رسالة مُسربة من معتقلي "العقرب" بمصر... إبادة ضد الإنسانية

19 ديسمبر 2019
أوضاع مأساوية وشديدة الصعوبة للمعتقلين تشمل التجويع(Getty)
+ الخط -

نشرت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" (منظمة مجتمع مدني مقرها القاهرة)، مساء أمس الأربعاء، رسالة مُسربة من معتقلي سجن "العقرب" شديد الحراسة في مصر، يكشفون فيها عن تعرضهم لأوضاع مأساوية وشديدة الصعوبة تشمل التجويع، على الرغم من تجاوز أعمار العديد منهم السبعين عاماً.

وقالت الرسالة: "نحن نعيش في ظروف صعبة ومأساوية للغاية، وما يحدث لنا هو جريمة إبادة ضد الإنسانية لما يقارب ألف شخص، إذ نتعرض للتجويع منذ 6 أشهر، ونرتجف من البرد الذي ينخر في عظامنا، والجوع الذي ينهش في أجسامنا وأمعائنا، باعتبار أن كميات الطعام قليلة جداً".

وأضافت الرسالة المُسربة: "نحن مجردون من الملابس والأغطية، وكل فرد معه بطانية (غطاء) واحدة، وهي لا تغني ولا تدفئ في برد الشتاء، حيث إن البطانيات هشة ومتهالكة، وملابس كل فرد منا تشمل طقماً واحداً فقط لا غير، فنحن نموت من البرد عشرات المرات في اليوم الواحد".

وتابعت: "البرد يدخل لنا من كل مكان من داخل العلبة الخرسانية، وكأنه نفاثات هواء خارجة من الثلاجة، والألم مستمر بشكل بشع، فلا نستطيع حتى إسناد ظهورنا على الجدران الخرسانية، وهناك الكثير من الشباب ظهورهم محنية ومُقوسة من شدة الآلام التي نلاقيها من شدة البرد الخارج من الأرضية الخرسانية".

وزادت الرسالة: "من يرانا يظن أننا تجاوزنا في أعمارنا السبعين والثمانين، فما بالك بالشيوخ الذين تجاوزا السبعين من أعمارهم أمثال: محمد سويدان، وعصام حشيش، ومحمود غزلان، وعصام العريان، وغيرهم الكثير من المعتقلين السياسيين".

واستطردت قائلة: "فقدنا الكثير من أوزاننا، حتى فقد البعض منا عشرات الكيلوغرامات مع قلة الطعام، والكميات المقدمة لنا"، خاتمة "أصيب الكثير منا جراء سوء التغذية بأمراض كثيرة، مثل عسر الهضم والبواسير والناسور الشرجي، بغرض تجويعنا وتركيعنا، حتى نزف الكثير منا بسبب هذه الأمراض، من دون مجيب أو مغيث!".

ويُعرف سجن العقرب بـ"غوانتنامو مصر"، وهو سجن شديد الحراسة يقع ضمن مجموعة سجون طرة، على بعد 2 كم من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية، جنوبي القاهرة، وهو محاط بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية.

ويضم سجن العقرب 320 زنزانة مقسمة على أربعة عنابر أفقية تأخذ شكل حرف "H"، كل عنبر ينفصل بشكل كامل عن باقي السجن بمجرد غلق بوابته الخارجية المصفحة، فلا يتمكن المعتقلون من التواصل عبر الزنازين، كما يفعل المساجين في السجون العادية، نتيجة الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة التي تمنع وصول الصوت.

ومات العشرات من المعارضين السياسيين في سجن العقرب منذ وقوع الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، ومنهم محمد السعيد المتهم في قضية أنصار بيت المقدس، والذي توفي في زنزانته نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015 نتيجة للإهمال الطبي المتعمد.

وسبق السعيد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، فريد إسماعيل، ورئيس مجلس شورى الجماعة عصام دربالة، والقياديان السابقان بجماعة الجهاد الإسلامي مرجان سالم، ونبيل المغربي، وكذلك عضو جماعة الإخوان عماد حسن.

دلالات