وقالت ممثلة منظمة اليونيسف في اليمن، الدكتورة ميريتشل ريلانيو، إنّ عدم استلام المعلمين والمعلمات في المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين لرواتبهم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، يجعل من الصعب عليهم الذهاب إلى المدرسة وأداء واجبهم، "الأمر الذي قد يقوض العملية التعليمية لحوالي 3.7 ملايين طفل". مشيرة إلى أن المدارس غير مجهزة بما يكفي "حيث هناك حوالي 450 ألف مقعد دراسي متضرر، وهذه ظروف تعليمية صعبة بالنسبة للطلاب اليمنيين".
وأضافت المسؤولة الأممية لـ"العربي الجديد" بأن "جميع أطفال اليمن سواء أولئك الذين يذهبون إلى المدارس تحت سيطرة السلطات اليمنية أو في أي مكان آخر، يواجهون صعوبات كبيرة في الذهاب إلى المدرسة أو التعلم. فالبيئة المدرسية عرضة للخطر بسبب الغارات الجوية ومخاطر التجنيد في القوات المسلحة، وعدم سلامة الطريق المؤدية إلى المدرسة".
وأوضحت ميريتشل بأن النزاع في اليمن أدى إلى تفاقم الفقر، "والكثير من الأطفال يذهبون إلى المدرسة وهم جياع، وهو ما يقلل وظائفهم المعرفية وقدرتهم على التعلم، بالإضافة
إلى أن الحالة المادية الصعبة لأولياء الأمور تجعل من الصعب عليهم تزويد أطفالهم بلوازم الدراسة". لافتة إلى أن بعض الآباء يفضلون إبقاء أطفالهم في المنزل بسبب سوء أوضاعهم المعيشية، وأضافت "عملية التعلم تأثرت أكثر بفعل محدودية الوصول إلى الكتب المدرسية، وما يعانيه العديد من المدرسين والأطفال من التأثير النفسي للنزوح والنزاع العنيف".
وحول العام الدراسي الجديد في اليمن قالت ميريتشل، إن اﻟﻤﺪارس في المناطق اﻟﺸﻤﺎﻟية ﻣﻦ اﻟﺒﻼد ﻗﺪ ﻻ ﺗﻔﺘﺢ أبوابها خلال العام الدراسي الجديد، ﻣﺎ لم يحصل اﻟﻤﻌﻠﻤوﻦ على ﻣﺼﺪر ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ بالذهاب إﻟﻰ المدارس. منوهة إلى أن اليونيسف دعت المانحين بشكل استثنائي لدراسة موضوع تقديم حوافز للمعلمين، "وتم وضع مقترحات للحصول على تمويل لعدد 143,036 من الكوادر التربوية والموظفين في المدارس".
من جانبه، أكد سمير صالح وهو معلم في المرحلة الثانوية بإحدى مدارس محافظة صنعاء، عدم قدرة المدرسين على الالتزام بالدوام رغم بدء العام الدراسي.
وأوضح صالح لـ" العربي الجديد" أنّ تدهور الأوضاع المعيشية للمعلمين تسبب في بحث الكثير منهم عن أعمال أخرى من أجل تأمين قوت أطفالهم، مشيرا إلى عدم جدية السلطات في صنعاء في معالجة أوضاع المدرسين، "وهذا الأمر لم يعد مقبولا، والكثير من المدرسين لن يعودوا للمدارس إلا بعد صرف المرتبات".
أولياء أمور استنكروا بدء العام الدراسي دون حل مشاكل المدرسين. منهم خالد الأصبحي الذي أكد أن وزارة التربية والتعليم في صنعاء اكتفت بتدشين العام الدراسي في المدارس الحكومية عبر وسائل الإعلام فقط. مشيرا إلى أن "الواقع في المدارس الحكومية يغاير ما تم الإعلان عنه".
وأضاف "حتى الآن لم تبدأ الدراسة ولم تكتمل عملية التسجيل، والكثير من المدارس مغلق والطلاب أصبحوا ضحايا الصراع"، مشيرا إلى أن نتائج امتحانات الشهادة الأساسية (الثالث الإعدادي) لم تعلن من قبل وزارة التربية بصنعاء، "وتسبب ذلك في عدم قدرة الطلاب على التسجيل في المرحلة الثانوية لأنهم لا يعرفون ما إذا كانوا قد تجاوزوا المرحلة الإعدادية أو لا".