لم تعد حياة المهجّرين قسرياً في الشمال السوري متلازمة مع حلم العودة، أو السكن في المخيمات، أو البيوت المستأجرة، بل باتوا يبحثون عن خيارات بديلة قد تؤمّن لهم السكن بتكاليف مقبولة باستطاعتهم تدبرها للتأقلم مع الحياة الجديدة لهم. وهكذا، عمد كثيرون منهم إلى شراء منازل بتكلفة تتراوح بين 500 دولار أميركي و2500، إذ تبنى هذه المساكن في أراضٍ من غير قيود عقارية ومن دون أوراق ملكية رسمية.
في هذا الخصوص يقول النازح من مدينة حمص، خالد نصار (36 عاماً) إنّ عروضاً عدة تلقاها للحصول على منزل بالقرب من مخيم لإيواء النازحين يقيم فيه حالياً مع عائلته الصغيرة، ومن بين العروض منزل مكوّن من أربع غرف مع خدمات مقبولة نوعاً ما، يصل سعره إلى 500 دولار أميركي. يوضح الشاب الثلاثيني لـ"العربي الجديد": "مبلغ الشراء متوفر لديّ، وصحيح أنّ المنزل ليس كمنزلي السابق الذي هجّرت منه لكنّه مقبول إلى حد ما. ما يثير الخوف هو عدم وجود أي أدلة على إثبات ملكية البيت، وهذا في حدّ ذاته ما دفعني للعزوف عن شرائه، فلا أدري قد يطوّق أيّ فصيل عسكري البيت ويأمرني بإخلائه بشكوى من أحدهم أو لسلبي المنزل. شراء هكذا منزل هو كعملية شراء السمك في الماء حقيقة". يتابع نصار: "حالياً أعيش في الخيمة مع أطفالي الأربعة وزوجتي، وأسعى للحصول على عمل أولاً، بعدها أخطط لشراء قطعة أرض صغيرة وأبني عليها منزلاً ولو من غرفتين، حتى يفي بالغرض بتكاليف معقولة".
اقــرأ أيضاً
أما عمرو البكر، النازح من ريف حمص الشمالي، فيشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ أشقاءه المقيمين في الشمال السوري منذ ثلاث سنوات اشتروا نصف دونم من الأرض بالقرب من مخيم عائشة، الملاصق للشريط الحدودي مع تركيا باتجاه بلدة حرام بريف إدلب، وبنوا فيه منزلاً صغيراً، لكنّه لا يصلح لعائلة كبيرة، فهو متزوج ولديه طفلان وله شقيق متزوج أيضاً، وهما يعيشان مع والديهما وأشقاء لهما مؤقتاً في المنزل نفسه". يقول البكر: "لدي خبرة جيدة بالبناء، وحالياً أعمل على تجهيز أساسات لمنزل لي ولعائلتي في الأرض نفسها، وطبعاً سأبني المنزل بالحجارة المتوافرة بكثرة في ريف إدلب، من دون أعمدة، بالطريقة التي يجري فيها التأسيس للمنازل الحديثة". يتابع: "صحيح أنّه منزل بإمكانيات بسيطة، لكنّه ممتاز بالنسبة لي ولعائلتي في الوقت الحالي".
تختلف تصورات المهجرين في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، إذ يقول المهجّر من جنوب دمشق، زكريا فلاحة، إنّ "المنطقة هنا أكثر استقراراً من إدلب، كون الأخيرة تعيش تحت تهديد اجتياح النظام لها كما يتداول الناس. وشراء منزل في ريفها أو ضمن إحدى المدن هو مغامرة في حد ذاتها مهما كان ثمنه منخفضاً. المنطقة هنا أكثر استقراراً نسبياً". يشير فلاحة إلى أنّ هناك مشاريع عدة طرحت من قبل مهجّرين لبناء وحدات سكنية ضمن مشاريع منظمة، يتراوح سعر البيت فيها بين 1500 دولار و2500، وهي وحدات مبنية على أراضٍ لها أوراقها الثبوتية الحقيقية غير المزورة، كما أنّ سعرها معقول ويمكن لمن لديه القدرة العيش فيها كونها تتمتع بخدمات جيدة.
للستيني، عاكف أبو العلاء، نظرة مختلفة، إذ يوضح أنّه يبحث في الوقت الحالي عن وسيلة لبيع منزله في حي الزاهرة، جنوب دمشق، ليتمكن من الاستفادة من سعره، لكنّه حتى الآن لم يحصل على عرض جيد في هذا الخصوص. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّه إذا تمكن من بيع منزله بالسعر المناسب، فقد يتجه إلى الاستقرار في تركيا، إذ يفكر بشكل جدي في مغادرة سورية وعدم العودة، كونه لم يعد يملك أيّ حظوظ لحياة جيدة له ولأولاده فيها. يقول أبو العلاء: "سورية لم تعد لنا، وليس في الإمكان أن تنال الاستقرار إلا بعد زوال النظام بأعوام، واليوم لا شيء واضح وليس من الممكن لي أن أعيش قسوة التهجير من بيتي مرات ومرات، لذلك فإنّ وجهتي المقبلة ستكون تركيا، وأرجو من الله أن تكون آخر محطاتي هناك".
