنوات حوار مع المحتجين، إلا أنّ الشباب الغاضبين لم يبدوا تجاوباً مع هذه الدعوات، بسبب تكرار تنصل السلطات من الاتفاقات المبرمة معها.
ويطالب المضربون عن الطعام بتنفيذ بنود اتفاق الكامور الذي ينصّ على فتح باب التوظيف لأبناء المنطقة في المؤسسات البترولية، وضخ اعتمادات في صندوق التنمية والاستثمار الخاص بالجهة.
غير أن تطمينات من رئاسة الجمهورية بمتابعة الأمر قد تنهي إضراب الشباب، وفق ما أكده مصدر من المحتجين، مشيرا إلى تلقي المحتجين رسالة رسمية من رئيس الدولة قيس سعيد يوم الاثنين.
وقال المعتصم عبد الله البوزيدي، إنّ المضربين عن الطعام قد يفكّون إضراب الجوع في الساعات القادمة، غير أن الاعتصام متواصل بعد رسالة تعهد تلقوها من رئيس الدولة بمتابعة مطالبهم.
وقال البوزيدي لـ"العربي الجديد"، إنّ رئاسة الجمهورية أكدت لهم في رسالة رسمية المتابعة الشخصية لرئيس الجمهورية لتحركهم ولاتفاق الكامور، وجاءت الرسالة ردّا على أخرى كانوا قد توجهوا بها نهاية الأسبوع الماضي إلى رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن هناك بوادر أمل في حلحلة الوضع.
وأضاف المتحدث، أن المحتجين لن يفكوا اعتصامهم إلا بتحقق مجمل بنود اتفاق الكامور الموقع بينهم وبين الحكومة في 2017.
ويواصل المحتجون اعتصامهم في مقر محافظة تطاوين، للأسبوع الثاني على التوالي، مؤكدين أنّ الإضراب عن الطعام سببه عدم وجود أي رد حكومي على مطالبهم بتنفيذ اتفاقية الكامور التي تشمل توظيف 1500 عاطل من العمل في شركات النفط، و500 آخرين في جهاز البيئة، والتحقيق في وفاة أنور السكرافي الذي تعرض للضرب من قبل الشرطة خلال مظاهرات 2017، وإقالة محافظ تطاوين، وفتح ملفات الفساد.