ارتفاع الأسعار يفسد فرحة المصريين في العيد

18 يونيو 2018
اكتفت غالبية المصريين بالاحتفال أول أيام العيد (أحمد السيد/الأناضول)
+ الخط -

تسبب قرار الحكومة المصرية برفع أسعار الوقود أول من أمس السبت، في ضعف إقبال المواطنين على التنزه بالحدائق العامة خلال ثاني وثالث أيام عيد الفطر، بخلاف المعتاد في كل عام، بعد رفع تكلفة وسائل النقل العامة والخاصة.

وفضل الكثير من المصريين قضاء إجازة العيد، التي تنتهي اليوم، في منازلهم، أو الذهاب إلى أماكن قريبة من محال إقامتهم لا تستلزم وسيلة مواصلات، خاصة بعد أن أرهقتهم تكاليف ومصاريف شهر رمضان ومستلزمات العيد، ورفع تكلفة استهلاك الكهرباء. وقال أحد المواطنين لـ"العربي الجديد" "كأن النظام يعيّد على الشعب بمزيد من الضغط الاقتصادي".

وشهدت حديقة الحيوانات في الجيزة، إقبالاً ضعيفاً من الأهالي والعائلات على غير المعتاد، بعد زيادة سعر التذكرة من 3 إلى 5 جنيهات، وشهدت الحديقة خلال اليوم الأول، حسب مسؤولين، نحو 50 ألف زائر، وكان متوقعاً تضاعف الأعداد خلال الأيام التالية، ولكن حدث العكس، حيث بلغ عدد الزوار يوم السبت 25 ألفا فقط، وكان يوم العيد الثالث، الأحد، مخيباً للآمال بصورة أكبر، ما تسبب في خسائر مادية للحديقة التي قام مسؤولوها بشراء عدد من الحيوانات قبل أيام من حلول عيد الفطر، معلقين أمالاً كبيرة على الإيرادات في المناسبة الأهم على مدار العام.

وتراجع عدد زوار متنزه "القناطر الخيرية" في محافظة القليوبية، القريب من العاصمة القاهرة، والذي كان يشهد ازدحاماً سنويا كبيراً خلال إجازة عيد الفطر، كما تأثرت الحدائق العامة  الكبرى في القاهرة، والتي كانت حركة روادها خفيفة خلال إجازة العيد، وتراجعت مظاهر الاحتفال بشكل واضح على "كورنيش النيل".

وكان لارتفاع أسعار الوقود أثره على "المراكب النيلية" و"الأتوبيس النهري"، والتي يستقلها البعض في التنزه عبر نهر النيل خلال أيام العيد، وتسبب رفع أسعار "السولار" الذي تعمل به تلك المراكب في رفع التسعيرة، لتصبح تكلفة "الفسحة"، ومدتها المعتادة 15 دقيقة، 20 جنيها للفرد الواحد، ما أدى في المقابل إلى عزوف المواطنين عنها.

واشتكى أصحاب المراكب النيلية من ضعف الإقبال من جانب المواطنين، ما أظهر المراكب خالية من الركاب خلال العيد، وأوضح علاء حامد، صاحب أحد المراكب النيلية بمنطقة ماسبيرو، أن "غلاء أسعار تعريفة الركوب بسبب رفع أسعار الوقود وراء عزوف المواطنين عن المراكب النيلية"، مبدياً حزنه الشديد من غياب المواطنين رغم أنه موسم. "غلاء اﻷسعار ضرب الموسم في ثاني وثالث أيام العيد، والحال واقف بعدما كان منتعشاً إلى حد ما أول أيام العيد قبل رفع أسعار الوقود".

وقال ربيع حسن، إن أسرته مكونة من 6 أفراد، وإنهم استقلوا "ميكروباص" إلى إحدى الحدائق، لكن تكاليف الفسحة كانت كبيرة، فـ"فضلنا البقاء في المنزل في ثاني وثالث أيام العيد".

بدوره، أوضح محمود علي "خرجت من شهر رمضان على الحديدة (شبه مفلس)، ويوم العيد ذهبت مع أولادي إلى منطقة ترعة الإسماعيلية القريبة من المنزل، وتناولنا التسالي، ولم نخرج مجددا في العيد".

إلى ذلك، قالت ربة المنزل حنان سيد، إن "الظروف الاقتصادية لا تطاق، ولن أكلف زوجي مصاريف فوق طاقته. قضينا العيد في الشارع مع الأولاد دون الذهاب إلى أي مكان. غلاء أسعار الوقود أفسد فرحة العيد. لا نستطيع الذهاب إلى الحدائق أو المتنزهات العامة"، مشيرة إلى أن الأسر المصرية واجهت غلاء فاحشا خلال شهر رمضان، و"النظام ختمها برفع أسعار الكهرباء والمياه والوقود وقبلها تذكرة المترو. ملايين الأسر لا تملك المال اللازم للترفيه بسبب الغلاء".
دلالات