الباعة الجوالون صيد سهل للمتطرفين في المغرب

06 يوليو 2018
ينشط الباعة الجوالون في محيط مساجد المغرب (Getty)
+ الخط -


فككت أجهزة الأمن المغربية مؤخراً خلايا إرهابية، تضم عدداً من الباعة الجوالين الذين استقطبتهم الجماعات المتطرفة بسبب ظروفهم الاجتماعية.


آخر خلية إرهابية فككتها السلطات كانت تتشكل أساساً من باعة جوالين في مدن طنجة والدار البيضاء والناضور وتزنيت، وقبلها خلية أخرى ضمت باعة للمأكولات والملابس والعصائر، ما دفعها إلى التركيز على مراقبة هذه الشريحة، التي يسهل تجنيدها.

وفي السياق، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المتشددة، إدريس الكنبوري، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أن "التيار الجهادي عُرف منذ عقود بتوظيفه الباعة الجوالين في عمليات الاستقطاب العقائدي للشباب العاطل عن العمل".

وأشار إلى أن هذا التيار "يمنح هؤلاء الشباب مبالغ مالية زهيدة لإقامة مشروعات صغيرة، وبالتالي يمكنه السيطرة عليهم والتحكم في قراراتهم".

وأضاف أن "هؤلاء الشباب ينتمون إلى الشرائح الفقيرة والعاطلة، وهكذا يرتبط الشاب بالتيار الجهادي مادياً، فيخوض في تجارته في النهار، وفي المساء يقصد الجلسات الدعوية".

وأضاف الكنبوري أن "بيع المأكولات في الشارع لم يكن جزءاً من تلك التجارة، لأن هذا التيار يعتبر الأكل في الشارع من خوارم المروءة، ولكن في السنوات الأخيرة صار أكثر ميلاً إلى هذه التجارة، خصوصاً أمام المساجد".

كذلك لفت إلى أن "التيار المتطرف يستغل فقر هؤلاء الشباب لاستقطابهم، بمنحهم مساعدات مادية لإقامة مشروعاتهم الصغيرة، وهؤلاء الشباب يتحولون في مرحلة تالية إلى أدوات تجنيد.

التجارة المتنقلة تجعلهم قريبين من الأوساط الشعبية الفقيرة، كما أن هشاشة هذه الفئة من الشباب تجعلهم يلعبون دوراً آخر، إذ يوجد في صفوفهم أشخاص يتجسسون على المتطرفين لمصلحة الأجهزة الأمنية، ولعل هذا سبب سقوط كثير من الخلايا مؤخراً".

دلالات