رائحة الدم باقية في "دوار النافورة"... ساحة إعدامات داعش في الموصل

01 مايو 2018
دوار النافورة بعد تحرير الموصل (فيسبوك)
+ الخط -
ما زالت ذكريات السنوات الثلاث الدامية التي سيطر فيها تنظيم الدولة "داعش" على مدينة الموصل العراقية، تطارد سكانها رغم مرور نحو عام على تحرير المدينة من قبضة التنظيم الإرهابي.


"دوار النافورة" واحد من ثلاث ساحات في الموصل كانت تشهد بشكل شبه أسبوعي عمليات إعدام، أو قطع أيد، أو جلد أو صلب، تطبيقا لعقوبات ارتكاب الحدود التي فرضها التنظيم، والتي وصلت إلى حد فرض عقوبة جسدية على المدخنين، وكانت تطبقها اللجان الشرعية، أو ما عرف بأفراد الحسبة والشرطة الإسلامية.
وتقع ساحة "دورة النافورة" في منطقة الزهور شرقي الموصل، وكانت مكانا يبعث على الراحة، حيث نافورة المياه المتصلة بنهر دجلة، ومقاعد الاستراحة المنتشرة حولها. تقول الحاجة أم عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "السنوات التي قضيناها تحت سيطرة داعش لا يمكن نسيانها، فلنا في كل يوم ذكريات، ولنا في كل مكان ألم".

تمسح، أم عبد الرحمن دموعها، عندما نسألها عن "دوار النافورة"، وتقول "اعتقل التنظيم في السنة الأولى لاحتلاله الموصل عشرات من أبناء منطقتنا، من بينهم ولدي عبد الرحمن، من دون أسباب، ومن ثم أعدمهم تباعا في الساحة المشؤومة، وترك جثثهم معلقة لعدة أيام. لا أستطيع المرور بهذه الساحة ولا حتى الاقتراب منها، فرائحة الموت تنتشر في أرجائها، وصورة ولدي لا تفارقني كلما سمعت باسم دوار النافورة".

ومع أنّ الحياة عادت مجددا إلى الساحة، إلّا أنّ الموصليين ما زالوا يستشعرون الألم، محملين الحكومات المتعاقبة مسؤولية تلك المرارة. يقول الشيخ عبد الله المعماري، وهو أحد وجهاء الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المدينة تضم اليوم شواخص لذكريات أليمة لا يمكن نسيانها مهما طال الزمن، وساحة دوار النافورة من تلك الشواخص الموجعة. أهالي الموصل دفعوا ضريبة السياسات الهمجية للحكومات العراقية نيابة عن كل أهالي العراق، فلا أحد يدرك حجم الألم الذي يصيبنا كلما مررنا بتلك الساحة".
وأكد المعماري أنّ "أهالي الموصل تركوا من قبل الحكومة لقمة سائغة بيد داعش الذي أجرى أنهارا من الدم في هذه الساحة الصغيرة". مطالبا بأن تتحول الساحة إلى رمز للسلام، بعد ما كانت رمزا للموت، لتكون شاهدا على همجية التنظيم الذي أهدر دم الموصليين فيها.

وقال المسؤول المحلي في المدينة، هاشم الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ذكريات الألم لا تنتهي لدى الموصليين كلما مروا بهذه الساحة"، داعيا الحكومة إلى "وضع نصب تذكاري في الساحة ليكون شاهدا تاريخيا على حقبة زمنية مؤلمة". مقدرا عدد من تم إعدامهم في الساحة على أيدي عناصر داعش بالعشرات.