40 مهاجراً غير شرعي عالقون في المتوسط.. والسواحل ترفض استقبالهم

21 يوليو 2018
الهجرة مستمرة لأن الظروف لا تتغير (تويتر)
+ الخط -
تكشف المعاناة المستمرة منذ نحو أسبوع لـ 40 مهاجراً عالقين في البحر عمّا ستكون عليه أحوال الهجرة في مياه المتوسط في المستقبل القريب، مع استمرار رفض الدول الأوروبية المطلة على سواحله الشرقية استقبالهم. ويبقى أمام هؤلاء حلان لا ثالث لهما، إما العودة إلى ليبيا أو الموت في البحر، وهو المصير الذي بات مرجحاً لكل القوارب التي تغامر بالهجرة منذ وصول الحكومة اليمينية إلى السلطة في إيطاليا. 

وأنقذ منذ نحو أسبوع 40 مهاجرًا غير نظامي تاه مركبهم، وتلقفهم طاقم ناقلة النفط "ميسكار" قبالة سواحل جرجيس التونسية، وهم في طريق هجرتهم غير الشرعية نحو إيطاليا.

ويحمل المهاجرون جنسيات عربية وأفريقية، منهم 11 مهاجرًا من الكاميرون، و9 من بنغلادش، و5 من غينيا، و4 من مصر، و4 من كوت ديفوار(ساحل العاج)، و4 من الصومال، وواحد من السنغال، وواحد من نيجيريا، وواحد من سيراليون، علما أن بينهم امرأتين حاملين.

وفي قضية مشابهة، دعت أربع منظمات غير حكومية السلطات التونسية، للسماح برسو سفينة تجارية تقل 40 مهاجرا، أنقذتهم بعد إبحارهم من ليبيا، ورفضت كل من فرنسا وإيطاليا ومالطا استقبالهم.

وأكدت المنظمات فى بيان مشترك أن المهاجرين الذين ينحدرون من أفريقيا وجنوب الصحراء تاهوا في عرض البحر المتوسط على متن قارب مطاطي منذ أسبوع، ورصدتهم السفينة "كارولين 3" التي أرسلها خفر السواحل المالطي بدون ذكر تاريخ محدد لذلك. واتصلت السفينة بخفر السواحل في إيطاليا وفرنسا ومالطا، لكنهم "رفضوا استقبالهم بحجة أن الموانئ التونسية هي الأقرب"، وفقا للمنظمات.

وأوضحت المنظمات أن "السلطات التونسية لم تأذن بدخولها الميناء، مؤكدة أن أي قرار نهائي لم يتخذ بعد"، وطالبت المنظمات الأربع وبينها "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" السلطات "بالامتثال سريعا لالتزاماتها" بموجب المواثيق الدولية.

رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مسعود الرمضاني، قال لـ"العربي الجديد" إنّ قارب هؤلاء المهاجرين تعطل في المياه الإقليمية قرب الحدود الليبية، وإن شركة غاز بريطانية أنقذتهم من الغرق، ولكن رفضت السلطات الإيطالية والمالطية إيواءهم"، مبينا أن السلطات التونسية والمنظمة الدولية للهجرة بصدد تقديم الإسعافات والطعام لهؤلاء المهاجرين العالقين في وسط البحر، والذين لم يدخلوا التراب التونسي. وأوضح أن "أوضاع هؤلاء دقيقة وحرجة ولا يوجد حاليا أي حلول تذكر رغم عديد المساعي والتدخلات، ولكن لا أحد قبل استقبالهم على أراضيه".

وأوضح الرمضاني أنّ من بين هؤلاء المهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء، وامرأتين كل منهما حامل ومصريين، مبينا أنّ أوروبا تريد من تونس أن تستقبلهم لتتحول إلى مركز إيواء المهاجرين، الأمر الذي ترفضه السلطات التونسية.

وشدد على المخاوف من إرجاعهم إلى ليبيا في ظل الوضع المتدهور هناك، أو إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، ما يشكل خطرا على حياتهم في ظل انتشار الفقر وغياب الأمن. واعتبر أن الظروف في تونس غير ملائمة لإيوائهم، وبالتالي على أوروبا أن تحترم حق المهاجرين في اللجوء.

وأضاف أن الأوضاع حاليا صعبة جدا، خاصة بعد صدور تقارير أوروبية تشير إلى هلاك قرابة 400 مهاجر في المتوسط نتيجة رفض أوروبا استقبال المهاجرين، ورفضها تدخل سفن الإغاثة التي كانت تقدم يد العون لهؤلاء في الآونة الأخيرة. وأفاد إن الحكومات اليمينية الحالية تحارب الهجرة غير النظامية، ولكن في نفس الوقت تتواصل الهجرة لعدة أسباب لأوضاع أمنية واجتماعية وسياسية.

وقال الرمضاني إن المنتدى أطلق نداء استغاثة رفقة عديد المنظمات الحقوقية، لإيجاد حل لهؤلاء المهاجرين العالقين، وتمكينهم من دخول الأراضي الأوروبية.
المساهمون