السويد: اليمين يضغط على رئيس الوزراء بسبب اللاجئين

09 مايو 2018
السويد لا تبعد الأجانب المرتكبين لعمليات اغتصاب (Getty)
+ الخط -
تعد قضية اللاجئين في السويد من أهم الملفات التي تشكل ضغطا متزايدا على رئيس الوزراء اليساري، ستيفان لوفين، بالتزامن مع الحملات الانتخابية، وبروز العديد من التساؤلات عن مصير"اللاجئين المغتصبين"، ومطالب اليمين المتشدد بسياسة ترحيل واسعة لهم.

ضغط عرّض ستيفان لوفين، لموقف محرج على الهواء بسبب سؤال زعيم حزب "ديمقراطيي السويد"، يميني متشدد، جيمي أوكسون، عن "اللاجئين المغتصبين". جاء ذلك أثناء ندوة انتخابية تلفزيونية، مساء الإثنين، استمرت لأكثر من ساعتين على القناة الرسمية، إس تي في، طرح فيها مختلف قادة الأحزاب مواقفهم من الانتخابات القادمة في سبتمبر/أيلول القادم.

وجّه أوكسون سؤالا بدا مستعصيا على لوفين حول "عدم إبعاد السويد للأجانب المرتكبين لعمليات اغتصاب"؟ متبعا ذلك برقم يقول إن "4 من كل 5 مغتصبين أجانب يبقون في السويد ولا يرحلون".

رئيس الوزراء لوفين، الذي يعيش أوقاتا صعبة مع بروز قضايا المهاجرين، في معسكر اليمين ويمين الوسط، وجد صعوبة في الردّ على الأرقام والمسببات أمام جمهور في الاستديو، وشارع سويدي يتابع بعناية ما يجري في بلده، فحاول شرح عمل المحاكم والقوانين، وحين أصر أوكسون على أرقامه ذهب لوفين لطرح سؤال مضاد أصاب الجمهور بنوبة ضحك تلقائي، قائلا "إن كنت حريصا وقلقا إزاء النساء فلماذا تنتهج سياسة تفاقم وضعهن في سوق العمل من حيث الأجور والشروط"، مستشهدا بحملة "مي تو" المنتشرة حول مطلب حقوق النساء في السويد. الجمهور الحاضر في الاستديو لم يعجبه هذا الجواب وجد نفسه في نوبة ضحك من تهرب رئيس وزراء بلدهم.

ويرى الباحث في مجال التواصل الإعلامي بجامعة غوتيبورغ، أورلا فيغسو، أن رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين يعيش فترة عصيبة بسبب طغيان قضية اللجوء والهجرة "وعليه بالتأكيد الخوض فيها ولا يستطيع، كما يفعل، تجنبها وتهميشها بهذا الشكل الذي يقوم به، وعليه أن يتجهز لمثل هذه الأمور خاصة فيما يتعلق بانفجار سؤال اللاجئين".

من ناحيته رأى المعلق السياسي للتلفزيون الرسمي، ماتس كنوتسن، أن "وضع الحزب الاجتماعي الديمقراطي، في الاستطلاعات ليس بخير، فما بالك أن يظهر زعيمه ورئيس وزراء بهذا الضعف أمام معارض كأوكسون". وبالنسبة لكنوتسن فإن جهود رئيس وزراء السويد "لتجنب الخوض في قضية اللجوء والهجرة سوف يكون لها تأثيرها البالغ في تشكيل موقف الشارع السويدي".

وتأتي أهمية تقدم جيمي أوكسون بعد نحو 4 أعوام من انتخابات 2014، حيث تعهد ساسة البلد، بمن فيهم رئيس الوزراء لوفين، بجعله "غير مؤثر"، ليتضح اليوم أنه بات حزبا يضع أجندة ما يدور في الشارع والبرلمان السويدي ويضغط بكل قوة لتغيير وتشديد سياسة السويد في قضايا اللاجئين، وهو ما حصل في أكثر من مناسبة.

وتشير العديد من الاستطلاعات إلى أن حزب "ديمقراطيي السويد"، الذي  يعتبر اليوم الحزب الثاني حجما، ربما يتحول مع الانتخابات القادمة في 9 سبتمبر/أيلول إلى أحد أهم الأحزاب، مع "هجرة ناخبي يسار الوسط" للتصويت له، وخصوصا مع رغبته بتشديد قوانين الأجانب أكثر مما فعلت حكومة ائتلاف اليسار ويسار الوسط منذ انتخابات 2014.

ومن الواضح أن اليمين المتشدد ينتهج خطابا إعلاميا وسياسيا واضحين فيما يتعلق بالمهاجرين واللاجئين بوصف "الجرائم والأعمال الجنائية تصدر عن هذه الفئة غير الراغبة باحترام سياسة وقوانين السويد"، على ما يشيع "ديمقراطيي السويد" في حملاتهم الانتخابية، المطالب بسياسة ترحيل واسعة للاجئين من السويد.



وأظهر استطلاع للمشاهدين، بمشاركة 1784 مواطنا، نشر بعد الندوة التلفزيونية، بسؤال "من برأيك كان الأنجح"؟ حول قضايا :العمل، الرفاهية والقانون والنظام والهجرة، أن زعيم الحزب اليميني جيمي أوكسون حل أولا في قضية الهجرة بتصويت 30 في المائة له، فيما حل رئيس الوزراء ستيفان لوفين رابعا بحصوله على 9 في المائة. والمثير أيضا أن أوكسون احتل مراتب متقدمة في القضايا الأخرى التي صوت لها المشاهدون.

هذا التقدم في الاستطلاعات يقلق اليسار ويسار الوسط السويدي قبل 4 أشهر من الانتخابات، وباتت أصوات في "الاجتماعي الديمقراطي" أكثر جرأة في طلب "مواقف واضحة من اللاجئين وعدم تجنب الخوض في المشاكل المترافقة مع قدوم مئات آلاف اللاجئين (نحو 250 ألفا منذ 2014)" بحسب ما يلحظ فيغسو.​

 

دلالات
المساهمون