وقال النازح من مدينة كفرنبل، أحمد الخطيب، والذي يقيم في بلدة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّه يفكر في العودة إلى مدينته بسبب الضغوط المعيشية، مشيراً إلى أنّ "إيجار المنزل كبير، ومصادر الدخل محدودة، فضلاً عن أنّ فصل الشتاء على الأبواب، ويترتب على ذلك زيادة متطلبات المعيشة".
في حين قال النازح من بلدة كفرسجنة مصطفى المحمد، إنّ القصف وانعدام مقومات الحياة في البلدة، أسباب كافية لعدم العودة إليها، مشيراً إلى أنّ أولاده بدأوا بالذهاب إلى المدرسة في البلدة التي يقيم فيها حالياً في ريف إدلب الشمالي.
وأوضح المحمد، لـ"العربي الجديد": "خسرت كل شيء، وبيتي تضرر بسبب القصف، واليوم أريد الحفاظ على أطفالي، لذلك أفضل البقاء نازحاً، فمهما كان الأمر شاقاً فإنّه أهون من أن يتضرر أحد منهم خلال القصف".
وبرر مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج، مخاوف الأهالي بشأن مصير هذه الهدنة التي قد تكون كمثيلاتها من الهدن السابقة التي أعلنتها روسيا أو النظام السوري. وقال لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "الأسلوب ذاته يتكرر في المنطقة، فطائرات الاستطلاع لا تغادر السماء، وبعدها تبدأ غارات جوية مركزة، ثم تصبح حملات القصف الجوي عشوائية، وهذا نفس الأسلوب المتبع في الحملات العسكرية السابقة".
وحسب تقرير صادر عن الفريق، اليوم الإثنين: "استهدفت قوات النظام، خلال الفترة بين 7 و14 أكتوبر/تشرين الأول، المنطقة بنحو 58 غارة جوية، فضلاً عن استهداف مدفعي تجاوز 34 مرة، وبلغ عدد المدنيين الذين قتلوا من جراء القصف والغارات منذ توقيع اتفاق سوتشي الخاص بالمنطقة الآمنة في سبتمبر/أيلول 2018 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، 1463 مدنياً، بينهم 827 في إدلب وحدها".
منسقو استجابة سورياSunday, 13 October 2019" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وأكد التقرير أنّ "أعداد النازحين منذ توقيع اتفاق المنطقة الآمنة بلغ 1044752 شخصاً"، ووثق الفريق عودة نحو 87 ألفاً إلى مناطق ريف إدلب الجنوبي، منذ تطبيق الهدنة الروسية في 31 أغسطس/آب الماضي، وبدء سريانها في سبتمبر/أيلول الماضي".
ومن الأسباب التي تدفع كثيرا من الأهالي إلى عدم العودة إلى مناطقهم، في الوقت الحالي، انعدام الثقة في قرارات وقف إطلاق النار، لا سيما مع استمرار خروقات قوات النظام وروسيا للهدنة، فضلاً عن تراجع دور المنظمات العاملة في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية، إذ بلغت نسبة الاستجابة لمتطلبات النازحين العائدين 6.5% فقط، إلى جانب تضرر عدد كبير من المنشآت الحيوية والبنية التحتية الضرورية، والضرر الواسع الذي لحق بمنازل المدنيين، خاصة في المدن التي تعرضت لغارات جوية.