معاملة الأسرى نحو الأسوأ وفقاً لتعليمات الوزير الإسرائيلي أردان

20 يونيو 2018
استهداف الأسرى وانتهاك حقوقهم (Getty)
+ الخط -
قال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، لؤي عكة، إنّ "مديرية سجون الاحتلال الإسرائيلية قامت بتغيير المعاملة مع الأسرى إلى الأسوأ في كافة السجون، وذلك وفقا لتعليمات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، الذي دعا إلى تشكيل لجنة للتضييق على الأسرى ومعيشتهم بالسجون".

وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان قد أصدر قرارًا في الثالث عشر من الشهر الجاري، بتشكيل لجنة عامة لفحص ظروف اعتقال الأسرى، مهمتها تشديد ظروف اعتقالهم للحدّ الأدنى، واصفا الأسرى بالإرهابيين ومهددا بإبقائهم في السجون سنوات طويلة.

ووفق بيان صادر عن الهيئة، فعلى ضوء ذلك، قال ممثل قسم الأسرى الأطفال "الأشبال" في سجن عوفر لؤي المنسي خلال لقائه المحامي عكة، إنّ "هذه اللجنة بدأت بزيارات لكافة السجون لتطبيق تعليمات أردان، وأنه جرى تنفيذ مضايقات على حياة ومعيشة الأسرى وبدأ ذلك في الأسبوع الأخير من شهر رمضان".

وأشار المنسي إلى أن أول القرارات التي اتخذت هي حرمان الأسرى من مشاهدة المونديال وإغلاق القنوات الفضائية وحجبها عن المعتقلين مما ترك حالة من الاستياء والتذمر في صفوف الأسرى، وأن إدارة السجن منعت الأسرى من تناول الحلويات في العيد بشكل جماعي في الساحة، إضافة إلى اقتحام قسم 11 في سجن نفحة أول أيام العيد ورش الأسرى بالغاز وضربهم وعزل 8 في الزنازين ومعاقبة القسم بكامله بمنع الزيارات والكانتين (الشراء من بقالة السجن) ومصادرة الأجهزة الكهربائية.

وقال المحامي عكة إن "حكومة إسرائيل ووزراءها يضعون الأسرى هدفا لهم، وذلك باتخاذ إجراءات تعسفية بحقهم ومن خلال سلسلة قوانين وقرارات تنتهك حقوقهم وكرامتهم الإنسانية".

وفي سياق منفصل، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، في تصريحات له، إن "الأسير المحرر حسان التميمي (18 عاما) الذي أفرج عنه بعد شهرين من اعتقاله قبل ثلاثة أيام، ويتلقى العلاج في مستشفى المجمع الطبي في رام الله وقد فقد الرؤية، هو ضحية جريمة طبية متعمدة وخطيرة ارتكبت بحقه من قبل أطباء وإدارة سجن عوفر العسكري وأطباء مستشفى تشعار تصديق الإسرائيلي".


وقال قراقع: "لقد استهترت إدارة وأطباء سجن عوفر العسكري بصحة الأسير التميمي ولم يقدموا له العلاج رغم معرفتهم أنه يعاني من مرض صعب قبل اعتقاله ويتلقى العلاجات بشكل دائم، وأن انقطاع العلاج عنه يؤدي إلى خطورة بالغة على حياته".

على صعيد آخر، نقل محامي هيئة الأسرى لؤي عكة شهادة الأسير شهاب حسن مزهر (43 عاما)، من سكان مخيم الدهيشة في بيت لحم والذي يعمل ممرضا في وزارة الصحة ويقبع في سجن عوفر، عن تعرضه لتعذيب وحشي خلال اعتقاله منذ تاريخ السادس من الشهر الجاري، والمماطلة الطويلة في تقديم العلاج له.

وقال مزهر: إنه اعتقل من البيت بعد اقتحامه من الجنود وتكسير الأثاث ونشر الرعب والفزع في المنزل وبين أبنائه الأطفال، والتعرض لابنته البالغة من العمر 14 عاما بالضرب بوحشية من قبل الجنود عندما حاولت إبعادهم عن أبيها، وقد دفعها الجنود بقوة نحو الحائط مما سبب لها آلام شديدة.

وقال مزهر: إن أحد الضباط قام بضربه بالركل على ركبتيه وصدره وبشكل متتال، وتم اقتياده مشيا على الأقدام مسافة طويلة إلى مقر الارتباط العسكري في بيت جالا، وخلال ذلك استمر الجنود بضربه بأعقاب البنادق، مما أدى إلى تدهور متسارع في حالته وإصابته بارتفاع ضغط الدم وبدقات سريعة في القلب وإجهاد يشبه أعراض الجلطة، ثم نقل إلى معسكر عصيون دون أن يقدم له أي علاج، ثم نقل إلى سجن عوفر العسكري وهو في حالة صحية سيئة جدا من شدة الضربات التي انهالت عليه في المنزل أو في الطريق.

وأصدرت سلطات الاحتلال بحق مزهر قرار اعتقال إداري لمدة 6 شهور، علما بأنه أسير سابق قضى عدة سنوات في سجون الاحتلال.

في سياق آخر، وثق محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، إفادة المعتقل إسلام ناجي أبو حميد (32 عاماً) من مخيم الأمعري في رام الله، والتي يسرد من خلالها تفاصيل التنكيل به والإهانة التي تعرض لها من قبل المحققين في مركز توقيف "المسكوبية".

ووفقاً لشهادة المعتقل، فقد تم التحقيق معه بصورة مكثفة على مدار سبعة أيام، حيث جرى عصب عينيه وتقييد يديه وحرمانه من النوم بشكل كلي، كما قام المحققون بتهديده وشتمه لإجباره على الاعتراف بالتهم الموجهة ضده.

وأوضح عجوة أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلت أبو حميد منذ حوالي أسبوعين، ووُجهت له تهمة قتل جندي إسرائيلي أثناء اقتحام المخيم من قبل جيش الاحتلال.

وقتل جندي إسرائيلي بعد أيام من إصابته إثر إلقاء قطعة حجر كبيرة على رأسه في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الأمعري، وتلا ذلك عمليات اعتقال ومداهمات في المخيم إلى أن أعلنت قوات الاحتلال بحسب زعمها في 13 من الشهر الجاري، أن إسلام أبو حميد هو المسؤول عن قتل ذلك الجندي. وأضاف عجوة أنه سيتم عقد جلسة تمديد توقيف للمعتقل يوم غد الخميس في المحكمة العسكرية بالمسكوبية.

يذكر أن المعتقل إسلام أبو حميد له خمسة أشقاء يقبعون في معتقلات الاحتلال، أربعة منهم محكومون بالسجن المؤبد.