اقــرأ أيضاً
تأتي هذه المنازل المبنية بخبرات محلية باستخدام قطع الصخور المتوفرة في مناطق الشمال السوري كحلّ لمشكلة السكن التي يعاني منها النازحون، فضلاً عن كونها أفضل من المخيمات وبإمكانها تحمل العوامل الجوية، لكن تبقى مشكلة النزوح بجميع تشعباتها هي الأساس.
في هذا الخصوص يقول النازح من مدينة حمص، خالد نصار (36 عاماً) إنّ عروضاً عدة تلقاها للحصول على منزل بالقرب من مخيم لإيواء النازحين يقيم فيه حالياً مع عائلته الصغيرة، ومن بين العروض منزل مكوّن من أربع غرف مع خدمات مقبولة نوعاً ما، يصل سعره إلى 500 دولار أميركي. يوضح الشاب الثلاثيني لـ"العربي الجديد": "مبلغ الشراء متوفر لديّ، وصحيح أنّ المنزل ليس كمنزلي السابق الذي هجّرت منه لكنّه مقبول إلى حد ما. ما يثير الخوف هو عدم وجود أي أدلة على إثبات ملكية البيت، وهذا في حدّ ذاته ما دفعني للعزوف عن شرائه، فلا أدري قد يطوّق أيّ فصيل عسكري البيت ويأمرني بإخلائه بشكوى من أحدهم أو لسلبي المنزل. شراء هكذا منزل هو كعملية شراء السمك في الماء حقيقة". يتابع نصار: "حالياً أعيش في الخيمة مع أطفالي الأربعة وزوجتي، وأسعى للحصول على عمل أولاً، بعدها أخطط لشراء قطعة أرض صغيرة وأبني عليها منزلاً ولو من غرفتين، حتى يفي بالغرض بتكاليف معقولة".
أما عمرو البكر، النازح من ريف حمص الشمالي، فيشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ أشقاءه المقيمين في الشمال السوري منذ ثلاث سنوات اشتروا نصف دونم من الأرض بالقرب من مخيم عائشة، الملاصق للشريط الحدودي مع تركيا باتجاه بلدة حرام بريف إدلب، وبنوا فيه منزلاً صغيراً، لكنّه لا يصلح لعائلة كبيرة، فهو متزوج ولديه طفلان وله شقيق متزوج أيضاً، وهما يعيشان مع والديهما وأشقاء لهما مؤقتاً في المنزل نفسه". يقول البكر: "لدي خبرة جيدة بالبناء، وحالياً أعمل على تجهيز أساسات لمنزل لي ولعائلتي في الأرض نفسها، وطبعاً سأبني المنزل بالحجارة المتوافرة بكثرة في ريف إدلب، من دون أعمدة، بالطريقة التي يجري فيها التأسيس للمنازل الحديثة". يتابع: "صحيح أنّه منزل بإمكانيات بسيطة، لكنّه ممتاز بالنسبة لي ولعائلتي في الوقت الحالي".
تختلف تصورات المهجرين في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، إذ يقول المهجّر من جنوب دمشق، زكريا فلاحة، إنّ "المنطقة هنا أكثر استقراراً من إدلب، كون الأخيرة تعيش تحت تهديد اجتياح النظام لها كما يتداول الناس. وشراء منزل في ريفها أو ضمن إحدى المدن هو مغامرة في حد ذاتها مهما كان ثمنه منخفضاً. المنطقة هنا أكثر استقراراً نسبياً". يشير فلاحة إلى أنّ هناك مشاريع عدة طرحت من قبل مهجّرين لبناء وحدات سكنية ضمن مشاريع منظمة، يتراوح سعر البيت فيها بين 1500 دولار و2500، وهي وحدات مبنية على أراضٍ لها أوراقها الثبوتية الحقيقية غير المزورة، كما أنّ سعرها معقول ويمكن لمن لديه القدرة العيش فيها كونها تتمتع بخدمات جيدة.
للستيني، عاكف أبو العلاء، نظرة مختلفة، إذ يوضح أنّه يبحث في الوقت الحالي عن وسيلة لبيع منزله في حي الزاهرة، جنوب دمشق، ليتمكن من الاستفادة من سعره، لكنّه حتى الآن لم يحصل على عرض جيد في هذا الخصوص. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّه إذا تمكن من بيع منزله بالسعر المناسب، فقد يتجه إلى الاستقرار في تركيا، إذ يفكر بشكل جدي في مغادرة سورية وعدم العودة، كونه لم يعد يملك أيّ حظوظ لحياة جيدة له ولأولاده فيها. يقول أبو العلاء: "سورية لم تعد لنا، وليس في الإمكان أن تنال الاستقرار إلا بعد زوال النظام بأعوام، واليوم لا شيء واضح وليس من الممكن لي أن أعيش قسوة التهجير من بيتي مرات ومرات، لذلك فإنّ وجهتي المقبلة ستكون تركيا، وأرجو من الله أن تكون آخر محطاتي هناك".
تأتي هذه المنازل المبنية بخبرات محلية باستخدام قطع الصخور المتوفرة في مناطق الشمال السوري كحلّ لمشكلة السكن التي يعاني منها النازحون، فضلاً عن كونها أفضل من المخيمات وبإمكانها تحمل العوامل الجوية، لكن تبقى مشكلة النزوح بجميع تشعباتها هي الأساس.