العراقيون يخوضون حرباً مستمرة مع الألغام والعبوات الناسفة

26 يوليو 2018
تعيق الألغام عودة النازحين (Getty)
+ الخط -

رفعت القوات العراقية وفرق الأمم المتحدة ومتطوعون أكثر من 120 ألف لغم وعبوة ناسفة من مناطق عدة في البلاد كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي منذ مطلع العام الجاري، بحسب ما كشفه مسؤولون عراقيون في العاصمة، مؤكدين أن التوقعات تشير إلى وجود ما لا يقل عن نصف مليون جسم متفجر في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وحزام بغداد الجنوبي والغربي، تتخذ أشكالا وهيئات مختلفة تعتبر الخطر الأول على حياة السكان. 

وقال مسؤول عراقي في الوزارة لـ"العربي الجديد"، إن "ما لا يقل عن 120 ألف جسم متفجر تم رفعه أو تفجيره بشكل مسيطر عليه في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك ومناطق أخرى من وسط البلاد".

وبيّن أن تلك الأجسام كانت تحت الأرض، أو تتخذ أشكالا مختلفة لاصطياد الناس وقتلهم، وتنتشر في المدن والقرى وعلى أرصفة الطرق، وبعضها نما فوقه العشب أو علته الأتربة وبات كشفها صعبا، خاصة أن الأجهزة التي لدينا تحتاج باستمرار للصيانة كونها كثيرة الأعطاب.

ولفت إلى أن عدد الضحايا المدنيين من تلك العبوات والألغام تجاوز 400 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 100 قتلوا بسببها، والآخرون أصيبوا بعاهات، وأغلبهم أطفال ونساء وفلاحون.

من جهته، أفاد المقدم أحمد علي من مديرية الدفاع المدني في نينوى لـ"العربي الجديد"، أنهم في "حرب حقيقية مع الألغام، لكن لا أحد يعلم بها"، وأضاف "شياطين صغيرة ومتوسطة الحجم تترصد بأرواح الغافلين، وكلما عثرنا على واحد نحمد الله أننا أنقذنا حياة عراقي وحفظنا البسمة لعائلته". لافتا إلى أن داعش ترك لعنة قبل زواله من هذه المدن، والدفاع المدني يتعاون مع جهات أخرى لطردها، وفقا لقوله.

من جهتها، كشفت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS)، عن منحة فرنسية بقيمة 500 ألف يورو نحو (600 ألف دولار) لدعم العمليات المتعلقة بالتخلص من الألغام والمواد المتفجرة في شمال وغرب العراق.

ونقلت وسائل إعلام عراقية، اليوم الخميس، عن بيان لبعثة الأمم المتحدة "يونامي" في العراق، بأن 21 بالمائة من النازحين تعيق الألغام عودتهم لمدنهم من أصل مليون و900 ألف نازح.

وحول المناطق التي ستشملها المنحة، أوضحت البعثة أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، ستتمكن من خلال المساهمة الأولى من فرنسا من زيادة القدرات لعمليات المسح والإزالة في المناطق المحررة التي يشتبه تأثرها بالمخاطر المتفجرة في محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى.

وخلفت سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار منتصف 2014، وما تلاها من حملات عسكرية هدفت لاستعادة هذه المناطق من قبضته، عددا كبيرا من المخلفات الحربية والألغام والعبوات الناسفة، غالبا ما تكون قرب التجمعات السكنية، وصارت تعيق عودة السكان والنازحين لديارهم.

وتعتبر المنحة الفرنسية الثانية التي يحصل عليها العراق في مجال نزع الألغام، بعد منحة يابانية بلغت قرابة المليون دولار وخصصت لمحافظة نينوى.

وأعلن مركز الإعلام الأمني العراقي، وهو الجهة المخولة بإصدار البيانات الأمنية بالبلاد، اليوم الخميس، عن تطهير مئات المنازل ورفع مخلفات كبيرة لتنظيم داعش في مناطق قرب مدينة سنجار غرب الموصل.

وقال في بيان له، إنّ القوات الأمنية في قيادة عمليات نينوى تمكنت من تطهير 318 منزلا سكنيا من عبوات ناسفة وقذائف غير متفجرة، إضافة إلى مصادرة صواريخ وألغام وعبوات ناسفة كانت مزروعة في طرق عامة وأرض زراعية تركها تنظيم داعش"، مؤكدا العثور على 80 عبوة ناسفة في منطقة العلك قرب سنجار، إضافة إلى عتاد تحت الأرض.



وأشار إلى أن القوات الأمنية في محافظة صلاح الدين، تمكنت هي الأخرى من تفكيك عبوتين ناسفتين على الطريق الرابط بين بغداد وتكريت في منطقة الضباعي جنوبي محافظة صلاح الدين.