غزة: خيمة احتجاجية ضد قطع رواتب أسرى "حماس" و"الجهاد"

29 يوليو 2018
من شعارات الوقفة الاحتجاجية (محمد البحيصي)
+ الخط -

جاورت والدة الأسير مرعي أبو سعيدة، عددا من المعتصمين داخل الخيمة الاحتجاجية التي أقامتها جمعية "واعد" للأسرى والمحررين، اليوم الأحد، أمام مقر مجلس الوزراء الفلسطيني، غربي مدينة غزة، اعتراضاً على قطع رواتب أسرى القطاع.

وتقول أم مرعي، التي حملت صورة ابنها الأسير داخل سجن ريمون الصحراوي منذ خمسة عشر عاماً، والمحكوم بالمؤبد، إنها جاءت للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي المقطوعة رواتبهم، ولمطالبة كل العالم بالوقوف إلى جانب "أسرانا البواسل، فهم جوهر القضية الفلسطينية".

وتشير أم مرعي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن معظم أمهات الأسرى طاعنات في السن، ومع ذلك يتم حرمان ذوي الأسرى من نصف الراتب الذين يتلقونه، مضيفة: "من العيب أن تتم زيادة أعباء أهالي الأسرى، المحرومين من الزيارة، والمكلومين على أبنائهم، بدلاً من التخفيف عنهم واحتواء ألمهم".

وتزينت الخيمة التي شارك في افتتاحها عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، بأعلام فلسطين، واليافطات المُطالبة بإنهاء معاناة الأسرى، ومنها "قطع رواتب الأسرى طعنة في الظهر"، "قضية الأسرى قضية إجماع وطني"، "على الجهات المختصة في السلطة إعادة رواتب الأسرى"، "رواتب الأسرى حق مكفول".

من ناحيته، ألقى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، البيان الذي أصدره الأسرى من داخل سجن ريمون الصحراوي، بعد تأكيده أن الكفاح الفلسطيني مستمر، ويستدعي الوقوف صفاً واحداً إلى جانب الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في ظل صراع الإرادات الدائر مع الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية.
الاحتجاج هذا المرة ضد السلطة الفلسطينية(محمد البحيصي) 


وأعلن الأسرى، عبر البيان الذي تلاه البطش خلال افتتاح الخيمة الاحتجاجية، والذي عنون بـ "بيان رقم 3"، الصادر عن الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، عن انضمام كوكبة من الأسرى الفلسطينيين من حركة فتح، وحركة الجهاد الإسلامي، وحركة حماس، للإضراب المفتوح عن الطعام.

تجمعوا لرفض اقتطاع رواتب الأسرى والشهداء(محمد البحيصي) 



وأكد الأسرى أنهم "اضطروا إلى الإضراب عن الطعام هذه المرة، ليس احتجاجاً ضد سجانهم الإسرائيلي، وإنما في وجه من يصرّ على عدم دفع رواتب عائلاتهم، على الرغم من تصريح الرئيس الفلسطيني أنه لو بقي في خزينة السلطة قرش واحد، فسيذهب إلى عائلات الشهداء والأسرى".

وشدد الأسرى على أن الخطوات الاحتجاجية، في ظل تجاهل الخطوات التي قام بها الأسرى رفضاً لقطع الرواتب، ستستمر حتى يتراجع المسؤولون عن ذلك التصرف الذي يعتبر بمثابة جريمة إنسانية، حسب تعبير البيان.

التصعيد مرهون بمدى الاستجابة لمطلب العودة عن القرار(محمد البحيصي) 


واختتم الأسرى بيانهم الذي تلاه البطش، بمطالبة كل المخلصين، وأحرار العالم، ووسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية وإلى جانبها المؤسسات القانونية ومؤسسات حقوق الإنسان، للدفاع عن قضية الأسرى، وتحديداً قضية قطع الرواتب.

يناشدون العالم لدعم قضيتهم(محمد البحيصي) 


بدوره، ذكر مدير جمعية "واعد" للأسرى والمحررين في غزة، عبد الله قنديل، أن الخيمة جاءت بعد مضي ثمانية أشهر على قطع رواتب الأسرى، وإيجاد حل لأسرى منظمة التحرير، بينما لا يزال الأمر مقتصراً على أسرى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأشار قنديل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة يعلن أسير فلسطيني الإضراب عن الطعام ضد قطع الرواتب من السلطة الفلسطينية، مبيناً أن قرار قطع الرواتب لا يسيء للحركة الأسيرة فقط، وإنما لكل مكونات الوطن، والجسم النضالي.

وأوضح أن الخيمة تأتي في سياق تفعيل الأنشطة الداعمة لصمود الأسرى ورفعاً لمعنوياتهم، ولمطالبة الجميع بالتحرك من أجل إلغاء القرارات المجحفة بحقهم، مشدداً على تواصل الخطوات والفعاليات الاحتجاجية، والتي قد تصل إلى إضراب عدد من الأسرى المحررين عن الطعام، في حال عدم إنهاء القضية.