وتهدف الحملة التي دشنت تحت عنوان "دفء وسلام"، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إلى تقديم المساعدات اللازمة للاجئين لمواجهة برد الشتاء القارس، وتشمل مجالات الغذاء والإيواء والتدفئة، وستصل المساعدات الشتوية التي ستوزع في الأردن مباشرة إلى اللاجئين السوريين والفلسطينيين في المخيمات، والأسر الأردنية من ذوي الدخل المحدود.
وقال السفير القطري الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني خلال إعلان إطلاق الحملة، إنّ العمل الإنساني جزء أصيل من السياسة القطرية، مشيراً إلى أن المساعدات التي تقدمها قطر واجب أخلاقي وإنساني لمساعدة الآخرين.
وقدّم السفير الشكر للأردن والأردنيين، وجمعية قطر الخيرية والهيئة الخيرية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي، على تنسيق التعاون وتضافر الجهود في تقديم العمل الإنساني، معرباً عن أمله في زيادة حجم التعاون مستقبلاً.
وثمّن السفير القطري في الأردن، تسهيل الحكومة الأردنية أعمال قطر الخيرية في المملكة، مشيراً إلى أنّ التعاون بين الأردن وقطر قائم في جميع المجالات، وإلى متانة العلاقات بين البلدين التي تشهد تطوراً مستمراً، والجانبين معنيان بتعزيزها.
من جانبه قال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أيمن المفلح، إنّ الأردن أكثر دولة تستضيف لاجئين، أغلبهم من السوريين والفلسطينيين في عدد كبير من المخيمات، 4 للسوريين عدا عن الذين يعيشون خارج المخيمات في القرى والمدن، و12 للفلسطينيين.
وأضاف المفلح: "30 في المائة ممن يعيشون في الأردن لاجئون، يحملون أكثر من 52 جنسية"، معتبراً إطلاق قطر الخيرية لهذه الحملة من عمّان رسالة لجميع دول العالم لدعم وتنسيق ومدّ يد العون للمحتاجين واللاجئين في الأردن.
وشكر رئيس الهيئة الهاشمية قطر والشعب القطري، وقطر الخيرية على هذه الحملة الإنسانية، مضيفاً أن هذه الحملة ليست بالغريبة عن قطر، وليست البداية أو النهاية، بل هي جزء من العمل الخيري القطري المستمر.
بدوره، قال مدير إدارة المشاريع في قطر الخيرية، المهندس خالد عبد الله اليافعي، إنّ "الحملة تستهدف توفير احتياجات نصف مليون لاجئ، منها مستلزمات الشتاء الضرورية في مجالات الغذاء والإيواء والتدفئة، من خلال عدد من المنتجات التي تحتاجها الفئات المستهدفة، وهي: السلال الغذائية، الملابس الشتوية، البطانيات، المدافئ، وقود التدفئة، مستلزمات الإيواء (الفرش والوسادات ومستلزمات النظافة)، فضلاً عن توفير حقيبة شتاء للأيتام تشتمل على (ملابس شتوية - بطانية - سلة غذائية) في 17 دولة.
وستقوم الحملة في إطار نشاطاتها في الأردن، بزيارة تفقدية لمركز صحة قطر الخيرية في مخيم الزعتري، إلى جانب تنفيذ مشاريع أخرى لمصلحة اللاجئين السوريين والفلسطينيين وعدد من الأسر الأردنية ذات الدخل المحدود.
وتركز الحملة على المتضررين في الدول التي تشهد ظروفاً استثنائية، مثل سورية وفلسطين والشرائح الفقيرة في الدول التي تواجه شتاءً قارساً تصل فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
وتحرص قطر الخيرية بدعم من أهل الخير في قطر، كل عام، على تنفيذ مثل هذه الحملات مع بداية كل شتاء للتخفيف من معاناة هذه الشرائح، والمساهمة في إنقاذ أرواح آلاف الأطفال والنساء وكبار السن في الدول الأكثر تضرراً.
ونظراً للأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون والنازحون والمحتاجون في الدول التي تعاني برودة شديدة، تحثّ قطر الخيرية أهل الخير على دعم الحملة حتى تستطيع الوصول إلى المستهدفين والتخفيف من معاناتهم الإنسانية.
يذكر أن قطر الخيرية، منظمة غير حكومية دولية إنسانية وتنموية، أسست عام 1992 وفقاً للقوانين المنظمة للعمل الخيري في دولة قطر، وتستمد مقوماتها من القيم والمبادئ والموروث الثقافي والحضاري للمجتمع القطري من أجل عمل الخير والمشاركة في مسلسل التضامن الدولي بفعالية وكفاءة في التصدي لأهم التحديات الإنسانية والإنمائية التي تواجهها الشعوب الفقيرة والمحتاجة عبر العالم.
وجاء تأسيس الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي عام 1990 لتكون مؤسسة وطنية لعمل الخير، ذات نشاط متعدد الجوانب، تسعى إلى تحريك الفعاليات الخيرية التطوعية والتعاون معها داخل الأردن وخارجه ولترجمة مشاعر المحسنين ومساعدتهم على مشروعات وبرامج ترسخ معاني الخير وتعمّق مفاهيم العدالة والتكافؤ على المستويات الوطنية والعربية والإسلامية والدولية.