مساعٍ عراقية لإعادة النازحين الإيزيديين من داخل الأراضي السورية

07 يونيو 2018
جهود لمحاولة إعادتهم الى بلدتهم (تويتر)
+ الخط -


تتفاقم معاناة النازحين الإيزيديين في مخيم الهول بمدينة الحسكة السورية، مع تعقد الوضع الإنساني والأمني فيها، بينما بدأت الحكومة العراقية ببذل جهود لمحاولة إعادتهم الى بلدتهم سنجار في محافظة نينوى.

وقال ماجد خليل، وهو أحد النازحين الإيزيديين في الأراضي السورية لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأوضاع الإنسانية التي تعيشها مئات العوائل الإيزيدية في مخيم الحسكة السوري، لا يمكن وصفها، فالأمراض تفشت بين الأطفال، والجوع يفتك بهم والخوف من الأوضاع الأمنية لا يفارق النازحين".

وأوضح أنّ "الأسر النازحة وجهت صرخات ونداءات إلى الحكومة العراقية، بالتحرك لوضع حل لهذه المعاناة، لقد تركنا في المخيمات من دون أن تتابعنا أي جهة مسؤولة"، مبينا أنّ "الأوضاع الإنسانية تزداد تعقيدا يوما بعد آخر، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة".

ودعا خليل الحكومة والمنظمات الإنسانية إلى التحرك لتدارك العوائل التي تواجه مصيرا مجهولا في المخيم الذي يفتقد لأبسط مقومات الحياة".

ونزحت مئات العوائل الإيزيدية من جبل سنجار في محافظة نينوى، باتجاه الأراضي السورية، واستقرت في مخيمات داخلها، منذ بدايات دخول تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى الموصل في يونيو/حزيران 2014.

من جهته، قال مسؤول في وزارة الهجرة العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزارة بدأت بالتنسيق مع وزارة النقل لتجهيز حافلات خاصة لنقل العوائل من مخيم الهول في الحسكة السورية، إلى بلدة سنجار غربي الموصل"، مبينا أنّ "أغلب العوائل ترغب بالعودة، وأبلغت الجهات الرسمية العراقية بذلك".

وأضاف، أنّ "الوزارة نسقت أيضا مع الجهات المسؤولة في بلدة سنجار، ومهدت لعودة تلك العوائل، كما تم توفير بعض المستلزمات الضرورية لعودتهم".

وتندد منظمات إنسانية، بمواقف الحكومة العراقية تجاه أزمة النازحين، والتي دخلت عامها الرابع ولم تحسم بعد، في ظل ظروف صعبة للغاية يعيشها النازحون.

وقال الناشط المدني، ورئيس منظمة ما بين النهرين، وهي منظمة مدنية عراقية، طارق العميدي لـ"العربي الجديد"، "يتحتم على المنظمات الدولية أن تقف إلى جانب النازحين، وتقدم المعونات لهم، وتسعى لحل أزمتهم، خصوصا مع فشل الحكومة العراقية على مدى السنوات التي مرت بإيجاد حلول للأزمة".

وأكد أنّ "هذا الملف لم يحظ باهتمام حكومي، وأنّ معاناة النازحين، خاصة داخل الأراضي السورية وما تعيشه البلاد من ظروف، شديدة للغاية".

ونشرت المديرية العامة لشؤون الإيزيديين التابعة لوزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان، أمس الأربعاء، إحصائية عن عدد ضحايا الإيزيديين على يد تنظيم داعش منذ أغسطس/آب 2014 وحتى اليوم.

وقالت المديرية في تقرير جديد لها، إن "عدد الإيزيديين في العراق كان نحو 550 ألف نسمة، وفق إحصائية معتمدة لدى الأمم المتحدة، وأن عدد النازحين داخل العراق بلغوا نحو 360 ألف نازح، فيما وصل من هاجر منهم إلى خارج البلاد لنحو 100 ألف".

وأحصى التقرير "عدد الضحايا منهم في الأيام الأولى من غزوة داعش بأنه بلغ 1293، أما عدد الأيتام الذين أفرزتهم الكارثة، فيبلغ عددهم الكلي 2745 وبالشكل التالي: الأيتام من الوالدين 359 أما أيتام الأب، فقد بلغوا 1759 يتيما، وأما الأيتام من الأم فقد بلغوا 407"، لافتا إلى أن "الأطفال الذين ما زال آباؤهم في قبضة تنظيم داعش قد بلغوا 220".

يذكر أن تنظيم "داعش" غزا قضاء سنجار في 3 أغسطس/آب 2014، بعد سقوط الموصل بيد التنظيم، وعقب انسحاب غامض لقوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني من القضاء، وأقام مجزرة بحق الرجال، وخطف النساء والأطفال.

وأشار التقرير إلى أن "عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار بلغت 68 مقبرة حتى الآن، إضافة إلى عشرات القبور الفردية المتناثرة"، لافتاً إلى أن "عدد المزارات والمراقد الدينية التي قام التنظيم بتفجيرها بلغ 68 مزاراً".



وفي ما يخص المختطفين منذ تلك الواقعة، فقد "بلغ العدد الكلي لهم 6417، 3548 منهم إناث، فيما الذكور 2869، بحسب التقرير الرسمي، أما أعداد الناجيات والناجين من قبضة داعش، فقد بلغ مجموعهم 3300، 1150 ناجية، فيما بلغ عدد الرجال الناجين 337، أما الأطفال الإناث فـ946 فيما بلغ الأطفال الذكور 867"، لافتا إلى أن "عدد المتبقين في قبضة التنظيم يبلغ 3117، الإناث منهم 1452 والذكور 1665.

المساهمون