شروط اختيار 300 واعظة لإلقاء دروس بمساجد مصر في رمضان

27 ابريل 2018
مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
قررت وزارة الأوقاف المصرية الدفع بـ300 واعظة خلال شهر رمضان القادم، لتقديم دروس دينية بعد صلاة الظهر أو العصر بعدد من مساجد المحافظات، خاصة في القاهرة والجيزة والإسكندرية، من بينهن 160 متطوعة تم التأكد من ميولهن السياسية واعتدال أفكارهن من قبل أجهزة الأمن.

وحددت وزارة الأوقاف إلقاء الدروس النسائية مرتين أسبوعيا بالمسجد، وعدم التحدث في الأمور السياسية، والاقتصار على أحكام الصوم والصلاة، وعقوق الوالدين وتربية الأطفال، وتعاون الزوجة مع زوجها في أمور الحياة، والأخلاقيات والإيمانيات، والتحذير من الغش والكذب، والتركيز على حقوق الوطن والدفاع عنه، وكذا قضايا الأسرة.

واعتمدت الواعظات المختارات من خلال دورة تدريبية بمسجد النور بحي العباسية في القاهرة، يشرف عليها شخصيات من وزارة الأوقاف، ويدرس فيها كتيب تقوم وزارة الأوقاف بطبعه، يضم الموضوعات المقرر الحديث عنها في شهر رمضان.

وكشف مصدر بوزارة الأوقاف أن وكيل أول الوزارة ورئيس القطاع الديني، جابر طايع، يشرف شخصيا على الواعظات، موضحاً أن هناك تعليمات مشددة للواعظات بعدم التطرق لأي أمور سياسية، وأن تكون الدروس مقتصرة فقط على الأمور الاجتماعية وقضايا فقه الصيام بالنسبة للمرأة بصفة خاصة، وبعض الأحكام الفقهية بصفة عامة.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن ملايين الجنيهات تُصرف لأفراد الوزارة بحجة "الشهر الكريم"، بينها الإشراف على الدروس الدينية والندوات، والمرور على المساجد، وأن مبالغ كبيرة تحصل عليها قيادات الوزارة باسم "مصروفات شهر رمضان"، وفي المقابل يحصل العاملون على الفتات، ومنها معونة شهر رمضان التي لا تتجاوز 200 جنيه (12 دولارا أميركي).
وقال إن "كثيرا من الأئمة الذين يعملون بالمكافأة، لا تتعدى رواتبهم 500 جنيه، ومعلوم عنهم التدين والثقافة والعلم"، موضحاً أن "كثير من الواعظات اللاتي سوف يتم الاستعانة بهن في دروس رمضان، غير مؤهلات دينيا، وكثيرات منهن حصلن على الفرصة عن طريق الواسطة أملا في التحول إلى داعيات تلتقطهن الفضائيات.

وشدد على أن "الفكرة نفسها فشلت العام الماضي بسبب عدم إقبال السيدات على تلك الدروس، عدا كبار السن، خصوصا أن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تجيب على كثير من التساؤلات: سيطرة الوزارة على المساجد، خاصة في رمضان، هو تسييس للدين لبث أفكار محددة. أين باقي المساجد من الواعظات؟ التركيز سيكون على مساجد بعينها في مناطق ترى الحكومة أن فيها تواجدا دينيا، وتخشى من سيطرة تيارات دينية مختلفة عليها".
دلالات