التحقيقات الأمنية التي باشرتها مصالح الشرطة فور إبلاغها بوجود أجزاء من جسم طفل، تضم بعض الأطراف، أسفرت عن اكتشاف صادم، إذ عثرت الشرطة على أجزاء أخرى من جسم الطفل، داخل جهاز التبريد الخاص بأسرته.
وقال بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني صباح اليوم الثلاثاء، إن الشرطة القضائية بالمدينة فتحت تحقيقا في الموضوع مع الزوجين (الأب وزوجته الثانية)، وذلك للاشتباه في تورطهما في جريمة قتل عمد بواسطة السلاح الأبيض والتمثيل بجثة طفل.
وأوضح البيان أن تقنيي مسرح الجريمة كانوا قد عاينوا، مساء أمس الإثنين، أجزاء مقطوعة من جثة طفل من جنس ذكر داخل مطرح للنفايات، "وذلك قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات عن تشخيص هوية الطفل الضحية، في حين أسفرت عمليات التفتيش عن العثور على باقي أجزاء الجثة داخل ثلاجة في منزل العائلة".
وأضاف البيان أن إجراءات البحث مكنت من "الاشتباه في ضلوع زوجة أب الطفل الضحية في ارتكاب هذا الفعل الإجرامي داخل مسكن العائلة، مستعملة سكينا في اقتراف الجريمة والتمثيل بالجثة، مشيرا إلى أن الأبحاث والتحريات تتواصل لتحديد مدى تورط الأب في المساهمة أو المشاركة في هذه الجريمة".
الطفل الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، وكان قد اختفى عن الأنظار يوم السبت الماضي، ظهر أخيرا مقطّع الأوصال، حيث عمد قاتلوه إلى الإلقاء ببعض من أجزاء جسمه وسط النفايات في مطرح عمومي، بهدف طمس معالم الجريمة، لكن تعرّف مصالح الأمن السريع على هوية صاحب بقايا الجثة واقتحامها لبيت أسرته الواقع بمدينة العرائش نفسها، أدى إلى العثور على رأس الطفل وبعض الأجزاء الأخرى من جسمه داخل ثلاجة الأسرة، لتقوم الشرطة على الفور باعتقال الأب وزوجته.
هذه الأخيرة ليست أم الطفل القتيل، بل هي الزوجة الثانية للأب، وهو ما فتح الباب أمام تأويلات حول احتمال ضلوعها في ارتكاب هذه الجريمة، باعتبار أن الضحية ليس ابنها. فيما قالت مصادر موثوقة إن التحقيقات الأمنية تضع فرضيات أخرى، كأن يكون الطفل القتيل ضحية ممارسات للشعوذة والبحث عن الكنوز باستعمال أطراف أطفال بمواصفات معينة، أو ضحية لعملية اغتصاب انتهت بالقتل لإخفاء معالم الجريمة.
وكشفت مصادر محلية جيدة الاطلاع لـ"العربي الجديد"، أن الطفل الضحية لم يكن يقيم في بيت والده، بل أصبح ومنذ انفصال والديه، يقيم في بيت جدّته، إلى أن اختفى عن الأنظار مباشرة بعد مغادرته المدرسة يوم السبت الماضي.