بوريس جونسون للدنماركيين: منع النقاب فيه بعض التطرف

06 اغسطس 2018
دنماركيون معارضون لمنع النقاب(ناصر السهلي)
+ الخط -


سجل وزير الخارجية البريطاني السابق، وعمدة لندن المحافظ الأسبق، بوريس جونسون موقفاً منتقداً لقرار الدنمارك منع النقاب مع بداية الشهر الحالي، وذلك على خلفية الاعتداء أول من أمس على امرأة منقبة في مركز تجاري في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

واعتبر جونسون في مقال له نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية اليوم الاثنين، أن "الدنماركيين الرائعين وقعوا في خطأ، فمنع البرقع ليس حلاً".

وكتب الوزير البريطاني السابق، الذي تضم بلده جاليات مسلمة كبيرة، موجهاً بداية مقاله مباشرة إلى المجتمع الدنماركي، الذي زاره قبل أسابيع قليلة، بالقول: "إذا كان من مجتمع يتنفس رائحة الحرية، فهو مجتمع الدنمارك. فالدنماركيون ما يزالون يعارضون طغيان الاتحاد الأوروبي، وهم يدخنون تبغهم المسبب للسرطان، ويأكلون الفرانكفورتر (سجق أو هوت دوغ) ويصرون على استخدام عملة الكرونه بدل اليورو، ويرفضون أيضاً أن يشتري الأجانب منازل العطلات الصيفية في غوتلاند، وليس فقط ذلك، بل في عام 1992 اتخذ شعب الدنمارك البطل موقفاً رفع فيه إصبعه بوجه النخبة الأوروبية بتصويت "لا" لمعاهدة ماستريخت (الاتفاقية المؤسسة للاتحاد الأوروبي)".

ولكن جونسون بعد أن أثنى على الدنمارك وثقافتها البيئية وكثافة الدراجات الهوائية فيها، وتغنى بجمال كوبنهاغن، ذهب ليعبر عن "الدهشة والمفاجأة من أن تنضم الدنمارك في الأول من أغسطس الجاري إلى فرنسا وبلجيكا والنمسا وألمانيا في منع غطاء الوجه، أو ما يسري على لسان الناس بمنع النقاب".

وقال جونسون في مقاله "صحيح أن النقاب مثير للسخرية، ولكن لا سبب أصلاً لمنعه". ودافع جونسون عن فكرته بأنه "لا أحد له الحق لتقرير ما ترتديه امرأة راشدة ولدت حرة في الفضاء العام، طالما أن ذلك لا يوجد فيه تجاوز على الآخرين حين ترتدي النقاب أو البرقع، رغم أنني أرى أن هناك ظروفاً تحتم رؤية وجوه الناس، فمثلاً يمكن للشركات أن تطبق قواعد لباس محدد لموظفيها بحيث يضمن ذلك تواصلاً جيداً مع الزبائن".

واعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق أن "النقاب والبرقع ليسا دائماً جزءاً من الإسلام، ففي بريطانيا هناك قلة ممن يرتدين غطاء الرأس الغريب هذا، أنا متأكد من أنه في يوم ما سينتهي ذلك".

وختم جونسون كلامه إلى الدنماركيين قائلاً إنه رأى "دنماركيين يسبحون عراة في قلب كوبنهاغن(...) وإذا كانت تغطية نسوة دنماركيات لوجوههن غريباً نوعاً ما، فأعتقد أن محاولة منعهن فيها قليل من التطرف أيضاً".

ويذكر أن العاصمة الدنماركية تعيش على وقع أول قضية تغريم لفتاة منتقبة منذ أول من أمس. وواجهت تلك المنتقبة في مركز تجاري ما قالت أنه "اقتصاص ذاتي" (أخذ مواطنين تطبيق المنع بصفتهم الشخصية) حين تعرضت "لهجوم نزع النقاب".

وقالت الشرطة الدنماركية، بعد وصولها إلى المركز التجاري إثر مشادة بين الفتاة المنقبة وسيدة أخرى، أنها لم تجد في كاميرا المراقبة "أدلة تعدٍّ على المنتقبة". في حين يبدي مواطنون آخرون "غضباً من تغريم المعتدى عليها ونزع نقابها وترك الجانية"، بحسب ملتقط  صور الحادثة الذي أرسلها إلى الشرطة، على ما تنقل الصحف الدنماركية صباح الاثنين.​