56 أسيرة فلسطينية بسجني الدامون والشارون بينهن قاصرات وجريحات

06 يونيو 2018
إجراءات تعسفية وحرمانهن من حقوقهن (Getty)
+ الخط -
أفادت محاميتا هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، حنان الخطيب وهبة مصالحة، اليوم الأربعاء، بأن 56 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجني الدامون والشارون، من بينهن 6 أسيرات قاصرات و8 جريحات يعانين الكثير من الإجراءات التعسفية والحرمان من حقوقهن المعيشية والإنسانية على يد سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت المحاميتان في تصريحات لهما، بعد زيارات لعدد من الأسيرات في سجون الاحتلال، أنّ معاناة الأسيرات تتمثل بالقضايا التالية: (معاناة النقل في سيارة البوسطة إلى محاكم الاحتلال وما يتعرضن له من معاملة قاسية وشاقة على يد قوات النحشون المختصة بنقل الأسرى، ونقل الأسيرات القاصرات في سيارة البوسطة مع أسرى وأسيرات بالغات، وتعرضهن للمضايقات من قبل السجناء الجنائيين، والتفتيش العاري المهين من قبل قوات النحشون المشرفة على نقل الأسيرات".

كما تعاني الأسيرات من نقلهن إلى محكمة سالم العسكرية، إذ ينقلن قبل يوم من محاكمتهن إلى معتقل الجلمة لقضاء ليلة هناك في قسم السجناء الجنائيين وفي غرفة فيها كاميرات وحمام مكشوف، ويعانين كذلك من النقص الدائم في الكنتين (بقالة السجن) ولأغراض ضرورية، وأيضاً عدم توفير أو السماح للأهل بإدخال مواد للأشغال اليدوية.

وتعاني الأسيرات داخل سجون الاحتلال من سياسة الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج لعدد من المريضات والمصابات، كحالة الأسيرات إسراء جعابيص وعبلة العدم ونورهان عواد وشروق دويات ولمى البكري ونسرين حسن وغيرهن، بينما تحرم عدد من الأسيرات من زيارة ذويهن وأطفالهن.

ويعانين كذلك من الحرارة الشديدة العالية في الغرف، ومن توقف إدارة السجن عن إعطاء الحليب للأسيرات مما دفعهن لشرائه على حسابهن الخاص من الكنتين، بعد أن أصدرت إدارة السجن قراراً بسحب الحليب من قائمة المشتريات، علاوة على أوضاع مأساوية في غرفة الانتظار في محكمة عوفر التي لا يتوفر فيها المرحاض ورائحتها قذرة جداً.

وطالبت الأسيرات بتحريك هذه القضايا عبر المحامين والالتماس ورفع شكاوي على إدارة سجون الاحتلال، وإثارتها على كل المستويات لرفع المعاناة والإجراءات التعسفية التي تمارس بحقهن.

في شأن آخر، أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين يوسف نصاصرة في تصريح له، بأن الأسير الفلسطيني رجائي حسين منصور عبد القادر من سكان دير عمار قضاء رام الله المحكوم 45 شهراً، قد بدأ بأخذ العلاج الكيميائي حيث قرر له 14 جلسة علاج بعد اكتشاف مرض سرطان الكبد والرئة لديه.

وقال نصاصرة الذي زار الأسير رجائي في سجن إيشل، إذ نقل هناك ليكون قريباً من مستشفى سوروكا لأجل تلقي العلاج، إنّ "الأسير لديه أوجاع في الصدر، ويصاب بحالة دوخة وأوجاع في الكبد، وأنه لا يستطيع النوم سوى 3 ساعات من شدة الألم".

وأفاد الأسير رجائي بأنه فقد من وزنه 6 كلغ وأنه عانى من النقل في بوسطة السجن حيث لم ينقل في سيارة خاصة، ولم يقدم له الماء خلال النقل وأن معاملة السجانين سيئة جداً له غير مكترثين بحالته الصحية.

وكانت هيئة الأسرى قد رفعت التماساً للإفراج عن الأسير رجائي من خلال محكمة ثلثي المدة التي حدد موعد لها يوم الثاني من الشهر المقبل.

على صعيد منفصل، كشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يوسف نصاصرة، عن شهادة جديدة لأحد الأسرى حول تعرض الأسير الشهيد عزيز عويسات يوم الثاني من الشهر الماضي، لعملية اعتداء وحشي في زنازين سجن إيشل أدى إلى إصابته بجلطات حادة قادت إلى استشهاده في العشرين من الشهر ذاته.

وقال الأسير غبارية "خلال وجودنا مع الشهيد في زنازين سجن إيشل ومعه الأسيران خالد حلواني وباسم إيال سمعناه يصرخ بشدة وبصوت عال ومؤلم جداً، ومن خلال فتحة الزنزانة شاهدت الأسير عويسات ينزف الدماء من فمه، ثم تم ربطه والاعتداء عليه بالضرب، وكان ثلاثة سجانين يمارسون الضرب بحق الشهيد".

وكشف الأسير غبارية أسماء السجانين الذين اعتدوا على الأسير الشهيد عويسات وهم: أورون جنكر يعمل في قسم الزنازين وسبتاي قائد قسم 6 في سجن ايشل، وسجان يدعى باسم سرغي.

وقال غبارية "الأسير عويسات كان يصرخ: صدري صدري"، وسمع السجان أورون يقول له: "من يعتدي على سجان لازم يموت".

وأفاد غبارية بأنه تمكن من الحديث مع الشهيد عويسات من خلال شباك الزنزانة وهو يصرخ صدري صدري، ويقول ضربوني، وطلب إحضار طبيب، وطلب منه عزيز الاتصال بابنه. وأشار الأسير غبارية إلى أن زميله الأسير باسم إيال أبلغ محاميه عن هذا الاعتداء.


يذكر أن الشهيد عزيز عويسات (53 عاماً) من سكان جبل المكبر في القدس المحكوم بالسجن 30 عاما منذ عام 2014 قد اتهم بسكب مياه ساخنة على أحد السجانين في سجن إيشل خلال عملية تفتيش يوم الثاني من الشهر الماضي، وتم إخراجه إلى الزنازين والاعتداء عليه، وهو مريض بالقلب أدى الاعتداء إلى مضاعفات صحية خطيرة جرت عليه، نقل إلى مستشفى تل هشومير واساف هروفيه وظل تحت الأجهزة في العناية المكثفة إلى أن ارتقى شهيداً، ولاتزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيد وترفض تسليمه لذويه.
المساهمون