"قطار السعادة" في بيتونيا

18 يوليو 2018
خلال العمل (العربي الجديد)
+ الخط -
وقت ممتع تقضيه 22 فتاة فلسطينية من مدينة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، تقلّ أعمار غالبيتهن عن الثامنة عشرة، وهنّ يطورن عملهن التطوعي ضمن فريقهن "قطار السعادة". والهدف هو التطوّع من أجل الخير على مدار العام، بهدف إسعاد الناس بشكل عام والمحتاجين بشكل خاص، ورسم البسمة على وجوه الأطفال، من خلال سلسلة من الفعاليات.

قبل نحو عام، كانت الفتاة الفلسطينية سارة القيسي (17 عاماً)، وهي من سكان مدينة بيتونيا، تجمع الملابس من المتبرعين بصحبة والدتها، وتوزعها على الفقراء والمحتاجين. ونجحت في استقطاب مجموعة تطوعية تُعنى بالعمل الخيري وتقديم المساعدة للمحتاجين وإدخال الفرح إلى قلوب الأطفال. ومع بداية شهر رمضان الماضي، أطلقت وصديقاتها فريقاً تطوعياً يضم 22 فتاة، تقل أعمار غالبيتهن عن 18 عاماً، ولا يتجاوز عمر أكبرهن 21 عاماً، وأطلقت عليه اسم "قطار السعادة".

"قطار السعادة" لا يشبه ذلك القطار الذي يتوقف في محطات عدة خلال سيره. بالنسبة إلى سارة وصديقاتها، يسير أينما كان ولا يتوقف. هو يسع الجميع ويحمل الخير والسعادة.
قبل أن يحلّ شهر رمضان، حرصت سارة وصديقاتها على إطلاق الفريق المكوّن من الفتيات فقط. بدأن فعالياتهن مع بداية شهر رمضان المبارك، وبتن يحرصن على توزيع ما يقدم من تبرعات عينية أو نقدية، وملابس مستعملة أو جديدة، ومواد غذائية على الفقراء والمحتاجين، ولا يبخلن بتقديم أية مساعدة لمن يحتاجها بحسب إمكانياتهن. ولم ينسين الصائمين، فكن يقدمن لهم المياه والتمر قبيل الإفطار. كما وزعن صدقات عيد الفطر على الفقراء.



وفي ليالي رمضان، كنّ ينظمن أمسيات رمضانية في حديقة عامة في مدينة بيتونيا لإسعاد الأطفال. وكان الإقبال عليها دافعاً لهن لإكمال مسيرة فريقهن "قطار السعادة". بدأ الفريق العمل لتنظيم مخيم صيفي للأطفال وفعاليات تطوعية خيرية وترفيهية أخرى تستهدف جميع الناس بشكل عام، والأطفال بشكل خاص، في الأماكن العامة.

تلعب (العربي الجديد) 


وزاد إقبال الفتيات من أعضاء فريق "قطار السعادة" على العمل التطوعي بعد تشجيع أهلهن. الفريق يدعو الأهالي إلى غرس حب الخير والتطوع في نفوس أبنائهم وبناتهم. تقول لمى حداد (17 عاماً)، وهي من بيتونيا، لـ "العربي الجديد": "بداية، كنت مترددة في المشاركة مع الفريق. التجربة جديدة بالنسبة إليّ، لكن عائلتي شجعتني ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. قررت المشاركة وبدأنا اجتماعاتنا قبل رمضان. نعمل على وضع الخطط لإكمال مسيرة الفريق الذي أحب".

تقول لمى: "يوماً يعد يوم، يزداد حبّي للعمل التطوعي وخدمة الآخرين. سأكمل مسيرتي مع فريق قطار السعادة، وقد لمسنا الأثر الإيجابي لعملنا الذي انعكس ابتسامة على وجوه الأطفال والمحتاجين والفقراء. هذا عمل رائع ويكفي أن يأجرني الله عليه".



تسنيم الطريفي (16 عاماً) من مدينة بيتونيا، تنوي دراسة علم الاجتماع في الجامعة. تؤكد لـ "العربي الجديد" أنها أحبت الفكرة وبدأت العمل التطوعي مع الفريق، وتنوي المتابعة. تقول: "لن أنسى وجوه أفراد إحدى العائلات الفقيرة بعدما وزعنا عليهم مبلغاً من المال والملابس والألعاب. كانوا سعداء وشعروا بأن الآخرين يهتمون بهم". هذا الموقف جعلها مصرّة على متابعة مشوارها مع الفريق، "أدعو الجميع للمبادرة إلى عمل الخير، وتقديم المساعدات إلى المحتاجين".

يعمل فريق "قطار السعادة" في مقرّ جمعيّة "سيدات بيتونيا" في مدينة بيتونيا. وبتشجيع من الجمعية، لديه ما يكفي من الهمة والإصرار لمتابعة مسيرته التطوعية. هؤلاء الفتيات المتطوعات يرغبن في التأكيد للجميع أنهن قادرات على مساعدة الآخرين. يرغبن في الوصول إلى أكبر قدر من الناس، وتعميم التجربة على بقية مناطق الضفة الغربية والمناطق الأخرى. لذلك، أنشأن صفحة على "فيسبوك" لتعميم التجربة، بحسب سارة.