ملاهي بغداد الليلية منابر للدعاية الانتخابية

07 مايو 2018
الدعاية الانتخابية في العراق (تويتر)
+ الخط -
لم يترك المرشحون للانتخابات التشريعية العراقية طريقا يوصلهم إلى البرلمان إلا سلكوه، حتى وإن كان متناقضا مع ثوابتهم وسلوكياتهم، في وقت يؤكد فيه عراقيون أن مرشحين ضمن قوائم إسلامية بدأوا يستغلون النوادي الليلية لترويج دعاياتهم الانتخابية.

وشهدت الملاهي الليلية الواقعة على طول شارع أبو جعفر المنصور الذي يمر وسط حي المنصور الراقي ببغداد، إقبالا من بعض المرشحين لتوزيع "بوسترات" و"كروت" للدعاية الانتخابية، وفقا لما يؤكده حسن اللامي، الذي يعمل في ملهى ليلي يقع في الشارع ذاته، لافتاً إلى أن جدران الملهى والملاهي الأخرى في المنصور غطتها دعايات المرشحين للانتخابات.

وأضاف "الغريب في هذا الأمر هو التناقض الكبير في مواقف بعض مرشحي القوائم الإسلامية الذين كانت أحزابهم حتى وقت قريب تطالب بإغلاق النوادي الليلية والبارات في بغداد"، متسائلا "إذا كانت هذه الأماكن مرفوضة لأنها تجلب الشر والفساد، لماذا أصبحت جدرانها وباحاتها مهمة لتوزيع الدعاية الانتخابية؟".

ويقول الشاب الثلاثيني عامر موسى، إنه يقضي لياليه في ملاهي وبارات الكرادة في جانب الرصافة من بغداد بعد يوم طويل من التعب، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أنه لاحظ أخيراً ظاهرة غريبة تمثلت بوجود عدد كبير من الأشخاص الذين يرتدون بدلات رسمية يروجون لسياسيين داخل النوادي والبارات.

وتابع "يوزع هؤلاء الأشخاص كارتات وبوسترات لمرشحين للانتخابات ويدعون الشباب لانتخابهم"، موضحا أن بعض ممثلي المرشحين استأجروا مطربين ومطربات ونظموا حفلات غنائية وسهرات مجانية يحضرها من يتعهد بانتخاب المرشحين الذين يروجون لهم.


يشار إلى أن الملاهي الليلية والبارات تنتشر بكثرة في أربع مناطق رئيسة ببغداد، هي المنصور في جانب الكرخ من بغداد، والكرادة والعرصات وأبو نواس بجانب الرصافة من العاصمة العراقية، وعرف عن هذه المناطق بأنها تمثل موطئ قدم لعدد غير قليل من السياسيين ورجال الأعمال الذين يرتادونها بوتيرة شبه يومية.

وفي السياق، قال أحد أصحاب البارات في حي العرصات ببغداد، إن قائمة إسلامية جاءت بلافتات كبيرة الحجم غطت واجهة البار، موضحا لـ"العربي الجديد"، أنه يخشى الاقتراب منها أو إزالتها خشية انتقام مرشحي القائمة المرتبطين بجماعات مسلحة متنفذة.

جدير بالذكر أن رئيس تحالف "تمدن" النائب فائق الشيخ علي، سبق وأكد أن حملته الانتخابية تستند بالأساس على شاربي الخمور الذين يسمون في العراق بـ"العركجية".

وقال في مؤتمر صحافي عقده ببغداد الأسبوع الماضي إنه يخاطب "العركجية" ويدعوهم لانتخابه، مذكرا بأنه الرجل الوحيد الذي وقف إلى جانبهم منذ تأسيس الدولة العراقية.

وأوضح أنه وقف إلى جانب شاربي الخمور ودافع عن حقوقهم وحرياتهم الشخصية، مبينا أن المطلوب منهم اليوم منحه أصواتهم في الانتخابات.
دلالات