مسيرة نقابية في بيروت: لروابط تمثل العمال "لا حيتان المال"

16 نوفمبر 2019
طالب المتظاهرون بحرية التنظيم النقابي (حسين بيضون)
+ الخط -
صرخة نقابية صدحت، اليوم السبت، في شوارع بيروت، من أجل حركة نقابية ديمقراطية مستقلة على أنقاض "الاتحاد العمالي العام" و"هيئة التنسيق النقابية"، حيث احتشد المتظاهرون أمام مقر الاتحاد في كورنيش النهر قبل أن ينطلقوا في مسيرة مطلبية باتجاه ساحة رياض الصلح، وسط العاصمة اللبنانية.

شارك في تظاهرة اليوم كل من "تجمع مهنيات ومهنيين"، "تجمع الموظفين المستقلين"، "التيار النقابي المستقل"، "تجمع أساتذة الجامعات"، "تكتل طلاب الجامعة اللبنانية" و"تجمع نقابة الصحافة البديلة"، حيث رفعوا الصوت عالياً، مطالبين بـ"نقابات وروابط مستقلة وبديلة، تمثل العمال وليس أحزاب السلطة أو حيتان المال"، داعين إلى "إسقاط حكم الأزعر وحكم المصرف والدولار"، ومؤكدين أن "وحدة العمال والطلاب والأساتذة والمهنيين ضمانة لانتصار الثورة".

وندّدت الهتافات التي أطلقها المشاركون بالطبقة السياسية وبحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مردّدين: "يا للعار ويا للعار... حكّام بلادي تجار"، و"الوطن للعمال... تسقط سلطة رأس المال"، و"بدنا ضريبة عالأرباح... عالمصرف مش عالفلاح". كما استنكروا تداول اسم الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة المقبلة، مرددين: "حاميها حراميها.. والصفدي ما تحلم فيها".

تأسف الناشطة السياسية والحقوقية في مبادرة "وعي" سعاد غاريوس "لتقاعس الاتحاد العمالي العام عن أداء دوره الرئيسي في حماية حقوق العمال والموظفين والأداء المستقل عوض الانصياع لأرباب السياسة والرضوخ لنظام المحاصصة"، مؤكدة في حديثها لـ"العربي الجديد" على "فقدان الثقة بالاتحاد وبالسلطة".


من جهته، يرى عضو الهيئة الإدارية في "رابطة موظفي الإدارة العامة" المهندس إبراهيم نحال، أن "الاتحاد العمالي العام هو نسخة مصغرة عن أحزاب السلطة، فقد تشكلت قيادته على قاعدة المحاصصة بقصد إلغاء دوره. والدليل أنه منذ بداية الثورة الشعبية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم نسمع صوت الاتحاد، بل على العكس فهو غارق في سبات عميق، ونائم في أحضان السلطة، ودوره مسلوب". ويقول: "نريد حركة نقابية تتقدم التظاهرات الشعبية المطلبية لإنصاف حقوق العمال والجامعة اللبنانية والمدرسة الرسمية ومختلف الشرائح والفئات، عوض اتحاد يقوم بتخوين الناس في الشارع ويحرّف العمل النقابي عن وجهته".

"الوطن للعمال... تسقط سلطة رأس المال" (حسين بيضون) 


في السياق نفسه،  يشدّد القيادي في "التيار النقابي المستقل" جورج سعادة على أنّ "حالة الفقر والغلاء عدا الانهيار الاقتصادي، باتت تتطلب موقفاً حقيقياً للنقابات والروابط، لا سيّما أنها المعنية الأولى بالدفاع عن حقوق المواطنين والتصدي للقهر والظلم والتضخم الاقتصادي الذي يؤدي إلى انخفاض القيمة الشرائية للأجور، غير أن هذه النقابات والروابط هي للأسف خارج الزمان والمكان، نراها تصفّق للسلطة، بل أنها عمدت إلى إصدار بيانات داعمة للسلطة".

وفي حديثه، يعتبر الطبيب غسان عيسى من "تجمع مهنيات ومهنيين" أنّ "تظاهرة اليوم هي بمثابة إعلان وفاة الاتحاد العمالي العام، وبالتالي إعلان مرحلة بناء نقابات مستقلة خارج أحزاب السلطة التي ثابرت منذ ثلاثين عاماً على تفريخ نقابات وهمية وتفريغ العمل النقابي من مضمونه، ولم نجد أي حماية تُذكر لمصالح العمال والموظفين والأساتذة". يتابع: "إنها لحظة تاريخية لتحقيق تغيير جدي والانتقال نحو دولة العدالة الاجتماعية، دولة ديمقراطية وعلمانية تُعتبر المدخل للتغيير السياسي والحد من المحاصصة والزبائنية".


وكان "تجمع مهنيات ومهنيين" قد وزّع منشورًا جاء فيه: "غاب الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية عن الشارع والناس والعمال والموظفين، منذ أن وضعت قوى السلطة اليد عليهما، وأصبحا تابعين للقطاعات الاقتصادية المهنية بعد أن كانا شريكين في صناعة القرارات الاقتصادية والاجتماعية التي تتعلق بالناس".

ورفع المتظاهرون لافتات دعت إلى "حرية التنظيم النقابي من دون ترخيص مسبق وحق موظّفي القطاع العام في التنظيم النقابي"، وإلى "رفع يد أحزاب السلطة عن النقابات"، وإلى "رفع اليد عن الصناديق الاجتماعية وتعويضات نهاية الخدمة". 

واختُتمت المسيرة بانضمام المشاركين إلى الوقفة التضامنية مع غزة التي نظّمها عدد من الناشطين أمام مبنى اللعازارية، في وسط بيروت.