بدأ الطلاب اليمنيون بالتوافد إلى مدارسهم الواقعة في المناطق والمدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين مع بدء الفصل الدراسي الثاني للعام 2018 - 2019، ليجدوا أنفسهم بلا معلمين بعد رفض الكثير منهم الالتزام بالدوام الرسمي، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم والمنحة المالية المقرر صرفها من قبل اليونيسف.
وفي السياق، أوضح الطالب إبراهيم حسن (15 عاما)، لـ"العربي الجديد"، أنه توجه إلى مدرسته عقب إجازة الفصل الأول، إلا أنه فوجئ بغياب أساتذته، مشيراً إلى أن هذا الغياب يسبب تأخراً في المناهج وحرمانهم من مواكبة التعليم، وأضاف: "نحن لم نكمل مناهج الفصل الدراسي الأول في الأصل".
وأضاف "أكد لنا المدرسون أنهم لن يحضروا لعدم صرف مستحقاتهم المالية منذ فترات طويلة"، لافتاً إلى أن المدرسين يلجأون إلى أعمال أخرى للحصول على رواتب ومبالغ مالية تساعدهم على توفير احتياجات أسرهم، بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية.
بدوره، قال رضوان حسن، وهو مُعلم في إحدى المدارس الحكومية، إنّ النصف الثاني من العام الدراسي بدأ، فيما المعلمون لم يستلموا مستحقاتهم ويعانون من أوضاع معيشية صعبة، والكثيرون منهم "لا يملكون أجرة المواصلات للذهاب إلى المدارس".
وأكد لــ"العربي الجديد"، أنّ المنحة المالية المقرر صرفها للمعلمين اليمنيين لم تصرف حتى الآن، وهناك مماطلة من قبل الجهات المعنية وتأخير صرفها ومحاولة التحايل على هذه العملية وعدم إيصالها للمستحقين، "وهو ما يجعلنا نتغيب عن المدرسة مع بدء الفصل الدراسي الثاني رغم الضغوطات التي تمارسها علينا إدارات التربية والتعليم لإلزامنا بالدوام". كما لفت إلى أن المعلمين ذهبوا للعمل في المدارس الخاصة وأعمال أخرى، مضيفا: "من الصعب أن يصمدوا كثيرا بدون مصدر دخل لتوفير لقمة العيش لأسرهم".
وكانت منظمة "يونيسف" قد أعلنت عن نيتها صرف حوافز مالية للمعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلا أنها لم تصرف حتى اليوم.
ويعيش أكثر من مليون موظف حكومي في اليمن من دون رواتب، منذ انقطاعها في سبتمبر/ أيلول 2016، منهم 135 ألف معلم، بحسب الأمم المتحدة.