مآسي مخيم الركبان متواصلة... حريق يلتهم خيمة نازحة وأطفالها

13 يناير 2019
التهمت النيران خيمة النازحة (تويتر)
+ الخط -
يستمر حصار نظام الأسد لمخيم الركبان وللنازحين في المنطقة المعروفة بـ"55"، بهدف إرغامهم على القبول بتسويات، في ظل وضع إنساني يفاقمه الجوع وسوء الأحوال الجوية وغياب أي مساعدات إنسانية.

وفي السياق، يقول الناشط الإعلامي عماد غالي، المقيم في مخيم الركبان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حريقاً شب منذ يومين، في خيمة تقيم فيها سيدة وأطفالها، هي سندس فتح الله (28 عاما)، الأمر الذي تسبب لها ولأطفالها بحروق من درجات متفاوتة"، نافيا أن تكون للأمر أي علاقة بمحاولتها الانتحار وقتل أطفالها الثلاثة، بل بسوء استخدام وسائل التدفئة، إذ يؤكد أن "الحديث عن انتحارها هو خبر مغلوط تناقلته بعض الشبكات المحلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا أكثر".

وكانت تقارير إعلامية قد قالت إن النازحة أقدمت على إشعال النار في خيمتها بسبب عدم توفر مادة الحليب لطفلها الرضيع والغذاء والدواء لأطفالها الآخرين منذ أيام.

من جهته، يؤكد مصدر إعلامي من مدينة تدمر لـ"العربي الجديد"، أنه علم من شقيق سندس أنها بخير حاليا، وهي تخضع للعلاج في مشفى الحنان في العاصمة الأردنية عمان، حيث نقلت بعد الحادثة مباشرة للنقطة الطبية ومنها للمشفى داخل الأراضي الأردنية. وبحسب المصدر، فإن الرضيع لم يتأثر بشكل كبير وهو حاليا بصحة جيدة.

ويفتقد النازحون مع استمرار التساقطات المطرية وما يرافقها من موجة برودة إلى وسائل التدفئة، ما يضطرهم إلى استخدام وسائل قديمة في الطهو، ومنها موقد الغاز المعروف بـ"البابور"، مع ما يترتب عن ذلك من مخاطر عديدة، كالغازات السامة التي تتسبب بأمراض للأطفال وبالحرائق التي قد تلتهم خيم النازحين، وهو ما تكرر أكثر من مرة.

ويتجاوز سعر أسطوانة الغاز، إن وجدت، في مخيم الركبان 13 ألف ليرة سورية، بينما يصل سعر لتر المازوت لأكثر من 500 ليرة سورية، وهذه الأسعار تفوق ضعف مثيلاتها بمناطق سيطرة النظام، التي تعتبر مصدرا أساسيا لها، كونها تدخل للمخيم عبر طرق التهريب في الصحراء بكميات محدودة جدا.

ويوضح عضو تنسيقية تدمر أيمن الحمصي، لـ"العربي الجديد"، أنّ معاناة نازحي مخيم الركبان قد تطول في ظل صمت كافة الأطراف، سواء الأردن أو الأمم المتحدة، وعدم إيجاد حل لفك الحصار الذي يفرضه نظام الأسد على المخيم، حيث يتم إدخال المواد بصعوبة بالغة عبر طرق التهريب، وتصل إلى المخيم بأسعار خيالية لا قدرة لغالبية النازحين على شرائها، والحاجة الماسة فقط هي التي تدفعهم لذلك.


ويضيف الحمصي: "معظم النازحين في المخيم عاطلون من العمل، ويعتمدون على ما يصلهم من أقارب لهم في بلدان خارج سورية، ولكنه لا يكفيهم في ظل الظروف التي يمر بها المخيم وارتفاع الأسعار الذي يحول دون تأمين مستلزمات العيش الضرورية".

المساهمون